- جهاز الموجات الحرارية «الميكروويف» يغطي أكبر مساحة من الورم في أقل وقت
- جهاز الموجات الحرارية بدأ استخدامه على العظام وانتقل لمعالجة الكبد والرئة والكلى
- الألم يختفي في اليوم التالي للعملية.. ويمكن للمريض مغادرة المستشفى
كتب: زينب أبو سيدو
كان للكويت السبق في دول الشرق الأوسط في استخدام جهاز الموجات الحرارية لعلاج الأورام العظمية المؤلمة والأورام الخبيثة وخاصة المنتشرة في العظام للحد من الألم المصاحب للورم وازدياد حجمها، وانتشارها في عظام اخرى. وبما أن د.ماجدة الزنكي، مسجل أول أشعة في مستشفى الرازي، وعضو في الجمعية العربية لعلاج آلام الظهر بالتدخل البسيط، وعضو في جمعية الخليج العربي لأشعة الجهاز الحركي وكانت ضمن فريق العمل الذي اقام ورشة لعلاج حالات مرضية تمت بنجاح، لذا فقد التقينا بها لتسليط الضوء أكثر على جهاز الموجات الحرارية الذي يعالج أورام العظام بالتدخل البسيط باستخدام تقنية التجلط الحراري والتحديد الدقيق لمكان الورم بالاشعة المقطعية. وقد اوضحت د.الزنكي أن هناك فرقا بين جهازي الموجات الحرارية (microwave) والتردد الحراري، موضحة ان جهاز الموجات الحرارية يستخدم لتغطية مساحة أكبر من الورم في وقت أقل ويستخدم في اورام الكبد، والانسجة العضلية والرئة والكلى، فإلى التفاصيل:
ما الفرق بين جهاز الموجات الحرارية (المايكروويف) وجهاز التردد الحراري؟
٭ جهاز الموجات الحرارية وجهاز التردد الحراري يستخدمان للتجلط الحراري للاورام، لكن الفرق بينهما هو ان جهاز الموجات الحرارية يتميز بأنه اكثر امانا، خاصة عندما يتم العمل حول العصب او الشريان، كما ان الفترة الزمنية لجهاز الموجات الحرارية أقل من جهاز التردد الحراري، فالعملية تستغرق من اربع الى خمس دقائق، واهم استعمالات جهاز التردد الحراري هو الورم الحميد بالعظم، لكن عيب هذا الورم انه يسبب آلاما مزمنة بالليل للاطفال والشباب وجميع الفئات، فلا يستطيعون تحمله، وما نفعله اننا نقوم بعمل حرق حراري للورم نفسه بالدخول الى مركز الورم.
اما جهاز الموجات الحرارية (المايكروويف) فنقوم باجراء الطريقة نفسها بالدخول الى مركز الورم نفسه للعمل على حرقه، لذلك فهو اكثر امانا، واقل مدة زمنية، وقد اجرينا عمليتين بالتردد الحراري ولم ينجحا بينما نجحت العمليتان عن طريق جهاز الموجات الحرارية. كما ان جهاز الموجات الحرارية يغطي مساحة اكبر من الورم في وقت اقل وبسبب انه يغطي منطقة الورم فقط فإن نسبة ضرر الانسجة الطبيعية المحيط به اقل، فلذلك يمكن استخدامه في الاماكن المحاطة بالشرايين والاوردة الرئيسية وكذلك الاعصاب.
إبرة برأس واحد
وبالنسبة لجهاز التردد الحراري، فتغطي الابرة ذات الرأس الواحد مساحة 2 سم وكلما زاد حجم الورم قلت معالجة التردد الحراري، اما جهاز الموجات الحرارية فيصل الى 10 سم، اي الورم الذي نعالجه حسب الابرة المستخدمة وفي جهاز التردد الحراري يصل الى 5.5 سم على اعلى تقدير ويعود الورم ثانية.
اما الحرارة الناتجة من التردد الحراري فتقوم باتلاف الانسجة الطبيعية حول الورم، لكن جهاز الموجات الحرارية يستخدم للعمود الفقري حول الاعصاب.
وتتميز الابرة المستخدمة في جهاز الموجات الحرارية بنوع من التبريد الداخلي ما يمنع انتشار الحرارة للانسجة المبطنة ويجعل المساحة تكون اكبر لمعالجة الورم لذلك يصل الى 10 سم.
متى بدأتم في تجربة هذا الجهاز؟
٭ نحن هنا في الشرق الاوسط ابتدأنا تجربته على العظام، ويستخدم كذلك للكبد والرئة والكلى ونحن هنا نستخدمه للاورام الحميدة والاورام الخبيثة التي تنتشر بالعظم، فاذا عولج بالموجات الحرارية او التردد الحراري يقل انتشاره في العظم والتردد الحراري اذا عولج به المريض كيماويا ولم يفده العلاج، فنستخدم التردد الحراري او الموجات الحرارية للورم المنتشر في العظم لتقليل حجم الورم نفسه باحتوائه وتخفيف الآلام الناتجة عنه، وتعتبر الكويت الاولى في الشرق الاوسط باستخدام الجهاز خلال ورشة العمل التي أقيمت في مارس 2011، تحت رعاية رئيسة قسم الأشعة د.سلوى الكندري ومساعدة كل من رئيس قسم التخدير د.حسين المجادي، واخصائي العظام د.مجدي عبدالمتعال.
5 حالات نجحت
وفي هذه الورشة عالجنا 5 مرضى بنجاح والحالة السادسة كان صعبا اختراق الورم العظمي بواسطة إبرة العظم مما تطلب تدخلا جراحيا للعلاج ولكن باقي المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و35 سنة استفادوا من التجلط الحراري وذلك باختفاء الألم في اليوم التالي مباشرة ومغادرة المستشفى. في الاورام الخبيثة في العمود الفقري أفاد العلاج المرضى العاجزين عن الحركة فكل ما عملناه اننا استطعنا ان نجعلهم قادرين على السير بدلا من نومهم الدائم، خاصة مع الاسمنت الحراري (pmma) فهو يفيد في حالات الفقرات المكسورة من الورم نفسه ولكننا لا نستطيع فصل العلاج الكيماوي عن جهاز التردد الحراري أو جهاز الموجات الحرارية والاسمنت فكل هذه العلاجات تؤخذ معا.
كيف تقومون باستخدام هذه التقنية؟
٭ نحدد أولا مكان الورم عن طريق الأشعة المقطعية ونضع إبرة خاصة داخل العظم بعد تخدير المريض تخديرا عاما، ويجب ان تكون هذه الإبرة قوية، تتحمل العظم، وأحيانا نستخدم مطرقة لنصل الى مركز الورم، وقبل ذلك نتأكد من التبريد الداخلي للإبرة إذا كان يعمل، وإلا تسبب في حرقان للمريض وعلينا التأكد أيضا انها بعيدة عن الغطاء الحراري للإبرة لأن الموجات الحرارية تأخذ مساحة فيجب ان نعطيها هذه المساحة بحرية لأنه إذا التصقت بغطاء الإبرة نفسها ستسبب حرارة ما يؤثر على الأنسجة التي حولها، ونحاول ان نتأكد أيضا ان يكون رأس الإبرة بعيدا عن الغطاء وفي منتصف الورم نفسه.
«دريل» لبعض الأورام
هل حدث معكم مشاكل أثناء هذه العملية؟
٭ حدث ذات مرة، مشكلة تكلس العظم وفشلنا في الوصول الى مركز العظم، فبعض الأورام نستخدم لها «دريل»، لتكسير العظم الى ان نصل الى المركز، وهناك محاولة مستقبلا لجعل« الدريل» سهل التحكم به، وسيتوافر نوع خاص منه في وزارة الصحة لأنني طلبته من إحدى الشركات.
ذكرت ان المريض يغادر المستشفى ثاني يوم مباشرة بعد اجراء هذه العملية، فهل ينطبق ذلك على كل الأعمار؟
٭ نعم إذا تم التأكد من عدم وجود مشاكل أو آلام أو حرقان ويراجع بعد أسبوع لنرى إذا كان هناك التهاب حول الفتحة لأن الخلايا الميتة تتسبب في وجود البكتيريا.
ما المخاطر التي من الممكن ان تصيب الأشخاص الذين لديهم قطع معدنية في أجسامهم ويخضعون لصورة رنين وهل هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون ان يخضعوا لصورة طبقي محوري أيضا؟
٭ المسامير التي تستخدم الآن من البلاتونيوم، لأنها لا تسبب مشاكل عند دخولها الأشعة المغناطيسية وقد كنا نواجه مشكلة عند وضع المسامير وهي ان الأشعة المقطعية تكون غير واضحة، وفي المستقبل سنحضر جهازا يصفي الصورة وينقيها لتصبح واضحة.
ما تأثير أو ضرر الأشعة في المستقبل على التقني الذي يمارس هذه المهنة؟
كمية محددة للأشعة
٭ لدينا أمان للتقنيين، فلدينا المسجل لكميات الأشعة بصورة شهرية، تدل على قياس الكمية التي وصلت للتقني فإذا تجاوز هذا العداد المعين نبعده عنه ولدينا حتى في القسطرة العادية عدد للأشعة أثناء تواجد المريض بالقسطرة نفسها وتتم دراسة كمية الأشعة، فإذا تجاوزها التقني نبعده عن الأشعة الى وقت معين.
هل الالتراساوند أو السونار يستطيع ان يكشف سرطان المعدة؟
٭ لا فمشكلة المعدة ان بها غازا قد يحجب الرؤية أحيانا عن الأعضاء الأخرى خاصة البنكرياس، فالغاز يسبب نوعا من التشويش على الصورة فلذلك من الصعب اكتشاف السرطان، والأفضل للمريض اجراء أشعة مقطعية له، عن طريق اعطائه كوبا من الصبغة، حتى تنتفخ المعدة، وتتضح الرؤية عندها يمكن اكتشاف مرض سرطان المعدة.
د.الزنكي مسجل أول أشعة
د.ماجدة الزنكي مسجل أول أشعة في مستشفى الرازي، زمالة الكلية الملكية الايرلندية للأشعة وهي عضو في الجمعية العربية لعلاج آلام الظهر بالتدخل البسيط أي حقن المفاصل والحبل الشوكي وعلاج الديسك والعمود الفقري عن طريق أخذ العينات وعلاج الكسور، وهي عضوة في جمعية الخليج العربي ومتخصصة بكل أنواع الأشعة، ولكن تركز أكثر على الجهاز الحركي الذي يشمل المفاصل والعظام، وكانت محاضرة في مؤتمر الأشعة العالمي الأول لتطوير الجهاز المركزي الذي أقيم في الكويت.
ما التردد الحراري ؟
بدأ استخدام التردد الحراري سنة 1931 وقد بدأ تطبيقه لعمل اصابة لنواة العصب الخامس المخي لعلاج آلام العصب، وقد بدأ بصورة مبسطة ثم بدأت معدلات استخدامه في علاج آلام اسفل الظهر عن طريق استخدام كانيولا على نواة جذر العصب لعلاج آلام أسفل الظهر وعلاج آلام الانزلاق الغضروفي ثم بدأوا استخدام التردد الحراري على الفقرة الثانية العنقية من الحبل الشوكي لعلاج الآلام السرطانية مع الحصول على نتائج محدودة وغير آمنة تماما فيما سبق.
وكانت النقطة الفارقة في استخدام التردد الحراري سنة 1980 عندما بدأ العلماء في استخدام كانيولات صغيرة لعمل مفعول التردد الحراري وبدأ تطبيقه بكثرة في علاج آلام العمود الفقري، وقد تم ادخال تعديلات لزيادة أمان استخدام التردد الحراري مثل جهاز قياس درجة الحرارة حول الكانيولا وجهاز قياس درجة المقاومة عند طرف الكانيولا وجهاز عمل الاختبار الحسي والاختبار الحركي للعصب المراد العمل عليه لتحديد مكان الإصابة بدقة متناهية وحدوث حالة من الأمان التام عند تطبيق استخدام التردد الحراري.
وقد زادت استخدامات التردد الحراري بصورة مدهشة في الـ 20 سنة الأخيرة حتى أصبحت تشمل علاج كل انواع آلام العمود الفقري والأعصاب الطرفية. وقد حدثت ثورة كبيرة عند بداية تطبيق استخدام التردد الحراري النابض وقد تم التوصل إليه في بداية التسعينيات على يد العالم السويسري menno sluijter الذي بدا تطبيق استخدام التردد الحراري النابض بصورة كبيرة.
ويعتمد عمل التردد الحراري النابض على عمل مجال حول العصب لإحداث تغير في طبيعة نقل الألم حول العصب المراد العمل عليه مع زيادة القوة الموجهة من جهاز التردد الحراري وتقليل درجة الحرارة المكونة حول الكانيولا مما يؤدي الى مميزات أخرى كبيرة تضاف الى مميزات التردد الحراري التقليدي وهي:
٭ ادخال تطبيق التردد الحراري على الأعصاب الطرفية.
٭ العمل بأمان تام 100% على جذور الأعصاب في حالة حدوث انزلاق غضروفي.
٭ استخدام التردد الحراري في حالات الصداع النصفي وآلام العصب الخامس والتاسع المخي.
٭ استحالة حدوث أي تأثير حسي حركي على العصب المراد العمل عليه (أي احتفاظ العصب بنفس درجة الإحساس ونفس درجة الحركة مع فقط تغير طبيعة نقل الألم من العصب).
٭ العمل بأمان تام على كل أعصاب الجسم سواء الحسية أو الحركية بدون حدوث أي أخطار لهذه الأعصاب. وتدخل تطبيقات التردد الحراري في كثير من الاستخدامات مثل:
آلام أسفل الظهر، آلام الرقبة، آلام الانزلاق الغضروفي القطني، آلام الانزلاق الغضروفي العنقي، آلام ضيق القناة العصبية، آلام الانزلاق الغضروفي الداخلي المسبب لآلام أسفل الظهر ويستخدم التردد الحراري على الطبقة الخارجية من الغضروف، آلام الذراعين، آلام الكتف، آلام العصب الخامس والتاسع، آلام العقدة الحنكية في حالات الصداع النصفي، آلام الوجه والصداع النصفي والأنواع الأخرى من الصداع، آلام الأعصاب الطرفية في حالة حدوث إصابة لها ناتجة عن عمليات سابقة أو إصابة مباشرة، آلام مفصل الفخذ، آلام العصب السمبثاوي سواء في الذراعين أو في الصدر أو في القدمين أو أيضا يستخدم لإعادة ضخ الدم بصورة طبيعية للأطراف، الآلام السرطانية وأمثلة كثيرة أخرى.
التردد الحراري تقنية جديدة للقضاء على السرطان
يواجه مرضى السرطان صعوبات كبيرة في تلقي العلاج بسبب الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي المفزعة، وكذلك العمليات الجراحية لإزالة الورم قد لا تقضي عليه تماما وتتسبب دوما في عمليات الاستئصال، لذلك يعتبر العلاج بالتردد الحراري من التقنيات الحديثة التي تعطي الأمل في علاج الأورام.
هذا ما أوضحه استشاري العلاج بالأشعة التداخلية بطب جامعة عين شمس المصرية د.محمد شاكر.
وقال: ان جهاز التردد الحراري هو جهاز له إبرة موجهة إلى مكان الورم يتم دخولها عن طريق فتحة صغيرة في الجلد مثله مثل المنظار، هذه الإبرة موصلة بالتيار الكهربائي، فعند وصولها إلى الجزء المصاب أو الورم يتم رفع درجة الحرارة به إلى درجة حرارة مرتفعة وبذلك تقضي على الورم.
مميزات العلاج بالتردد الحراري عن العمليات الجراحية لاستئصال الأورام:
٭ مدة الجلسة للقضاء على الورم تستغرق من نصف ساعة إلى ساعة تقريبا، بعكس العمليات الجراحية التي تستغرق فترات زمنية طويلة.
٭ لا يحتاج المريض إلى المبيت في المستشفى بعكس العمليات الجراحية التي تستلزم المبيت.
٭ يمكن إعطاء المريض بنجا جزئيا ولكن يفضل إعطاؤه بنجا كليا وذلك لراحة المريض.
وأضاف: يستخدم العلاج بالتردد الحراري في علاج الأورام: السرطانية وخاصة علاج الأورام السرطانية للكبد، علاج أورام العظام الحميدة والخبيثة، علاج أورام الرئة، يستخدم أيضا في علاج دوالي الساقين.
وتصل نسبة النجاح في العلاج بالتردد الحراري الى 85% وهذا يحدث عندما يتم اختيار المريض المناسب لإجراء تلك العملية.
وقد ذكر د.محمد شاكر أن الأورام السرطانية للكبد هي الأكثر انتشارا وتزداد نسبة الوفيات بها، وقد ذكر موضحا أنه عندما نكتشف الورم في مرحلة مبكرة فان العلاج بالتردد الحراري يعطي نتائج طبية جيدة وذلك بسبب صغر حجم الورم.
ولذلك يجب على مريض الكبد عمل أشعة تلفزيونية على الكبد وكذلك عمل تحليل الفافيتوبروتين بصفة دورية منتظمة لاكتشاف أي أورام تحدث في الكبد في مرحلة مبكرة.
ويعطى العلاج بالتردد الحراري نتائج جيدة للغاية حينما يكون حجم الورم 5 سم ولكن إن كبر حجم الورم عن ذلك الحجم فتوجد وسائل أخرى لإزالته.
وأخيرا إذا تم العلاج بالتردد الحراري في مرحلة مبكرة فان المريض لا يحتاج إلى استكمال علاجه بعلاج كيميائي، ولكن حينما يتم العلاج في مرحلة متأخرة فيستلزم استكمال العلاج بعلاج كيميائي.