حنان عبد المعبود
طفرة صحية خدماتية جديدة، يشهدها قطاع الرعاية الصحية الأولية في الكويت بتطبيق الطب المبنى على البراهين والأدلة، عبر دورة تدريبية تطبيقية تقدمها الخبيرة القادمة من المملكة العربية السعودية والتي عملت على تطبيقه منذ أكثر من 10 سنوات د. لبنى الأنصاري، وقد افتتحت الدورة بفندق موفنبيك بحضور مديرة ادارة الرعاية الصحية الأولية د. رحاب الوطيان، والتي أكدت أن أهم ما يميز هذه الدورة التدريبية ومدتها أسبوع أنها تشتمل على شرح أساسيات ومبادئ الممارسة الطبية المبنية على الدلائل والبراهين، والموجهة إلى الأطباء العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية لصقل مهاراتهم في التواصل مع مواقع ومراكز الأبحاث العلمية، مشيرة إلى أن فترة الدورة تمت تقسيمها إلى مجموعتين الأولى منها لمدة يومين ونصف اليوم، وتشمل تدريب 30 طبيبا وهم من الأطباء العاملين في البرامج التابعة للرعاية الصحية الأولية والفترة التالية مجموعة تتكون من 30 طبيبا اخرين.
وقالت وطيان في تصريح لها «اننا نهدف إلى تحضير هؤلاء الأطباء كنواة للتدريب، حيث سيقومون بعد هذا بنشر المفاهيم والمهارات البحثية ونتائج الدراسات بين زملائهم في مراكز الرعاية الصحية الأولية ما يدعو إلى تحسين الأداء والتطبيق الطبي والفني للرعاية المقدمة.
وأعربت عن سعادتها بافتتاح الدورة التدريبية التي من أجلها تمت استضافة رئيس وحدة طب الأسرة، الأستاذ المشارك بقسم طب العائلة والمجتمع بكلية الطب جامعة الملك سعود والمشرفة على كرسي الشيخ عبدالله باحمدان للرعاية الصحية المبنية على البراهين والتطبيق العملي للمعرفة د. لبنى الأنصاري معربة عن امتنانها لتلبية د. لبنى للدعوة، ومتمنية تكرار الزيارة لإمكانية نشر المفهوم الطب المبني على البراهين.
وعن تخصص الأطباء المعنيين بالدورة أكدت الوطيان أن الرعاية الأولية تتضمن عدة برامج وهي الطفولة والأمومة والتدريب والممارس العام، وبرنامج السكر وبرامج الصحة النفسية، وكل برنامج من هذه البرامج يقوم عليه خمسة أطباء يتبع كل واحد منهم منطقة صحية مختلفة أي يمثل منطقته، لافتة الى أن أغلب هؤلاء الأطباء تخصصاتهم اما أطباء عائلة أو أمومة وطفولة، أو حاصلين على ماسترز، أو دبلوم في أمراض النساء والولادة، ولهذا أصبح الحضور لبث الخبرة وتبادل الآراء، وقالت «خاصة أننا نركز في عملنا بالرعاية الصحية الأولية على إجراء سياسات عمل وبروتوكولات تحتاج إلى أن تكون مبنية على الدلائل والبراهين، مضيفة «اليوم نسأل عن الدلائل والمراجع في اعتماد أدوية بعينها وتعلم الأطباء اختيار المرجع المناسب، وتدريب الأطباء على استخدام الأدلة والبراهين بهدف تخريج 60 طبيبا تم اختيارهم على أساس أن يكونوا على أساس أطباء لديهم تخصصات متنوعة سواء طب العائلة أو تخصصات أخرى وعملوا لفترة بالرعاية الصحية الأولية ومن القائمين على البرامج ولهم دور تدريبي وقيادي.
وتابعت «لقد اخترنا الأطباء من القائمين على البرامج بالرعاية الأولية خلال الجزء الأول من الدورة وتركنا للمناطق الصحية اختيار الأطباء للجزء الثاني من التدريب لإعطاء الأطباء الذين يرونهم مؤهلين لنشر المعلومات داخل المراكز الصحية.
كما نركز عقب نشر مفهوم الأدلة والبراهين أن نستطيع أن نستخدم هذا المفهوم في عمل السياسات والبروتوكولات العلاجية فمثلا عندما نضع أحد البرتوكولات العلاجية لمرض ما وليكن الربو لابد ان يكون هذا البروتوكول مبنيا على الأدلة والبراهين وبالتالي سنعمل على إعادة تطوير الدلائل الإكلينيكية والبرتوكولات المستخدمة في الرعاية الصحية الأولية.
تجربة السعودية في الأدلة والبراهين
بدورها، أكدت د. لبنى الأنصاري ان المحاضرات التي تقدمها تتضمن كيفية ممارسة الرعاية الصحية المستندة إلى الأدلة والبراهين، لافتة الى أن هناك توجها جديدا في المجال الطبي، وقالت «قد يعتقد البعض أنه كان من المفترض أن الأطباء والمهنة الطبية بشكل عام تستند الى الأدلة والبراهين ولكن فعليا المهنة الطبية تجتهد دائما في تقديم الأفضل للمرضى، ولكن ليس بالضرورة السير بطريقة منهجية لتحصيل أفضل الإجابات للأسئلة التي تهم صحة الفرد، وهذا هو الهدف من ورشة العمل بأن يكون هناك توجه ليتم وضع السؤال الإكلينيكي بالطريقة الصحيحة والبحث في قواعد البيانات ومصادر الأدلة والبراهين بالطريقة الصحيحة والحصول على إجابة تهم المرضى وتهم القطاع الصحي، والممارس أيضا. وأضافت «ليس بالضرورة أن تكون الإجابات معتمدة على أشياء بسيطة مثل نتائج فحوصات، وهذا الهدف منه وكذلك تدريب عدد من الأطباء تم اختيارهم ليكونوا الصفوة في مجال الرعاية الصحية الأولية في الكويت، وأعتقد أنها خطوة ممتازة لأن هذه الفئة ستكون لها القيادة والريادة في تحريك الجهات وفرق العمل المسؤولين عنها وبالتالي ستكون النتائج أقوى وأكبر.
الأنصاري أهدت كتابها إلى «الأنباء»
في لفتة رائعة من د. لبنى الأنصاري أهدت كتابها الذي قامت بترجمته وهو «الممارسة المستندة إلى أدلة في الرعاية الصحية الأولية» وحرره كل من د.كريس سيلاجي، ود.أندروهينز الى «الأنباء».