-
زراعة البنكرياس غير مضمونة النتائج بسبب مثبطات المناعة ومدى تقبل الجسم للجزء المزروع
-
ممارسـة الرياضـة لـ 30 دقيقـة يوميــاً لمـدة 5 أيام بالأسبوع وخفض الوزن يساعدان على الوقاية من المخاطر
-
مضخة الأنسولين تحتاج إلى برمجة مستمرة وإجراء التحليل من 3 إلى 6 مرات يومياً وتفشل إذا ما استعملها مريض غير واع
-
السمنـة بين الأطفال تتراوح نسبتها من 50 إلى 60% وقبل 10 سنوات لم نرصد أي حالة لسكر النوع الثاني في هذه الفئة
-
نتائج مبشرة في زرع خلايا «بيتا» بطريقة بسيطة في الجسم دون جراحة أو دخول مستشفى
-
الخلايا الجذعية مازالت طــور البحث والجراحات المعلـن عنها أجريت في مراكز تجارية غير رسمية
-
نلجـــــــأ لأقــراص تنشيـط البنكــــــرياس لإخـــــــــراج الأنســــولين إذا ما فشلت المحاولات مـع مريض النـوع الثاني في العودة لمستوى جيد
-
الإخصائــــي النفسي عامل مساعد في تقبـل الأسرة للمرض ولدينا ندرة في تواجده بالمستشفيات
-
تغيير نمــط الحياة عبر نظام مكثف يخفــض 60% من نسبة حدوث المرض
حنان عبدالمعبود
اليوم العالمي للسكر، مناسبة لتذكير العالم كله بهذا المرض الذي انتشر بنوعيه بين الناس بمختلف أعمارهم، لهذا فقد ارتأت «الأنباء» استضافة أحد الأشخاص المميزين في هذا التخصص، هي أخصائية أمراض السكر بالمستشفى الأميري سابقا وأمين سر رابطة السكر الكويتية ومؤسسة الرابطة ونائب المدير لمركز دسمان لأبحاث وعلاج السكر د.منيرة العروج، والتي أكدت أن السكر مرض يمكن مكافحته عبر نمط حياة صحي، وقالت طالما كان الشخص عرضة للاصابة، حيث انه قليل الحركة أو بدين أو ذو تاريخ عائلي للمرض، يجب عليه اتخاذ نمط للحياة يساعده على تلافي أو تأخير المرض لسنوات طويلة.
وعن العلاجات الجديدة للسكر، أفادت بأن هناك العديد منها لكن نتائجها مازالت غير محسومة مثل زرع الخلايا الجزعية، وزرع خلايا بيتا البنكرياسية. أما عن زراعة البنكرياس فبينت أنها غير مجدية كثيرا الا أن تمت بجانب زراعة كلى، كما استعرضت د.العروج العديد من الأمور المختصة بمرض السكر في معرض اجاباتها على القراء في اللقاء التالي:
مركز دسمان لأبحاث وعلاج السكر، هو مركز فريد يحتضن الكثير من المؤتمرات وورش العمل العالمية نظرا لوجود الخبراء العالميين بشكل دائم، هلا حدثتنا عن المؤتمرات التي ستقام في الفترة المقبلة؟
إن معظم المؤتمرات التي تقام بالمركز بالفعل مؤتمرات عالمية يحضرها نخبة من الأطباء والخبراء العالميين الذين ندعوهم للحضور، والمؤتمرات سيكون هناك العديد منها بالفترة المقبلة، وأولها سيقام في الفترة من 16 إلى 18 الجاري في مركز دسمان، وسيكون خاصا بكيفية منع الإصابة بالأمراض المزمنة حيث سيشمل عدة مواضيع وأمراض، من بينها مرض السكر، والسرطان والكثير من الأمراض الأخرى، وسيحضره حوالي 14 عالما من دول أوروبا وأميركا وغيرها من الدول.
منع الإصابة
جمانة: السكر مرض مزمن يصيب الإنسان دون أي مقدمات، فهل يمكن منع الإصابة به؟
هناك دراسات عالمية على السكر في كل ما يختص به، لهذا فقد تم تقسيمه لنوعين أحدهما النوع الأول وهو يصيب الأطفال والشباب، والذي مازلنا نجهل أسباب الإصابة المباشرة به، لكننا نستطيع أن نقول انها عوامل جينية، أو وراثية متداخلة، لهذا إلى الآن لم يكتشف العلماء طرقا لمنعه، لكن السكر من النوع الثاني وهو ما يصيب الشباب والكبار، وجدوا أن العوامل البيئية تلعب دورا أساسيا فيه، وهي السمنة، قلة الحركة، نوعية الغذاء. وهناك عدة دراسات في هذا الصدد وهي دراسة أميركية وفنلندية وصينية والتي تعد من أكبر الدراسات في العالم، حيث قام الباحثون بتخصيص مجاميع من الناس تحت الدراسة الذين لديهم قابلية للإصابة بالسكر حيث تتوافر لديهم عوامل الإصابة ومنها البدين، ومن يعاني من زيادة في الوزن، وكذلك أصحاب التاريخ العائلي بالإصابة بالمرض، وقليلو الحركة، وأيضا المرأة الحامل التي عانت من سكر الحمل لأن لديها القابلية للإصابة مستقبلا، وقام الباحثون أيضا بتقسيم الناس القابلين للإصابة إلى مجموعتين، احدى المجموعتين عاشت حياتها بشكل عادي دون اتخاذ أي احتياطات، بينما المجموعة الأخرى وضع لها برنامج مكثف من ممارسة الرياضة وتغيير النمط الغذائي إلى نمط صحي وخفض الوزن، وفي فترة تتراوح من خمس إلى سبع سنوات وجد الباحثون المجموعة صاحبة النظام المكثف نسبة حدوث مرض السكر بينها انخفضت تقريبا بنسبة 60% عن المجموعة التي عاشت بشكل عادي دونما اتخاذ أي احتياطات، فخرجوا بنصائح وتوصيات تم تطبيقها في العالم كله الآن، وهي أن الشخص المعرض للإصابة بالسكر إذا ما مارس الرياضة 30 دقيقة يوميا لمدة 5 أيام، أي 150 دقيقة في الأسبوع، وخفض الوزن حوالي 7% من الوزن كله حتى الوصول لوزن مثالي، بالإضافة إلى التغذية السليمة بتناول أطعمة صحية تحتوي على كل العناصر الغذائية، والابتعاد عن الدهون والمقليات وزيادة تناول الخضروات والفواكه والألياف، فسنتلافى الإصابة بالسكر، لهذا بالفعل فإننا نستطيع منع السكر للأشخاص المعرضين للإصابة بتغيير نمط الحياة.
فشل إفراز الهرمون
لمياء: كثيرا ما نسمع عن خروج عقاقير جديدة معالجة للسكر، أو طريقة جديدة للمعالجة سواء بالإبر أو الأقراص أو الجراحة،فماذا تقولين عن الأدوية المعالجة لهذا المرض؟
لنكن واضحين، فإن العلاج يختلف مابين النوع الأول والنوع الثاني، يمكن أن تكون هناك أساسيات بالعلاج لابد من وضعها لمصابي النوعين، وهي التغذية الصحية بشكل سليم، والتمارين الرياضية وزيادة الحركة، وكذلك التوعية والتثقيف الذي يعد عنصرا أساسيا للمصاب في أي نوع من الاثنين، لكن لابد أن تختلف طريقة العلاج بين مريضي النوعين، فمرضى النوع الأول لم يكتشف له علاج إلا بإبر الأنسولين، لأنهم يعانون من نقص أو فشل في إفراز هرمون الأنسولين، وما نستطيعه حيال هذا هو إعطاؤهم الإبر الخارجية، أما الجديد في علاج النوع الأول هو خروج بعض أدوية الأنسولين الجديدة، أو طرق جديدة لتناوله، لكن في النهاية هي أنسولين، فمنها القلم، والإبرة العادية، لكنها تشكل علاجا دائما يجب الاستمرار فيه، وليس هناك حقن أو دواء لإيقاف هذا النوع، إنما معالجة مستديمة.
أما سكر النوع الثاني الذي يعالج بالإضافة إلى التغذية والنمط الصحي للحياة الذي تحدثنا عنه، فهناك أقراص مخفضة للسكر يأخذها المريض إذا ما فشلت الحمية الغذائية وإنقاص الوزن، والرياضة في هبوط السكر إلى المستوى الطبيعي، فنبدأ في إعطائه أقراصا تنشط البنكرياس ليخرج الأنسولين الذي لديه، ومرضى السكر يختلفون في مدى استجابتهم لهذه الحبوب فالبعض تستمر معهم هذه الأقراص لمدة قد تصل إلى 10 سنوات، وتخرج الأنسولين بالجسم، وهنا فإن البنكرياس له قدرة على ذلك لفترة ولكنه سيتوقف، ويحتاج بعض المرضى إلى تناول ابر الأنسولين، وفي هذا النوع نجد الكثير من أنواع الأقراص المعالجة وكل واحدة منها لها طريقة عمل معينة، ولكنها جميعا في النهاية تعمل على تحفيز البنكرياس أو الجسم على استقبال الأنسولين أو تقوي الأنسولين الموجود بالجسم، أدوية كثيرة الا أنه ليس هناك دواء يقضي على السكر بشكل كامل.
750 عملية زراعة غير رسمية
روان: سمعت عن شيء يطلق عليه العلاج الجراحي عبر زراعة البنكرياس والخلايا الجزعية. فما هو مستوى أدائهما؟
زراعة البنكرياس يعملون عليها منذ أكثر من 30 عاما، كزراعة بنكرياس كامل، وهي الطريقة الوحيدة التي تجعل الشخص لديه أنسولين، لكن مشكلة هذه الطريقة أن الطبيب من أجل الزراعة يحتاج إلى أعطاء أدوية تخفض المناعة حتى لا يقاوم الجسم الجزء الجديد المزروع، وهذا يجعل لها الكثير من الأعراض الجانبية، ولهذا أصبح نجاحها غير مضمون، ولا ينصح بها لان للأشخاص الذين يعانون من فشل كلوي وسيقومون بزراعة كلى لأنه سيتناول نفس المضادات، ولكن العمليات التي تعد ذات نتائج مبشرة هي زراعة خلايا بيتا المفرزة للأنسولين وهي تقع داخل البنكرياس حيث إن جزءا من خلاياه يفرز هرمون الأنسولين، ولهذا فهناك مراكز عديدة تقوم بأخذ خلايا، وتزرعها بطريقة بسيطة في جسم الشخص المصاب بالسكر بدون جراحة أو دخول مستشفى، وبالطبع فان هذا الأمر يجذب الناس لعمله، ولكن هذه العمليات مازالت في طور البحث حيث العمليات التي أجريت 750 عملية حتى الآن، ولم تخرج الى أن تكون متاحة للجميع وأي مريض يزرعها باطمئنان أنها مازالت تحت الدراسة، فهي ناجحة حتى الآن وقد تكون كذلك لسنوات قد تصل الى 10 لكن هل تجعله يستغني بشكل دائم عن الإبر؟ هذا مازال مجهولا لأننا نحتاج استخدامها من أجل أطفال قد تكون أعمارهم 10 سنوات وقد تزرع لهم الى ان يبلغوا العشرين، وتفشل معهم؟ صحيح أن نتائجها جيدة حتى الآن حيث استطاع البعض الاستغناء عن ابر الأنسولين لعام أو اثنين، إلا أننا لا نعرف إن كانوا سيحتاجونه بعد ذلك أم لا.
أما الخلايا الجزعية فقد قيل عنها الكثير، وبعض الناس تذهب لمراكز في الخارج لإجراء جراحة بدول أوروبية، وقد حضرنا مؤتمرات مؤخرا عالمية تحدث فيها كبار العلماء، والى الآن ليس هناك مركز في أي مكان أجرى زراعة خلايا جزعية للمرضى العاديين، فما زال الأمر تحت البحث، وما نسمع عن إجرائه تم فقط في مراكز تجارية وهي ليست رسمية، فالحكومات تمنح الرسمية للمعالجات بالعقار أو الجراحة حينما يتم الانتهاء من الأبحاث ويقر العلاج، وللآن لم تنته الدراسات والناس التي تجرى لهم هذه الجراحات تكون على مسؤوليتهم، لأنهم قد يحتاجون الى زراعتها مرات أخرى.
عبد الرزاق: هل هناك إمكانية لمريض السكر الذي غير من نمطه المعيشي الاستغناء عن تعاطي الأنسولين؟ أو حتى تخفيف الجرعات؟
لابد أن نفرق بين كل من النوعين، فالأول لابد من البدء معه بعلاج الأنسولين، وليس أي علاج آخر، إلا إذا كانت الحمية الغذائية كعامل مساعد، بينما عند مريض النوع الثاني نبدأ معه بالحمية الغذائية وانخفاض الوزن، والذي إن لم يفلح معه فإننا نضطر إلى إعطائه الأقراص، وهنا نقيم الوضع حتى نرد على السؤال، فهل المريض كان من البداية يحتاج إلى الأنسولين أو الأقراص المساعدة، ونجد أن مريض النوع الثاني مع تغيير نمط الحياة بالفعل قلل من كميات الأنسولين أو استغنى بالفعل عنه، بينما مريض النوع الأول لا يمكن حتى أن نجرب معه تنظيم نمطه المعيشي وحده.
هل المضخة فاشلة؟
هاني: يقال إن مضخة الأنسولين نوعا ما هي علاج فاشل. لم أستخدمها، ولكني أردت والبعض أفادني بذلك، فهل هذا الأمر صحيح؟
إن الفكرة من مضخة الأنسولين هي إعطاء الهرمون على مدار الساعة، مثلما يحدث بالجسم الطبيعي غير المصاب، وهذه المضخة تحتاج إلى عناية معينة من شخص مؤهل لاستخدامها، فهي تفشل إذا ما استخدمها المريض الخطأ، فبعض الأطباء قد يخضعون لرغبة المريض في استخدامها، ولكن الأمر يعود بالفعل إلى تقييم الطبيب في اختيار المريض الملائم لاستخدام المضخة، فالمريض قد يطلبها لمجرد شعوره بالراحة لوجودها الذي يريحه من ضرب ابر الأنسولين لأنها تكون موجودة بالجسم ويتم تغيير إبرتها كل ثلاثة أيام فقط، وهي تحتاج إلى أن يكون المريض متفهما وواعيا للآلية عملها، فهي بالفعل تعطي الأنسولين لمدة الـ 24 ساعة باليوم، ولكنها تحتاج إلى البرمجة مع كل وجبة لإعطاء كمية الأنسولين الملائمة لها، ولابد من إجراء التحليل من 3 الى 6 مرات في اليوم ليتمكن المريض من التحكم في الكم، وإلا سيرتفع السكر ويهبط دونما الإحساس به، كما انه لابد أن يعلم المريض كيفية تغيير الإبر والاعتناء بالمضخة، ولهذا أقول انه ليس كل مريض يصلح للمضخة إلا إذا ألم بها عبر تدريب جيد عنها، وإلا ستكون عواقبها وخيمة.
مضاعفات التكاسل في العلاج
رجاء: كثيرون منا حين يعلمون بالإصابة بمرض السكر يخشون على أنفسهم، ولهذا نلتزم بكل تعليمات الطبيب في البداية، ولكن مع مرور الوقت، نشعر بأن الأمور عادية، ولهذا نتكاسل بعض الشيء أو نفقد الاهتمام الشديد باتباع الإرشادات، فما هي المضاعفات الناتجة عن ذلك؟
نحن لا نريد أن نشعر الناس بالخوف، ولكن مرض السكر إذا ظل غير منتظم لفترات طويلة، وارتفع بالدم على مدى سنوات ففي النهاية سيؤثر على كل جزء من أجزاء الجسم، ولهذا دائما ما ننبه المرضى إلى المضاعفات التي ستحدث، ولكن بالطبع لا نستطيع حينما نشخص طفلا مصابا بالسكر ونعلمه عنه ومن أول يوم نخبره بالمضاعفات، ولكننا نحاول ترغيب المرضى به في إظهار الجوانب المضيئة وأن الانتظام في العلاج والإبر وتنظيم نمط الحياة، وإجراء التحاليل فان هذا يجعله يتفادى حدوث المضاعفات ويجعله يعيش مثل أي شخص آخر.
أما عن المضاعفات فالسكر يؤثر على كل أجزاء الجسم، فهو المسبب الأول لفقدان البصر، أو حتى ضعف البصر، وهناك فئات عمرية صغيرة تصاب بفقدان البصر في عمر الأربعين، كذلك السكر هو المسبب الأول للفشل الكلوي، والاحتياج الى زراعة الكلى، كما أن مرضى السكر معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالجلطات القلبية، والدماغية بشكل مضاعف إلى أربعة أضعاف أكثر من غير المصاب بالسكر، كذلك معرض للإصابة ضغط الشرايين بالأطراف، وبالتالي عرضة للتقرحات، وقد يصل الأمر للبتر، كما أن مريض السكر معرض لالتهابات الأعصاب التي تؤدي الى عدم الإحساس بالقدم مما يعرضها للجرح، وبالتالي ممكن أن تجرح، وأن يكبر الجرح دونما الإحساس به، وكثرة الالتهابات الجلدية، والتقرحات.
الهرمونات وتنحيف الجسم
منيرة: إنني امرأة أحب أن أبدو رشيقة، ولهذا كثيرا ما أحاول إنقاص وزني، وقد أنجح في ذلك لبعض الوقت، ولكنني لا ألبث أن أعود ويزداد وزني مرة أخرى. البعض قال لي ان هذا يتسبب باختلال في عمل الهرمونات بالجسم مما تترتب عنه الإصابة بالأمراض، فهل هذا صحيح؟
السمنة هي ما يؤثر على أداء البنكرياس لأن سكر النوع الثاني 80% من مصابيه بدناء، لأن مستقبلات الأنسولين داخل الجسم تضعف، ويكون هناك أنسولين بالجسم ولكن يكون من الصعب استخدامه، وحين يقل الوزن يعود الجسم الى حالته الطبيعية وتتحسن حساسية الأنسولين الموجودة، فالسمنة هي التي تتسبب في اختلال الهرمونات.
سكر الأطفال
زايد: طفلي مصاب بالسكر، هلا حدثتني عن إصابة الأطفال بهذا المرض؟
هناك سكر النوع الأول كما ذكرنا يحدث للأطفال في سنوات صغيرة حتى العشرين من العمر، ولكن في السنوات الأخيرة، لاحظنا أن الأطفال في أعمار الحادية عشرة والثانية عشرة أصبحوا يصابون بسكر النوع الثاني المصاحب للسمنة، بسبب زيادة الوزن والبدانة في الأطفال، وكما نلاحظ من خلال تواجدنا بالمدارس انتشار السمنة بشكل كبير بين الأطفال، ولدينا بالكويت تتراوح نسبة السمنة بين الأطفال من 50 إلى 60% في سن الدراسة، وقد زادت نسبة الإصابة نظرا لزيادة معدل السمنة بين الأطفال، وقبل 10 سنوات لم نكن نرصد أي حالة لسكر النوع الثاني في الأطفال.
أليس ارتفاع معدل إصابة الأطفال بالنوع الثاني مؤشر خطر؟
نعم هو مؤشر خطر لأن الطفل يصاب بالسكر في سن صغيرة والأخطر أنه ناتج عن السمنة التي لها مضاعفاتها الى جانب مضاعفات السكر، ولذلك التركيز الآن على الأطفال لأن الاستثمار بالأطفال، والتوعية والتثقيف يبدآن مع أطفال المدارس، ومن هنا نتساءل: لماذا أصبح الأطفال يعانون من السمنة؟ والإجابة تكمن في نمط الحياة حيث كانت ألعاب الأطفال في السنوات السابقة أغلبها الكرة، والدراجات الهوائية، بها الكثير من الحركة، والآن اختلف الوضع حيث أصبحت أغلب الألعاب لديهم الكمبيوتر والبلاي ستيشن، فضلا عن قضاء وقت طويل أمام التلفاز، بالإضافة إلى سهولة الطلب للوجبات السريعة، والتي أصبح الأطفال يتعاطون معها على أنها «سناك» وليست وجبة رئيسية، وكل هذه الأمور مجتمعة سببت السمنة، ولهذا نحاول إرشادهم لنمط حياة صحي عبر تعليمهم كيفية اختيار الطعام، وتقليل نسبة السعرات الحرارية بالوجبة، وكذلك كيفية إدخال الرياضة كعنصر أساسي ضمن البرنامج اليومي، وكيفية إكساب الوجبات اليومية لمحتويات تضم الخضراوات والفواكه، كل هذا نقدمه عبر خروجنا للطلبة بالمدارس، بالإضافة إلى أننا بمركز دسمان ورابطة السكر الكويتية، يوميا لدينا أكثر من صف دراسي من مدرستين أو ثلاث نعطيهم معلومات بأسلوب مبسط وترفيهي، لشرح كل الأمور المختصة بالسمنة والسكر، وكذلك تأثير النمط الصحي للحياة على صحتهم ومستقبلهم.
الإخصائي النفسي والمصابون حديثاً
هل يضم المركز اخصائيين نفسيين، لرصد كيفية إيصال المعلومات للطفل بشكل يلائمه؟
لدينا مثقفات السكر، وهن دارسات للأمر بشكل جيد، والاخصائي النفسي هو عضو مهم في أي فريق عمل متخصص، وبخاصة في بداية اكتشاف المرض، سواء بالمستشفى أو في أي مكان، فالاخصائي النفسي عامل مساعد في تقبل الأسرة لهذا المرض، لأن عند تشخيص المرض ينقلب كيان الأسرة ولابد من تواجده حتى يتم تقبل الأمر، ولكن بالكويت هناك ندرة في هذا الأمر فالاخصائي النفسي يتواجد لمرة واحدة بالأسبوع بالمستشفيات، ليقيم المرضى في بداية التشخيص. ولكن مثقفة السكر لها دور كبير في تفهم الأسرة والطفل لهذا المرض.
قوانين لنسب الطعام الصحي
مركز دسمان من الجهات المختصة بالأبحاث، ألا يوجب هذا الوضع على المركز عمل توصيات ونقلها الى المشرعين لسن قوانين وتشريعات خاصة بالغذاء الصحي لمنع بعض الأنواع من الأطعمة غير الصحية، وخاصة في الأماكن الحيوية، مثل المقصف المدرسي، والمطاعم. وكذلك مراقبة نسب الدهون في الوجبات المقدمة؟
إن وزارة الصحة تعمل على هذا الأمر بالفعل، وإدارة التغذية والإطعام وإدارة التوعية بالوزارة، تقدموا عدة خطوات مع وزارة التربية لتنظيم المقاصف والوجبات التي تقدم إلى الأطفال واتخذوا فيها خطوات متقدمة لتغيير النظام وما يحتويه المقصف تحت إشراف وزارة التربية، وهذا سيطبق قريبا. أما سن القوانين فيحتاج إلى تدخل عدة وزارات مثل التربية والبلدية والتجارة.
في اعتقادي أن هذا الأمر يستحق بالفعل الوقفة والتكاتف وخاصة أنه يختص بالأطفال.
هذا ما نأمل من تكاتف بين وزارات الدولة بكاملها للقيام بهذا الأمر، لأنه لا يمكن أن يضعها مستشفى أو مركز فقط. والجدير بالذكر أن الاحتفال بيوم السكر العالمي يقــام منذ ثــلاث سنــوات مـن قبـل جمعيات وروابط السكر تحت فيدرالية السكر العالمي، ولكن عام 2007 تبنت منظمة الأمم المتحدة موضوع السكر لأنها أحست بكم الإصابات بالعالم، وكذلك الأعباء الاقتصادية الكبيرة على الدول بسببه، وأصدرت قرارا عام 2007 وهو القرار التاريخي الأول للأمم المتحدة تجاه مرض مزمن غير معد، ورقمه 225 على 61، والذي اعتبرت فيه مرض السكر من الأمراض الخطيرة التي تحمل الدولة أعباء كبيرة وتكلفة على الدولة والمجتمع والفرد، وألزمت كل دول العالم الأعضاء بها باتباع استراتيجيات وبرامج للتصدي لهذا المرض ومكافحته، وتبنت الاحتفال بيوم السكر العالمي كيوم للأمم المتحدة ولذلك منذ ذاك الوقت تحتفل الوزارات والجهات الحكومية بهذا اليوم حيث تشارك به كل وزارات الدولة تقريبا، في شراكة مجتمعية كبيرة.
اليوم العالمي لمرض السكر
كان أول تنظيم لهذا اليوم العالمي من قبل الاتحاد الدولي لمرض السكر بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والذي يعتبر أول حملة وعي عالمية تخص هذا المرض الذي يمكن أن نصفه بالمرض السهل الممتنع. وبدأ الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكر في عام 1991 لكي يتماشى مع ازدياد نسبة المصابين بهذا المرض «الداء السكري» على مستوى العالم، ونال هذا اليوم شعبيته، حيث يشارك فيه أكثر من 350 مليون شخص في العالم بأسره بما فيهم مؤسسات وأفراد على المستوى السياسي والطبي، بل والاطفال سواء من المرضى أو الاصحاء. وتم اختيار يوم 14 نوفمبر لأنه هو نفس يوم ميلاد «فريدريك بانتج» الذي توصل الى الفكرة التي أدت الى اكتشاف الانسولين في اكتوبر عام 1921 بالتعاون مع «تشالز بست».
خطوات نحو الحياة الصحية: إنقاص الوزن ضروري لنجاح العلاج
توجد بعض الخطوات التي ينبغي على مريض السكر سواء في النوع الاول أو الثاني اتباعها لكي يحيا حياة صحية. انه بحاجة الى خطة غذائية، والى ممارسة الرياضة لأن الرياضة في حد ذاتها تساعد الجسم على استغلال الانسولين بطريقة أفضل لتحويل الجلوكوز الى طاقة تستفيد بها الخلايا.
ويحتاج جميع المرضى في النوع الاول وبعض حالات من النوع الثاني الى الحقن بالانسولين، وتعتمد حالات اخرى في النوع الثاني في علاجها على الاقراص التي تساعد على افراز مادة الانسولين بشكل أكثر أو استغلال الانسولين الذي يفرزه الجسم بشكل أفضل.
كما تحتاج حالات في النوع الثاني الى انقاص الوزن فقــــط لكي تتم عملية العلاج، وذلك عن طريق اتباع نظام غذائي محدد وممارسة الرياضة.
ـ توجد قائمــــة من الاطباء يجب على مريض السكر أن يقوم بزيارتهم:
متخصص في الغدد الصماء، وتتم زيارته مرة على الاقل كل ستة اشهر، والمتابعة بشكل دوري مع متخصص في النظم الغذائية، ومتخصص في وظائف اعضاء الجسم، واخصائي اجتماعي أو طبيب نفساني أو أي متخصص في مجال الصحــــة النفسية والعقلية، وذلك لتخفيف ضغوط وتحديات المعيشة للمصابين بهذا المـــرض المزمن. اجراء فحوصات طبية مرة كل عام على العين لاكتشاف أي مشاكل مبكرا وعلاجها قبل أن تصبح خطيرة ومزمنة.
ما المشاكل الاخرى التي يسببها مرض السكر؟
يشجعك فريق العمل المهتم بصحتـــك ان تتبع نظام غذائــي ورياضي محددين، وان تأخذ العلاج بانتظام، واجراء التحاليل الدورية على نسبة السكر للمحافظـــة على معدلها الطبيعي بقدر الامكان لأطول فترة ممكنة.
ومريض السكر الذي لا ينتظم في علاجه سيعرض نفسه لمشاكل طويلة المدى يصعب علاجها بعد ذلك ومن بينها: الاصابة بالأزمات القلبية، نزيف في المخ، العمى، الفشل الكلوي، أمراض الاوعية الدموية والتي تتطلب بتر الاعضاء، تدمر الاعصاب والعجز الجنسي عند الرجال. الذي يدعو للتفاؤل، هو انه اذا حافظ مريض السكر على نسبة السكر في دمه بحيث تكون أقرب ما يمكن الى المعدل الطبيعي، سيقلل من مخاطر الاصابة بهذه المشاكل بنسبة 50% أو ما يزيد عن ذلك.
هل يمكن منع الاصابة بمرض السكر؟
بالنسبة للنـــوع الاول لمرض السكـــر، فإنه من الممكن اكتشـاف ما اذا كان الشخص يصـــاب به أم لا، وذلك بحوالي خمسة أعوام أو أكثر مسبقـــا.
أما النوع الثاني فما زالت الابحـــاث جاريـــة لاكتشـــاف امكانيــة منع الاصابــة بهذا المرض من عدمه.
نبذة عامة عن مرض السكر
ما مرض السكر؟
هو عدم قدرة جسم الانسان على تخزين الجلوكوز بشكل طبيعي. وعندما يرجع الجلوكوز مرة أخرى في مجرى الدم، يؤدي الى ارتفاع نسبته بدرجة عالية.
يصنف مرض السكر الى نوعين رئيسيين:
-
ـ النوع الاول يسمى بمرض سكر صغار السن، وفيه يعتمد المريض على الانسولين، حيث يتوقف الجسم كلية في هذا النوع عن إفراز مادة الانسولين، وهو الهرمون الذي يعمل على استخلاص الجلوكوز الموجود في الطعام واللازم لتوليد الطاقة لجسم الانسان. ولابد أن يحقن مرضى هذا النوع يوميا بالانسولين لكي تستمر حياتهم، وغالبا ما يصاب به الاطفال أو الشباب، لكنه من الممكن ايضا أن يحدث في أي سن.
-
ـ النوع الثاني يسمى بمرض سكر البالغين، وفيه لا يعتمد المريض على الانسولين، حيث يفرز الجسم فيه مادة الانسولين، ولكن ليس بالقدر الكافي الذي يمكنه من تحويل الغذاء الى طاقة. ويصاب به من هم فوق سن الاربعين، ومن يعانون من السمنة، ومن لهم تاريخ وراثي في العائلة لهذا المرض.
كيف تعرف أنك مصاب بمرض السكر؟
يظهر على المصاب بمرض السكر الاعراض التالية والتي تحدث بشكل متكرر:
-
ـ العطش الشديد.
-
ـ كثرة تكرار التبول.
-
ـ نقص الوزن.
-
ـ عدم الرؤية بوضوح.
-
ـ عدوى الجلد.
-
ـ عدم التئام الجروح.
-
ـ ارهاق شديد غير معروف مصدره.
وفي بعض الحالات لا تظهر أي اعراض على المريض، وهذا يحدث مع مريض السكر في النوع الثاني ويعيش الانسان لشهور، بل لسنين بدون معرفته انه مريض بهذا المرض، وربما لا يتم التعرف على أعراضه اطلاقا.
كيف تصاب بهذا المرض؟
يمكن أن يصاب أي شخص بهذا المرض، ولكن توجد عوامل اخرى تساعد على الاصابة به مثل عامل الوراثة، فهو من احد الاسباب القوية للاصابة بمثل هذا المرض. وتزداد فرص الاصابة به كلما تقدم العمر بالانسان، وايضا لمن هم فوق سن الاربعين، ومن يعانون من السمنة. كما أن المرأة التي تصاب بالسكر أثناء فترة الحمل (ويعرف هذا النوع من السكر باسم مرض سكر الحمل) هي من أكثر الاشخاص عرضة للاصابة بمرض السكر بعد انتهاء حملها.
اتجهت لتخصص السكر حينما رصدت مدى تأثر أعضاء الجسم بسبب الإصابة
د. منيرة العروج أخصائية أمراض السكر بالمستشفى الأميري سابقا، والآن بمركز دسمان للسكر، وأمين سر رابطة السكر الكويتية، ونائب المدير لمركز دسمان، عن اختيارها للعمل بتخصص السكر قالت: قبل عملي في السكري عملت بقسم الباطنية لأكثر من عشر سنوات، وفي عملي رصدت معظم مرضى الباطنية مصابين بالسكر، ومنهم من يعاني بالمضاعفات في العيون أو الكلى وغيرهم. ووجدت أن مرض السكر هو المرض الوحيد الذي يحتاج إلى رعاية وتثقيف وتوعية أكثر في التعامل معه، فمريض السكر يتميز عن أي مريض آخر في أن علاجه بيده، ففي الأمراض الأخرى نصف الدواء للمريض ليتناوله ويتعافى، بينما مريض السكر يحتاج إلى توعية وتثقيف للتعايش مع المرض، لأنه يحتاج إلى نمط حياة يلائم حالته، فينظمها قدر استطاعته، يعطي لنفسه الحقنة اليومية، وكذلك يقوم بعمل اختبار يومي لنفسه، ولهذا فان التثقيف يشكل أكثر من 90% من علاجه. ولهذا أشعر بأني وجدت نفسي في هذا العمل وأحببته أكثر حينما درسته وتخصصت فيه، والآن أعطي معظم وقتي لمرضى السكر، ليس فقط وقت العمل صباحا، وإنما كامل الوقت عندي، حيث أنني متطوعة في رابطة السكر الكويتية، والتي أسستها.