تقدمت المحامية فوزية الصباح عن ثلاث معلمات في قسم اللغة الانجليزية باحدى المدارس الداخلية بدعوى قضائية ضد وزارة التربية وطالبت بتعويض مؤقت لكل واحدة منهن بمبلغ 5001 دينار عن الاضرار المادية والادبية التي تعرضن لها جراء نقلهن التعسفي من مدرستهم الى مدرسة اخرى ثم اعادتهن مرة اخرى الى مدرستهن بعد ان تبين ان قرار نقلهن كان تعسفيا بهدف عقابهن وليس من اجل الصالح العام.
وذكرت المحامية فوزية الصباح في صحيفة دعواها ان المعلمات الثلاث مشهود لهن بالتميز والتفوق والكفاءة العالية في القيام بمهام عملهن وسجلهن حافل بالانجازات والتقديرات ويتميزن ايضا بان لديهن ميولا ابتكارية وتطويرا للعمل والارتقاء به، وازاء اعتراضهن على بعض الممارسات في قسم اللغة الانجليزية امام مديرة المدرسة وبدلا من اجراء التحقيق في شكواهن تم نقلهن من المدرسة التي يعملن بها الى مدارس متفرقة ليست بحاجة الى مدرسات للغة الانجليزية، ودون ذكر أي اسباب تبرر هذا النقل المفاجئ، سوى وصفهن بعدم تنفيذ الاوامر من اجل ايجاد مبرر على غير الحقيقة للاستناد اليه في نقلهن، اذ كيف يمكن نسبة تلك المخالفات لهن واظهارهن ووصفهن بما ليس فيهن دون ان يثبت ان ثمة تحقيق قد اجري مع احداهن عن اخلال او تقصير في العمل؟ وكيف يمكن رميهن بتلك المخالفات في حين ان تاريخهن الوظيفي سواء في تلك المدرسة او التي قبلها حافل بالانجازات والعطاء وتقارير كفاءتهن بدرجة امتياز عن كل سنوات العمل السابقة منذ التحاقهن بالعمل في وزارة التربية؟
وانه لما كانت تلك التهم جميعها واهية ولا اساس لها من الصحة وخلا ملفهن الوظيفي من الدليل عليها ولم يقدم ضدهن سند، ولا وجود لشواهد على صحة تلك الادعاءات، واذ ادركت الوزارة ان نقلهن من المدرسة التي يعملن بها انطوى على تعسف غير مبرر وخلت قرارات نقلهن من ركن السبب ومن دواعي اصدارها وان مصلحة العمل تستدعي بقاءهن بمدرسة ام عطية الانصارية المشتركة، عادت الوزارة وألغت قرارات نقلهن وعادت المدرسات الى مركز عملهن الاول بتلك المدرسة.
ومن ثم فإن قرار وزارة التربية كان خاليا من ركن السبب ولم يهدف الى تحقيق المصلحة العامة بل انطوى على عقوبة تأديبية مقنّعة بدليل ان الوزارة لم تبين وجه المصلحة التي قصدتها من اصدار قرار نقلهن حيث اصبن بأضرارا مادية وادبية جمة لحقت بهن، وتتمثل في تذوق مرارة الظلم اذ نسبت اليهن مخالفات وتقصير في عملهن لا اساس لها من الصحة وقصد بها تشويه صورتهن، فما اشدها وطأة تلك الاحزان التي تنتج عن تجرع احساس الظلم والاساءة الى سمعتهن واعتبارهن وكرامتهن ونال من مكانتهن الادبية والاجتماعية واساء إليهن.