- "الخارجية" تعكف على تجهيز شكوى رسمية ليتم رفعها إلى مجلس الأمن
- الشهيد قفز إلى الزورق العراقي بعد دخوله المياه الكويتية وعدم امتثال البحارة لأوامر التوقف
أمير زكي ـ بشرى الزين ـ فرج ناصر ـ هاني الظفيري
في واقعة خطيرة تشكل انتهاكا كبيرا للاتفاقيات الثنائية والمعاهدات الدولية، أقدم رجال خفر السواحل العراقيين على تهريب 4 بحارة عراقيين بعد ان قتلوا عسكريا كويتيا كان يقوم بواجبه حينما اعترضهم مع زملائه وطلب منهم التوقف اثر دخولهم المياه الاقليمية الكويتية. الزورق العراقي كان يقل 8 بحارة لم يمتثلوا لطلبات جنودنا بالتوقف بعد دخولهم مياهنا فقفز وكيل العريف الشهيد عبدالرحمن العنزي الى سطحه رغم سرعته وطلب من البحارة الاصطفاف إلا ان أحدهم ضربه على رأسه ثم قتله بمسدسه، وحاول البحارة الهرب إلا ان مطاردة جنودنا لهم أدت إلى انقلاب زورقهم فتدخل زورق تابع لخفر السواحل العراقية وقام بتهريب 4 من البحارة، فيما سقط الآخرون في أيدي جنودنا. «الداخلية» أخطرت الخارجية بالواقعة ويجري الآن تجهيز شكوى رسمية لرفعها الى مجلس الأمن. وفي تصريحات خاصة لـ «الأنباء» اتهم ذوو الشهيد وزارة الداخلية بالتقصير، معتبرين ان ما حدث جريمة بحق جميع منتسبي خفر السواحل. من جهته علق نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح على الحادث قائلا انه يفرض علينا تعزيز الحدود بالتعاون مع الجانب العراقي وتكثيف الدوريات البحرية في المنطقة والتنسيق الأمني، مضيفا: هذا عمل إجرامي راح ضحيته احد أبنائنا والله أعلم ما اذا كان هدفهم إرهابيا أو تهريب مخدرات مستغلين الثغرات الأمنية في المياه المشتركة.
وفي التفاصيل وفيما يعد تجاوزا صارخا للاتفاقيات الدولية أقدم زورق عسكري عراقي تابع لإدارة خفر السواحل العراقية بالدخول الى المياه الاقليمية الكويتية وقام 8 قتلة كانوا على متنه بقتل شهيد الواجب الوكيل عريف عبدالرحمن العنزي، والذي تخرج قبل أقل من سنة واحدة.
الجناة كانوا يستقلون زورقا حديديا وبعد ان انقلب في الماء اثر مطاردة جنودنا وقيام الشهيد نفسه عبدالرحمن العنزي من القفز بداخله رغم سرعته الشديدة، وبعد الانقلاب حدث تجاوز آخر، حيث دخلت قوات من خفر السواحل العراقية لمحاولة تهريب المعتدين إلا أنهم لم يتمكنوا إلا من تهريب 4 فقط فيما أحكم جنودنا القبض على الأربعة الآخرين.
مصدر أمني سرد لـ «الأنباء» تفاصيل ما حدث بشكل دقيق، حيث أشار الى ان رادارات خفر السواحل رصدت هدفا داخل المياه الاقليمية الكويتية فتم الايعاز لأقرب زورق كويتي وهو «سواحل 4» بالانتقال الى الهدف والتعامل معه، مضيفا أن الزورق «سواحل 4» انطلق باتجاه الهدف وتبين انه زورق عراقي بداخله 8 بحارة، فطلب منهم رجال خفر السواحل التوقف إلا أن النوخذة العراقي رفض الامتثال ومضى في طريقه.
قفز شهيد الواجب إلى الزورق العراقي
وقال المصدر الامني ان شهيد الواجب قفز برشاقة الى داخل الزورق العراقي رغم سرعته وطلب من البحارة العراقيين الاصطفاف امامه فامتثل عدد منهم، إلا أن احدهم قام بضربه من الخلف على رأسه وبشكل عنيف.
العسكري رهينة
واستطرد المصدر قائلا ان النوخذة العراقي هدد جنود خفر السواحل بأن العسكري (الشهيد) أصبح رهينة وأنهم لن يسلموه وسيقتلونه إذا ما دعت الحاجة.
وأشار الى انه تم اخطار قيادة خفر السواحل بالواقعة، فصدرت إليهم التعليمات باستهداف مكائن الزورق الحديدي دون البحارة، ونفذ جنودنا التعليمات الصادرة بتصويب اسلحتهم صوب المكائن ليقوم البحارة بإطلاق النار صوب رجال خفر السواحل، وأقدم أحدهم على قتل العسكري بطلقة من مسدسه.
دخول زورق عراقي آخر
ومضى المصدر الأمني بالقول إن رجال خفر السواحل فوجئوا بعد إعطاب الزورق الحديدي الخاص بالبحارة بدخول زورق عسكري عراقي الى المياه الاقليمية الكويتية محاولا سحب جميع القتلة الا ان رجال خفر السواحل اضطروا الى اطلاق النار باتجاههم ففر الزورق العراقي بعد نجاحه في انتشال 4 من القتلة، فيما سقط الـ 4 الآخرون في قبضة رجالنا.
إصرار على الاعتداء
أشار المصدر الى ان رجال خفر السواحل طلبوا من السلطات العراقية تسليمهم القتلة الأربعة إلا أن العراقيين رفضوا ذلك بدعوى أن الدستور العراقي لا يسمح بتسليم رعاياه إلى دولة أخرى.
الى ذلك، اتهم عدد من أسرة الشهيد عبدالرحمن الوادي العنزي وزارة الداخلية بالتقصير في حق منتسبيها خاصة العاملين في القطاعات الحساسة.
وقال صلاح الكعبي خال شهيد الواجب ان ابن اخيه كان يشكو من عدم توفير سترة تقي العاملين في خفر السواحل من النيران المعادية، مضيفا ان الداخلية تنفق الكثير على أمور شكلية ولا تهتم كثيرا بمنتسبيها.
ومضى قائلا: نحتسب ابننا شهيدا للواجب وللكويت التي مات من أجلها.
ودعا الكعبي وزارة الداخلية إلى الإجابة عن التساؤلات حول ظروف مصرعه، مؤكدين أن ما حدث جريمة بحق كل منتسبي خفر السواحل. أما علي الكعبي فقال ما حدث لابن أختي يؤكد ان العراقيين لا يزالون يضمرون الشر للكويتيين، معربا عن امله في أن تتخذ الحادثة كعبرة والا يكون هناك اي تعاطف مع العراق.
وطالب الكعبي النواب بتوجيه استجواب ضد وزير الداخلية بسبب عدم توفير أدوات ومعدات حماية للعاملين في خفر السواحل.
سنقاضي «الداخلية»
من جانبه، قال عبدالله الكعبي: إننا سنقاضي وزارة الداخلية لعدم حمايتها لمنتسبيها وعدم توفير اجراءات الأمن والسلامة.
شكوى إلى مجلس الأمن
أكد مصدر أمني أن وزارة الداخلية أخطرت وزارة الخارجية بكامل الواقعة كما تضمن التقرير دخول الزورق العسكري العراقي إلى المياه الإقليمية الكويتية، وتمكن 4 قتلة كانوا على متنه من الهرب مشيرا الى ان «الخارجية» ستقدم شكوى رسمية الى مجلس الأمن.
المؤمن: حالات شاذة ولابد من وضع حد لها
قال سفيرنا لدى العراق الفريق متقاعد علي المؤمن في تصريح خاص لـ «الأنباء» تعليقا على الحادث انه بالفعل خبر مؤسف أن تحصل مثل هذه التجاوزات والتحدي للسلطات الرسمية علما أن هناك تنسيقا يتعلق بهذه الأمور، بين خفر السواحل الكويتية وخفر السواحل العراقية، مشيرا الى ان مثل هذه الحوادث تكون حالات شاذة. وأضاف: الموضوع الآن بأيدي المسؤولين في الكويت. وأشار الى اننا ننتظر التحقيقات من الجانب الكويتي خاصة أنها تحقيقات مبدئية واذا طلب مني التدخل فسأنفذ ما يطلب مني.
أم الشهيد لعمليات خفر السواحل: هل ما بثته الرسائل الإخبارية عن وفاة ابني صحيح؟
أبلغ مصدر أمني «الأنباء» أن رجال عمليات خفر السواحل شعروا بالصدمة عندما تلقوا اتصالا من سيدة قالت إنها تلقت رسائل عبر خدمات إخبارية تفيد بأن عسكريا يدعى «ع.ع» لقي حتفه، وتساءلت: هل هو ابني عبدالرحمن؟ وأضاف المصدر: لم يستطع رجال عمليات خفر السواحل الإجابة بصراحة على الأم التي كانت تتحدث وهي تبكي، واضطر احدهم لتهدئتها قائلا: عبدالرحمن حي يرزق، رغم يقينه من أنه أسلم روحه إلى الخالق.