استنكرت الناشطة السياسية نبيلة العنجري أحداث الشغب ورشق رجال الأمن بالحجارة من قبل بعض المشاركين في تظاهرة غير محددي الجنسية في مناطق تيماء والصليبية والأحمدي يوم الجمعة الماضية، لكنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة وضع حل جذري وعاجل لمأساة اخواننا من فئة البدون لانصافهم وطنيا وانسانيا.
وقالت العنجري في تصريح صحافي أمس: لم يكن يفترض بنا أن نصل إلى هذا الحد من التصعيد لولا تقصير المسؤولين في السلطتين التشريعية والتنفيذية عبر عقود في علاج هذه المعضلة وتأجيلها من حين إلى آخر، مؤكدة ثقتها تماما في أننا لم نصل بعد إلى الحائط المسدود، خاصة في ظل حرص صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على قيم العدل والإنصاف والاخوة الإنسانية، وحرصنا جميعا على رفع سمعة الكويت في سجل حقوق الإنسان وعدم الاساءة لمكانتها في هذا المجال، ولنعترف بأن التأخير في إيجاد حل عادل لفئة البدون، تسبب فيما حدث ومن يقف وراء هذا التأخير يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية ما جرى أمس الاول، وأن التظاهرة التي جرت هي تعبر عن مشكلة تأخر حلها، أي أنها بمثابة نداء عاجل لحل مأساة البدون اليوم قبل الغد، بما يعني أن السلطتين مطالبتان بالمسارعة في نزع فتيل انفجار هذه الأزمة حتى لا تتحول إلى كرة ثلج تكبر وتكبر وخاصة في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة والعالم العربي قاطبة.
وأشارت العنجري إلى أن الكويت التي يشهد لها بالحرص على أن يعم الخير والعدل في العالم ومدها الأيادي البيضاء لمعاونة ومساعدة المحتاجين في كل بقاع الأرض، لا يمكن أن تستمر في حرمان هذه الفئة من حقوقها بالحياة الكريمة، كما لم يعد مبررا استمرار العجز عن وضع قواعد وتشريعات تضع حدا لهذا الحرمان وتنصف كل ذي حق باتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه من يثبت أنه يحمل جنسية ثانية دون أن يعرقل ذلك إنصاف المستحقين فعلا للجنسية. ولم يعد جائزا في شتى الأحوال حرمان شرائح كثيرة من هذه الفئة من حقوق إنسانية أساسية، هذا عدا عن ضرورة الارتقاء بنظرتنا في معالجة هذا الملف إلى تجارب الدول الأخرى الأكثر تقدما التي تمنح لشعوب الأرض كافة، بما فيهم أبناء شعوبنا العربية والإسلامية، إغراءات لكي يهاجروا إليها وتؤمن لهم حياة كريمة وجنسية ذات «امتيازات عالمية» معروفة وذلك للاستفادة من طاقات ومهارات هؤلاء وابنائهم وعقولهم وتوظيف قدراتهم في عمليات تنمية وتطور مستدامة.
وختمت العنجري: مع يقيننا بكل ذلك وبعدالة مطالب أخواننا البدون، لكن لا يسعنا سوى استنكار التصرفات التي خرجت عن السياق المطلبي وأضرت بالمظاهرة ككل، إذ أن رشق رجال الأمن بالحجارة وأعمال الشغب التي قام بها بعض المتظاهرين لا يتناسب ويتلاءم مع شرعية مطالبهم، كما أن مثل هذه التصرفات مكروهة وممقوتة لأن الجميع بمن فيهم المتظاهرون يعلمون أن الكويت بلد حريات وأمان ويجب أن تبقى كذلك. ونحن نفتخر بالانتماء لها، وهم يسعون للحصول على جنسيتها وإلا ما تظاهروا، والحال هذه فإن شغب البعض واستعداء رجال الأمن وقذفهم بالحجارة يتنافي مع مطالبهم المحقة هذه، على أن ذلك يجب ألا يعني بأي حال المزيد من التأخير في حسم هذه القضية.
حفظ الله الكويت من كل مكروه، وسدد خطى قيادتها وسلطاتها لمساعدتها على إيجاد حل جذري في أسرع وقت، علما بذلك نطوي صفحات هذا الملف الذي نغص حياتنا لسنوات طويلة.