- المخدر الأخطر والأكثر انتشاراً يدمر شبابنا
عبدالعزيز فرحان
يجهل كثيرون خطر أو تأثير مخدر الشبو أو «الكيميكال»، وبالنسبة للجمهور هو مجرد مخدر آخر يضاف إلى قائمة المخدرات التي يقرأون أخبار ضبطها مع متعاطين مثل الحشيش وحبوب الهلوسة والروش والكبتي والهيروين والكوكايين، غير أن مخدر الشبو هو أخطر تلك المخدرات على الإطلاق بل أكثرها فتكا بالمتعاطي وأكثرها خطرا على المحيطين به سواء اسرته أو حتى أصدقاؤه أو حتى أي شخص يمكن أن يلتقيه بالشارع.
مخدر «الشبو» هو مخدر مصنع كيميائيا من مواد متوافرة يتم تصنيعه غالبا خارج الكويت، وهناك كميات منه تصنع داخل البلاد، وتكمن خطورته في أمرين رئيسيين: أولا أن تأثيره نشوته يستمر 12 ساعة على عكس الحشيش أو الكوكايين الذي قد يستمر تأثيره لساعتين على أقصى تقدير، ثانيا أن مخدر الشبو يصيب المتعاطي بالهلوسة ولكنه يمنحه اعتقادا بداخله أنه شخص خارق للعادة ويقوم بتغييبه تماما، وفق ما يروي مصدر أمني متخصص، حيث يقول: إن هذا المخدر خطره الأكبر والأبلغ أنه رخيص الثمن مقارنة بالمخدرات الأخرى ويمكن للمراهقين توفير ثمنه وهو ما يجعله الأشد خطرا والأشد فتكا على الجيل الحالي، وللأسف ان الجهات الأمنية وغيرها من الجهات المسؤولة لا تتحرك بما يجب لمواجهة هذا الخطر القاتل، فالمتعاطي يمكن أن يرتكب أي نوع من أنواع الجرائم حتى وإن لم يكن له سجل جنائي بل حتى إذا لم يكن لديه أي ميول إجرامية أصلا، يمكن أن يقتل دون أن يعرف أنه ارتكب تلك الجريمة، حيث ان هذا المخدر يعزل المتعاطي عن الواقع ويجعله يتخيل أشياء غير موجودة.
وطرح المصدر مثالا على جريمة حصلت بسبب مخدر الشبو قائلا: تخيل أن شخصين كانا يتعاطيان مخدر الشبو في البر قبل شهرين، أحدهما قتل الثاني بثلاث رصاصات ثم توجه بسيارته إلى منزله، وعندما تم الابلاغ عن وجود جثة الأول بدأ رجال المباحث بالتحقيق وتوصلوا إلى الشخص الثاني واستطاعوا إيجاد عنوانه، وعندما قبضوا عليه، وأبلغوه بأنه متهم بجريمة قتل صديقه صدم، واصيب بالذهول إذ انه لم يتذكر ابدا أنه استل سلاحه وأطلق ثلاث رصاصات على صديق عمره، وبالفعل كنا نعلم أنه لا يتذكر اي شيء كونه كان تحت تأثير مخدر الشبو.
ويمضي المصدر بالقول: إن هذا المخدر له مفعول خطير للغاية فهو كما ذكرت يعزل متعاطيه عن الواقع تماما ويجعله يرتكب أمورا بشعة كالقتل والسرقة والاغتصاب، وعندما يلقى القبض عليه لا يتذكر اي شيء مما فعله، وهنا تمكن خطورة هذا المخدر في أنه يحول متعاطيه من شخص إلى شخص مختلف آخر، بغض النظر عن عمر أو جنس المتعاطي.
ويطرق المصدر ناقوس الخطر قائلا: «هذا المخدر الآن هو المخدر الأكثر انتشارا في الكويت منذ سنتين ومتعاطوه يتزايدون ونسبة الاقبال عليه من كبار السن كبير كما ذكرت بسبب رخص ثمنه مقارنة ببقية المخدرات الأخرى، وللأسف أنه وعلى الرغم من أنه ينتشر انتشار النار بالهشيم إلا أن أي جهة مسؤولة لم تتحرك لمواجهته أو التحذير منه، وأن الداخلية تكتفي فقط بالقبض على المتعاطين وإرسالهم إلى الجهات المعنية، في حين أنه يجب أن تنطلق حملة وطنية شاملة لمواجهة هذا المخدر الذي يشكل خطرا على متعاطيه وخطرا أكبر على أفراد المجتمع المحيطين به».
ويكشف مصدر أمني آخر مطلع على سير تحقيقات عدة أجريت مع متعاطين للشبو بعد إلقاء القبض عليهم قائلا: «أغلبهم ليس له سجل تعاط بل ربما ليس له تجارب تعاط سابقة أصلا ولكنه جرب ذلك المخدر لأنه الأرخص والأكثر فاعلية من غيره من المخدرات، وأما من يبيعه فهم أبناء الجالية الآسيوية، وأتذكر أن بقالات في الجليب كانت مصدرا للمتعاطين يشترون منها الشبو، تخيلوا: مخدر يباع في البقالات وعن طريق سائقي تاكسي جوال!».
بدوره، دعا المصدر الجهات المعنية سواء الداخلية أو غيرها للبدء بحملة وطنية للتحذير من هذا المخدر وتوجيه رسائل إلى الجمهور وتحديدا أولياء الأمور للتحذير من هذا المخدر الذي يمكن أن يتسبب في كارثة حتى للشخص الذي يتعطاه للمرة الأولى.
أما أبلغ وصف قدمه لنا المصدر الأمني حول مخدر الشبو فقال: «إنه صانع القتلة فمتعاطيه يتحول من شخص هادئ عادي طبيعي إلى قاتل لا يتورع عن قتل ضحيته والتنكيل بها بل والتمثيل بها، فهذا المخدر ومن خلال اطلاعنا يجعل متعاطيه يتخيل أن الشخص الذي يقف أمامه عدوا أو كائنا غريبا ويقوم بقتله لأنه يعتقد لحظتها أنه يدافع عن نفسه، بل إن المخدر قد يدفع متعاطيه إلى إيذاء نفسه بل وربما الانتحار، وأذكر أن أحد المتعاطين لهذا المخدر كانت تبدو عليه آثار تعذيب وجروح عميقة في ذراعيه وصدره وبالتحقيق اكتشفنا أنه عندما يتعاطى المخدر ويدخل في نشوته يتخيل أن حشرات تسري في جسده وتخترق جسده فيقوم باستخدام سكين أو أي آلة حادة أخرى لقتل تلك الحشرات التي يتوهمها أو يقوم بتمزيق جسده لإخراجها حيث انه يتخيل أنها تسري تحت جلده».