ذعار الرشيدي
تنتشر عدة تطبيقات للكشف عن رقم المتصل بك، ومن بينها تطبيقات عربية ومحلية أيضا. وعمل التطبيق يقوم على فكرة بسيطة، فعندما تقوم بتحميله على جهازك يبدأ التطبيق وعبر خاصية الدخول الى دفتر العناوين بنسخ الأرقام والأسماء التي يحويها هاتفك ومن ثم يرسلها الى خوادم تابعة لأصحاب التطبيق. ومع تزايد الأشخاص الذين يقومون بتحميل البرنامج تتزايد أعداد ارقام وأسماء الأشخاص في قاعدة البيانات للتطبيق التابع لهم عبر تحميلهم دفاتر عناوين كل شخص يقوم بتحميل التطبيق، حتى يتحول التطبيق الى ما يشبه دليلا للهاتف.
****
ومع ان هذا التطبيق يقوم بخرق الخصوصية للمشتركين، إلا أن أحدا من المتضررين من تسريب بياناتهم وأسمائهم وأرقامهم عبره لا يستطيعون تقديم شكوى ضد اصحابه، اولا لكون المستخدم، وبحسب زعم مبرمجي التطبيق، سمح ووافق على الدخول الى بيانات هاتفه النقال، وثانيا لعدم وجود قانون يحمي الخصوصية في الكويت.
****
الباب الذي يمكن منه قانونيا مقاضاة اصحاب هذا التطبيق هو انهم يعلنون صراحة عن توفير خدمة حجب رقمك، بحيث اذا كنت متضررا من كشف بياناتك ورقمك عبر تطبيقهم، عليك ان تقوم بمراسلتهم عبر البريد الالكتروني (كما يعلنون عبر التطبيق) وتطلب منهم حجب بياناتك بالكامل ويطالبونك بدفع مبلغ 3 دنانير ليوفروا لك هذه الخدمة حتى يختفي اسمك ورقم هاتفك من تطبيقهم. بمعنى انهم اخترقوا خصوصيتك في البداية دون إذنك ومن ثم يطالبونك بدفع مبلغ لإعادة الخصوصية إليك، بمبدأ «نفضحك بالأول.. وادفع عشان نستر عليك».
****
وأصحاب مثل هذه التطبيقات يقومون أيضا ببيع بيانات عشرات الآلاف من الأشخاص لشركات التسويق. ألا تستغرب كيف تصلك عبر الواتساب او الـ sms رسائل دعائية لشركات لم تسمع بها من قبل، فأصحاب هذه التطبيقات يقومون بجمع بيانات عشرات الآلاف من المشتركين في تطبيقهم ويقومون ببيعها الى شركات إعلانية تسويقية تعمل عبر الهاتف.
****
الجهات المنوط بها مواجهة مثل هذه التطبيقات ـ خاصة المحلية ـ هي اولا هيئة تنظيم الاتصالات، والتي يخلو قانونها الصادر العام الماضي من أي فقرة او مادة تعاقب من يقوم بخرق خصوصية الأفراد عبر مثل هذه التطبيقات، واعتقد ان وزارة الداخلية معينة هي الأخرى بالأمر كون أنه وبكبسة زر (بحث) واحدة وباختيار مفاتيح بحث محددة يمكن أن تكشف أسماء جميع ضباط وزارة الداخلية بمن فيهم ضباط في أماكن حساسة يفترض ألا يُعرف شيء عن أسمائهم او رتبهم او مواقع عملهم .