- مــن حــق أي سفــارة أن تحـاول إنقــاذ أي مـن رعاياها ولكن القضاء قال كلمته النهائية
- لابــد علـى كـل كويتـي أن يرفـع رأسـه فخـراً في ظل وجود قضاء كويتي عادل نزيه
محمد الجلاهمة
كشف محامي اسرة الفتاة القتيلة دلال النقي عن وجود «تجار شنطة» يسعون للحصول على التنازلات من اهل الضحايا في جرائم قتل الخدم واقناع اهالي الضحايا وعبر كل الوسائل سواء الاغراءات المادية او حتى التدخل بوجهاء اجتماعيين من اجل الحصول على ورقة التنازل، وأوضح المحامي فايز العتيبي في حديث خص به «الأنباء» ان هؤلاء الباحثين عن التنازل يزداد عملهم خاصة في جرائم الخدم التي يذهب ضحيتها ابرياء كما ذهبت الضحية دلال النقي بـ 12 طعنة قاتلة على يد خادمتها الفلبينية جاكاتيا.
واستغرب العتيبي سر تحركات هؤلاء التجار الذين وصفهم بأنهم لا يقيمون وزنا لأي قيم اخلاقية او اجتماعية في ظل تحرك الحكومة الفلبينية بعد ان وعدت الرئيسة الفلبينية آوريو ارسال نائبها كمبعوث سامي الى الكويت من اجل محاولة الحصول على عفو للقاتلة التي ادينت في درجات التقاضي الثلاث وحكم عليها بالاعدام.
وهاب العتيبي بالجميع الى رفض التنازل والحيلولة دون نجاح مساعي بعض من تجار الشنطة للحصول على تنازل داعيا اهل الكويت جميعا الى تقديم واجب العزاء لاهل القتيلة دلال في ابنتهم بعد ان يتم تنفيذ حكم الاعدام في القاتلة الفلبينية التي قتلت دلال بدم بارد وتسببت في هدم كيان اسرة كاملة، قائلا: «الخادمة القاتلة لم تقتل دلال فقط بل قتلت اسرة كاملة وهدمت ترابطها في هذه الجريمة البشعة التي لن ينساها ذووها بسهولة ولاتزال ورغم مرور ثلاث سنوات عالقة في اذهانهم».
كنت محامي اسرة القتيلة في درجات التقاضي الثلاث اول درجة والاستئناف والتمييز حتى صدور الحكم النهائي ضد القاتلة الفلبينية بالاعدام، حدثنا عن دورك خاصة وان هناك نيابة تقوم بدور الادعاء العام ضد القاتلة؟
نعم انا كنت محامي اسرة القتيلة دلال النقي، ووجودي مكمل لوجود النيابة بصفتها مدعيا بالحق العام اما انا بصفتي مدعيا بالحق المدني لاسرة الضحية، كما ان القاتلة حصلت على حقها الكامل بالدفاع عنها من قبل محامين اوكلتهم السفارة الفلبينية للدفاع عنها، وحضرت في جميع جلسات درجات التقاضي الثلاث التي قالت كلمة الفصل قبل شهر بالحكم النهائي باعدام القاتلة التي ادينت بالدرجات الثلاث.
سمعنا من اسرة القتيلة انه ترافعت كمحام عنهم بلا مقابل هل كنت تبحث عن الدعاية الاعلامية؟
ابدا انا تبرعت ان اكون محامي دفاع عن اسرة القتيلة من منطلق انسانـــي بحت، ولو تتذكر فلم يصاحب جلســـات المحاكمة في درجات التقاضي الثلاث اي تغطيات اعلامية حتى اكون ابحث عن كسب اعلامي، فقد تبرعت لوجه الله تعالى وايمانا بضرورة ان تأخذ المرحومة دلال النقي حقها.
ولكون عمل المحامي في المقام الاول هو عمل انساني ولكون القتيلة كويتية الجنسية فماذا تنتظر من كويتي في وقت الشدائد أليس الفزعة وهي سمة كويتية خالصة.
ألم يكن يكفي وجود النيابة التي كانت ستتكفل تماما بالحصول على الحكم العادل للقتيلة؟
بلا شك النيابة خصم عادل، وكانت تقوم بدورها على اكمل وجه ولكن وجود محام للضحية ايضا ضرورة كدور مكمل لدور النيابة وقد فعلت ما بوسعي لملء هذا الجانب واعتقد انني نجحت وخلال السنوات الثلاث امام محكمة اول درجة والاستئناف والتمييز حتى نطق القضاء الكويتي العادل بكلمة الفصل وحكم بالاعدام على القاتلة الفلبينية بعد ثلاث سنوات منذ حدوث الجريمة البشعة التي حصلت في مايو 2007.
وماذا عن التحركات الفلبينية الاخيرة من اجل محاولة الحصول على عفو عن القاتلة في ارسال مبعوث رفيع المستوى الى الكويت من اجل التوسط لها بهذا الشأن؟
القضاء قال كلمة الفصل واغلق باب هذه القضية نهائيا ولم يتبق سوى تنفيذ حكم الاعدام، ومن حق اي سفارة ان تتحرك لانقاذ رعاياها بأي وسيلة تراها متاحة امامها، وهذا امر مشروع، ولكن من حق اهل القتيلة دلال النقي رفض التنازل عن دم ابنتهم وهذا حق كفله القانون والشرع ولا مجال للجدال حول هذا الامر، ولكن المريب والغريب في هذا الموضوع هو تحركات البعض من الكويتيين الذي يرتبط البعض منهم بمصالح مع السفارات والتحرك من اجل الحصول على تنازل من اسرة القتيلة.
من هؤلاء الاشخاص وما دورهم بالتحديد خلال هذه التحركات؟
هؤلاء الاشخاص وانا لا اعني المحامين بالطبع، بل اعني اشخاصا تخصصوا في محاولات الضغط على ذوي الضحايا في مثل هذه القضايا من اجل حثهم على التنازل سواء عن طريق عرض مبلغ مالي من سفارة الجاني او الضغط على اهل المجني عليهم عن طريق الاستعانة بأشخاص يمتون بصلة قرابة مع ذوي القتيل وهو ما يمكن ان نسميه باستخدام ورقة الضغط الاجتماعية، واقول لهم ان يخجلوا مما يقومون به.
وماذا يستفيد هؤلاء الاشخاص سواء الذين يعملون على التحرك في قضية دلال النقي او بالقضايا الاخرى المشابهة؟
طبعا هؤلاء يستفيدون ماليا من السفارات التي تبحث عن التنازل لرعاياها ممن يرتكبون جرائم بشعة من هذا النوع، وهم اشبه بتجار شنطة باعوا الاخلاق بحفنة من الدنانير، وهم يتكاثرون في مثل هذه القضايا، ويعملون احيانا تحت مظلة السفارات التي يرتكب رعاياها جرائم قتل مماثلة.
لم تحدثنا عن دافعك الانساني لان تقوم بالترافع وبلا مقابل كمحام لاسرة الضحية دلال؟
انا رب اسرة ولدي ابناء، واعرف حجم المأساة التي هزت اسرة دلال بموتها، فلك ان تتخيل كيف يمكن ان تصحو والدتها على صراخ ابنتها الكبرى سارة التي شاهدت القاتلة وتذهب لتجد ابنتها دلال التي كانت قد بلغت الثانية والعشرين من عمرها قبل اسبوع من الجريمة مسجاة على الارض غارقة في دمائها وقد اخترق جسدها 12 طعنة وجهتها لها الخادمة، لك ان تتخيل هول الفاجعة وتتخيل ام وشقيقة دلال وبقية افراد اسرتهما وهم يشاهدون ابنتهم غارقة في دمها بلا ادنى ذنب ارتكبته تجاه القاتلة التي قتلتها بدم بارد.هل من رسالة توجهها للجميع بعد ان عاصرت هذه القضية المأساوية؟
اخي الفاضل، ما اريد ان اقوله رسالة اوجهها لكل الكويتيين هو ان كل كويتي عليه ان يرفع رأسه فخرا لوجود القضاء الكويتي العادل الحر النزيه، فهو حصن المظلومين وحمى العدالة الحقيقية في هذا البلد، ويوما عن يوم تترسخ قناعاتنا وقناعات الجميع بنزاهة وعدالة القضاء الكويتي والتي لا نكررها كجملة بل نؤكدها وتؤكدها جميع الاحكام التي اعادت الحقوق الى اصحابها وانصفت المظلومين، وما من دعوة اخرى اوجهها لاهل الكويت ولكل مقيم على ارضها سوى ان ادعوهم الى تقديم واجب العزاء لذوي المرحومة دلال النقي بعد ان يتم تنفيذ حكم الاعدام بالقاتلة الفلبينية التي حصلت على محاكمة عادلة نزيهة وحكم عليها بالاعدام.
واقرأ ايضاً:
الخالد يأمر بإطلاق جميع المحتجزين في مسيرات «أمم أفريقيا»
دفاع المتهمة في قضية حريق عرس العيون يستجوب شهود الواقعة أمام محكمة الجنايات
مشاجرة شبابية في الصليبية تنتهي بجريمة قتل ومباحث الجهراء يضبطون القاتل مختبئاً في «السكراب»
مفتشة سجن ومواطن ينتحلان صفة مباحث
العثور على صواريخ عراقية أمام «الأبراج» ولغم مضاد للأفراد على شاطئ «فيلكا»
مواطن يستغل توكيلاً من زوجته ويبيع عمارتها بنصف ثمنها
لصوص محل هواتف «بالصوت والصورة»
مجهول يسرق سيارة «عمرها شهرين» وحرامي بنك يسلب 529 ديناراً من حساب مواطن
«شوزن» مرخصة طارت من «العدان»
إلزام شركة تأمين بدفع 26 ألف دينار كدية لورثة مصري عشريني توفي في حادث