لميس بلال
أقامت رئيسة مركز أداء برلماني متميز (منار) الإعلامية عائشة الرشيد ندوة بعنوان «دور الإعلام في استقرار المجتمع» حاضرت بها الإعلامية القديرة هدى المهتدي الريس، تخللت المحاضرة ذكريات وأحاديث حافلة بمشاعر وحنين أعاد الحضور للماضي وبالأخص لبدايات العمل الإعلامي الذي وصف بالعصر الذهبي. واكدت المهتدي ان الإعلام حضارة، كيف نستطيع ان نوجه جيلا وان نبنيهم ليبنوا أوطانهم عبر مشاهدة البرامج الهزيلة او الإعلانات التي تسوق المرأة جسدا لا روحا وعطاء؟!
وأضافت: «في الإعلام الحكومي والتجاري يقع اللوم على الموجه والمسؤولية الاجتماعية على الناشطين والناشطات في الحقل الاجتماعي، مؤكدة ان على الصحافة واجبا كبيرا ان تنتقد هذه السلبيات بالجرأة اللازمة. وفي ردها على سؤال للإعلامية حصة الملا: هل الإعلام اليوم يعكس حالة المجتمع او العكس؟ قالت المهتدي ان الإعلام الإعلاني الذي يأتينا من الخارج هو الظاهرة السلبية، فمن الممكن ان يكون مجموعة من النساء والرجال لا يلتزمون بالإعلام الحكومي هنا لا يقع اللوم على الإعلام انما على سلبيات الإعلام الخارجي ودور الصحافة هنا بالنقد.
وتعقيبا على مداخلة عائشة الرشيد قالت المهتدي: هناك الكثيرات مازلن ناشطات في المجال الإعلامي «اذا خليت خربت» والحرب مستمرة بين الإعلاميين وتلاحق المبدع بسبب الغيرة، فالإنسان الناجح يحاول ان يضع بصمة في مكان عمله.
مضيفة: المبدع في أوطانه يكرم بعد مماته وهذه سلبية من سلبيات الإعلام ولكن العطاء لا ينسى.
وفي ردها على تعليق عائشة الرشيد عن: كيف يعمل الإعلام للمجتمع وليس ضده؟ قالت المهتدي: في لبنان هناك إعلام وصحافة حقيقية وتتابعون الصراعات التي تحدث بين التيارات ومع ذلك توجد صحافة وأقلام حرة تنتقد، كذلك في الكويت إعلام وصحافة حرة، لا أستطيع ان ألقي اللوم على الصحف وعلى المجلات، ولكن نضع اللوم على الفرد، في كل المجالات أضع اللوم على الفرد لأنه لابد ان يصرخ بأعلى صوته بهذا الأسلوب يستطيع المنتقد وراء الكرسي ان يعلم ان هناك عينا وقلما يراقبانه كلنا إعلاميون، وكل في مجال عمله. متسائلة الرشيد: هل ممكن تقييد الإعلام المرئي والمسموع؟ مؤكدة على ذلك المهتدي ضمن لوائح وقوانين ووجود الضمير الذي يحاسب الفرد.
وقالت المهتدي ان حالة تردي الإعلام سببها هروب الكفاءات فالإنسان المبدع والطموح عليه واجبات وأعباء كثيرة وعديدة، عندما تقدم المكافأة المبالغ بها لأي إنسان سيجري وراءها.
وبالنسبة لتلفزيون الكويت هناك الكثير من الكفاءات ذهبت لطريق آخر بسبب المكافآت وللقنوات التي تدفع أكثر، وهذه نقطة مهمة على تلفزيون الكويت ان يلتفت إليها ويعطي الكفاءات حقها من الاهتمام والمكافأة.
واستطردت المهتدي في حديثها: «لقد عشت عصرا مستنيرا مذكرة بلقائها مع يوسف السباعي حيث قرأت كل كتبه واقتطعت من وقت بيتي لأجل المقابلة والتي كانت قيمة بمعنى الكلمة حيث شكرني السباعي أمام احمد السقاف وهذا من الأمور التي تبقى بذاكرتي وأضافت: وجودي هنا لتوجيه الكفاءات الشابة للعمل والطريق الصحيح والذي يثبت وجود عائشة الرشيد في طريق الإعلام.
وقالت: «لم أنقطع عن الاعلام، لقد أصدرت العديد من الدواوين والكتب، كما أستعد لإصدار كتاب جديد بعنوان «شاشة ووجوه» يؤرخ للإعلام الكويتي ومسيرتي الإعلامية خلال 30 عاما. كما شكرت الإعلامية عائشة الرشيد المهتدي على تواجدها وقالت عنها «هي أستاذتي التي تعلمت منها الإعلام الحقيقي والتي ميزتني إعلاميا، فهي من جيل الرواد الأوائل والذين يعتبرون رمزا من رموز الإعلام الكويتي».