- اتفقنا مع «الداخلية» على معالجة أمور تتعلق بمواطنين لديهم جوازات سفر مزورة
محمد هلال الخالدي
أشاد القائم بأعمال السفير الأفغاني في الكويت سيد نبيل بالعلاقة المتميزة التي تربط الكويت وجمهورية أفغانستان الإسلامية الشقيقة، وأثنى على دعم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية للمشاريع الحيوية في أفغانستان منذ نصف قرن، وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في السفارة الأفغانية للحديث عن مؤتمر كابل المزمع إقامته 20 الجاري بمشاركة 80 دولة ومنظمة ومؤسسة عالمية من ضمنها الكويت ممثلة بالصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، أن مؤتمر كابل امتداد لمؤتمر لندن الذي عقد في يناير الماضي والذي أقرت فيه عدة قرارات لانشاء مشاريع تنموية في أفغانستان يستفيد منها المواطن الأفغاني بصورة أساسية، وقال نبيل ان المؤتمر سيركز على بحث ومناقشة الاجراءات التنفيذية لتلك المشاريع والتي تصل تكلفتها نحو 15 مليار دولار، وان غالبية هذه المشاريع تصب في تطوير البنية التحتية والانشائية ودعم الزراعة والصناعة، من بينها بناء 11 سدا عملاقا لتوفير المياه ومحطات توليد الكهرباء ومساكن ومشاريع لدعم الخدمات الصحية والتعليمية والبرامج الاعلامية ودعم الروابط الأسرية ومكافحة المخدرات ودعم الجهود الأمنية وتطوير مؤسسات الدولة إداريا وفنيا من أجل تقديم خدمات أفضل للمواطنين، كما تستهدف تلك المشاريع تطوير النظام القضائي والقانوني إضافة إلى مشاريع صناعية تتعلق باستخراج المعادن والتي تمثل استثمارا ناجحا. وأكمل نبيل بأن المشاركين في مؤتمر كابل في 20 من الشهر الجاري سيناقشون أيضا إجراءات الحكومة الأفغانية والتزاماتها فيما يتعلق بمكافحة الفساد وتأصيل الشفافية والرقابة المالية على المصروفات، وكذلك سيناقشون الوضع الأمني واستعمال القوة المشروعة سواء من الداخل أو الخارج، وبحث الوضع الاقتصادي لأفغانستان وسبل تطويره والنهوض بمؤسسات الدولة وجهود الحكومة في تحسين أوضاع المواطنين.
وفي رده على سؤال «الأنباء» حول الوضع الأمني في أفغانستان عموما وكابل بشكل خاص حيث سيعقد المؤتمر وهل الظروف الأمنية مناسبة، قال نبيل اننا متفائلون والأمور في طريقها للتحسن يوما بعد يوم، وأكد أن الوضع الأمني في كابل يسمح بإقامة هذا المؤتمر وهناك جهود أمنية مكثفة تجري استعدادا لحضور الوفود المشاركة، وقال ان حدوث بعض الأعمال الإرهابية لن يوقفنا عن التقدم وهي أمور تحدث في كل بلد حتى البلدان الكبرى، ولو توقفت الدول عن العمل بسبب هذه الأعمال لتوقفت التنمية في جميع بلدان العالم. وحول مشاركة الكويت في مؤتمر كابل قال القائم بأعمال السفير الأفغاني سيد نبيل ان العلاقة بين الكويت وجمهورية أفغانستان تعد نموذجا مثاليا للعلاقات المتميزة بين الدول، والكويت لها تاريخ طويل في دعم القضايا الأفغانية والشعب الأفغاني، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية أقام مشاريع تنموية وحيوية في أفغانستان منذ نصف قرن حين بدأ بإنشاء مصنع لانتاج السكر، ولاتزال هذه الجهود المباركة مستمرة، والرئيس الأفغاني حامد كرزاي يكن للكويت كل الحب والتقدير وقام بزيارة الكويت ثلاث مرات حتى الآن. وأكمل بأن هناك أوجه تعاون عديدة بين البلدين وعلى مختلف المستويات، فهناك تعاون على المستوى الثقافي من خلال مؤسسة عبدالعزيز البابطين لحفظ التراث الثقافي الأفغاني، وتعاون مع وزارة التعليم العالي حيث نرتب حاليا لزيارة وزير التعليم العالي من أجل لقاء نظيره الكويتي لبحث سبل التعاون العلمي والتبادل الثقافي بين البلدين، كما نرتب حاليا لزيارة وزير العدل والشؤون الاسلامية من أجل بحث سبل التعاون على هذا المستوى، وعلى المستوى الاقتصادي هناك قرابة عشر شركات كويتية تم تسجيلها في أفغانستان وتقوم بالاستثمار في بلادنا بصورة ناجحة سواء في مجال الاستشارات الفنية أو المشاريع الانشائية والخدمية وغيرها. وأكد نبيل أن الحكومة الأفغانية تؤكد دائما على تسهيل إجراءات دخول المستثمرين الكويتيين إلى أفغانستان ونؤكد للجميع أن الحصول على الفيزا والأوراق اللازمة يتم في نفس اليوم. وحول جهد الحكومة الأفغانية في مكافحة الفساد قال نبيل ان الحكومة قطعت شوطا طويلا في هذا الاتجاه ولدينا إدارة على درجة عالية من الكفاءة تقوم منذ فترة بجهود كبيرة لمكافحة الرشوة والفساد الإداري.
وحول ما نشر في إحدى الصحف عن عزم وزارة الداخلية عمل بصمة لجميع المواطنين الأفغان المتواجدين في الكويت قال نبيل انني التقيت بكبار المسؤولين في وزارة الداخلية لبحث هذا الموضوع مشيرا إلى أن القول بأن المواطنين الأفغان لم يقوموا بعمل بصمة غير صحيح، فكل الأفغان لديهم بصمة قبل الحصول على الاقامة، وأشار إلى أن في الكويت قرابة 18 ألف أفغاني متواجدين منذ قرابة نصف قرن في الكويت، وهم جميعا مسجلون في السفارة ولديهم إقامات صالحة وتتم متابعة أمورهم بصورة منتظمة، وأكد على إيجابية اللقاء مع المسؤولين في وزارة الداخلية وأن هناك عدة خطوات تم الاتفاق عليها من أجل معالجة بعض الأمور المتعلقة ببعض المواطنين ممن لديهم جوازات سفر مزورة، وقال ان الاحصائيات الرسمية تؤكد أن المواطنين الأفغان هم الأقل نسبة في ارتكاب الجرائم من بين الجاليات الأخرى.