انعقدت في مدينة سرت الليبية امس أعمال القمة العربية ـ الافريقية الثانية بحضور معظم القادة العرب والافارقة وذلك بعد اكثر من 33 عاما على القمة الاولى التي عقدت عام 1977 في القاهرة.
هذا وترأس صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وفد الكويت.
وقد أقرت القمة التي اختتمت أعمالها أمس استراتيجية للشراكة بين الجانبين العربي والافريقي بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأكد البيان الختامي أن هذه الاستراتيجية تهدف الى تسخير التعاون والتجارب المشتركة لمساعدة البلدان الأقل نموا على تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية بحلول عام 2015 لاسيما الأهداف الخاصة بخفض حدة الفقر ووفيات الأطفال والأمهات والحد من انتشار الأمراض خاصة الملاريا والايدز.
وأكد البيان الختامي أهمية إنشاء أنظمة تجارية ومالية واقتصادية دولية أكثر عدالة أولا باعتماد استراتيجية الشراكة الافريقية والعربية وخطة العمل (2011 ـ 2016).
ودعا المجتمع الدولي ومجموعة الثمانية خاصة للوفاء بتعهداتها لإصلاح النظام المالي والنقدي العالمي وتحسين شروط التجارة الدولية وتخفيف عبء المديونية وزيادة المساعدات التنموية لصالح الدول النامية والأقل نموا لتحقيق التنمية المستدامة لشعوبها.
وذكر ان القمة قررت إنشاء الصندوق الافريقي ـ العربي المشترك للحد من آثار الكوارث التي تتعرض لها الدول العربية والافريقية.
وكان الرئيس حسني مبارك باعتبار مصر رئيس القمة السابقة افتتح أعمال القمة العربية ـ الأفريقية الثانية التي عقدت بمدينة سرت بالجماهيرية الليبية، تحت شعار «نحو شراكة استراتيجية عربية افريقية»، بمشاركة أكثر من 60 دولة عربية وأفريقية.
وألقى الرئيس مبارك كلمة في الجلسة الافتتاحية أكد فيها أنه آن الآوان لتفعيل الشراكة بين الدول العربية والافريقية تحت مظلة الاتحاد الافريقي والجامعة العربية تحقيقا لأولويات التعاون الافريقي العربي المشترك.. مضيفا أن مصر عازمة على بذل ما في وسعها لتحقيق هذا الهدف انطلاقا من أنها كانت على الدوام جسرا بين العالم العربي وأفريقيا.
وسلم مبارك بعد ان انهى كلمته رئاسة الجلسة الى الزعيم الليبي معمر القذافي الذي ركز في كلمته على الوضع في السودان خصوصا على مخاطر انفصال الجنوب عن الشمال.
واعتبر ان هذا العمل في حال حصوله «سيجعل من جنوب السودان بؤرة لتشجيع الانفصال في افريقيا ورسم خريطة جديدة» في القارة السمراء.
ورأى ان افريقيا هي «عبارة عن فسيفساء من الاعراق والديانات وفي حال مطالبتها جميعا بالاستقلال فسيرتدي الموضوع خطورة كبيرة»، واضاف الزعيم الليبي «ان انفصال السودان سيتسبب بعدوى وننبه الى هذا الامر الخطير والمفزع الذين لن يكون النهاية بل البداية وستمتد العدوى الى دول عربية»، الا انه استدرك قائلا «اذا كان هذا الانفصال ضمن الاتحاد الافريقي فلن يؤثر فينا».
من جهة ثانية قدم الزعيم الليبي اعتذارا الى القادة الافارقة على ممارسة بعض العرب الاغنياء في الماضي تجارة الرقيق التي كان الافارقة ضحاياها. وقال «اقدم باسم العرب وخاصة الاغنياء منهم اعتذارا شديدا على تصرفاتهم المخجلة تجاه الافارقة حيث اشتروا الاطفال واستعبدوهم وتاجروا بالرق بشكل مشين ونحن نخجل من هذه الممارسات».
وخلص الى القول «لابد ان نعترف بحصول هذه الاعمال ونندد بها» داعيا «الافارقة الى المغفرة كما فعل العرب مع الغربيين»، من جهة ثانية دعا القذافي «الرساميل العربية الى الاستثمار في افريقيا لتشكيل قوة تضاهي اوروبا واميركا». مشيرا الى ان الرأسمال العربي خسر 2.5 ترليون دولار خلال الازمة الاقتصادية.
وقد هيمن السودان على جدول أعمال القمة قبيل الاستفتاء على استقلال الجنوب، حيث أعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن خشيته من ان يؤدي الخلاف على الاستفتاء الخاص بتقرير مصير الجنوب بين الجنوبيين والسلطات السودانية في الخرطوم الى زعزعة الأمن والاستقرار في أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال موسى في كلمته في سرت أمس انه يخشى من «تأثير الاستفتاء على الأمن والاستقرار في منطقة واسعة من أفريقيا والشرق الأوسط».
وتابع الأمين العام للجامعة العربية ان العمل جار «مع الأشقاء السودانيين لحل المسائل العالقة لما قبل الاستفتاء وما بعده»، وشدد على «الإعداد الجيد لهذا الاستفتاء لنضمن مسيرة سليمة له».
القذافي يثني على علاقاته بخادم الحرمين
سرت ـ يو.بي.آي: أثنى الزعيم الليبي معمر القذافي على علاقته بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وذلك خلال الجلسة المغلقة التي عقدها الزعماء والقادة العرب على هامش قمتهم الاستثنائية التي عقدت بمدينة سرت أمس الأول.
وكشفت صحيفة أويا على موقعها على شبكة الإنترنت أمس أن القذافي قال في الجلسة انه على اتصال بخادم الحرمين وعلاقته وطيدة ولا يوجد أي خلاف يتعلق بقضايا الأمة العربية المشتركة. وأشارت الصحيفة المقربة من سيف الإسلام القذافي إلى أن القذافي طالب القادة العرب بأن يكون للعرب وزير خارجية واحد ووزيرا واحدا للدفاع حتى تكون المواقف موحدة ومسموعة.
واضافت الصحيفة ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي مثل بلاده في أعمال القمة العربية الاستثنائية أثنى بدوره على ما قاله القذافي ونقلت قوله «إننا نتفق مع قائد الثورة في هذا الطرح ولكنه يحتاج إلى مزيد من الوقت والنقاش حتى يتم الدفع به وإقراره».
عائشة القذافي تدافع عن المقبور صدام: شُنق ظلماً!
|
عائشة القذافي |
لندن ـ وكالات: دافعت عائشة ابنة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عن الطاغية المقبور صدام حسين والتي كانت انضمت إلى الحملة المدافعة عنه وقالت إنه «كان رئيسا منتخبا وشنق ظلما واشعر بأن من واجبي الدفاع عن أي شخص متهم ظلما وعلينا ألا ننسى أن صدام كان مؤيدا قويا لمنطقة الشرق الأوسط ولهذا السبب وجهت إليه تهمة» على حد تعبيرها. من جهة أخرى نفت أن يكون والدها عمل كأمين الامدادات والتموين للجيش الجمهوري الايرلندي وقالت «ليبيا ليست مجرد صندوق ودائع يمكن لأي شخص أن يأخذ المال منه».ودعت المشككين لزيارة ليبيا للتأكد بأنفسهم. وقالت عائشة الأمين العام لجمعية (واعتصموا) الخيرية في مقابلة مع صحيفة صندي تليغراف أمس «اعرف ما يقال في بريطانيا عن والدي ومعظمه يتعلق بالأجندة السياسية لذلك أود أن أوجه دعوة للشعب البريطاني لزيارة ليبيا لمعرفة الوقائع الحقيقية». واضافت «الناس تنسى أيضا أن معمر القذافي فضلا عن كونه قائدا عظيما هو والدي أيضا ونحن قريبون جدا كأسرة وأصر على أن نجتمع معه مرة في اليوم بسبب انشغاله الدائم كما أن أولادي يحبون البقاء في خيمته ويتمتعون بشرب حليب الإبل المخصص له». bووصفت عائشة الغارة التي شنتها مقاتلات أميركية على منزل العائلة عام 1986 حين كانت في التاسvعة من العمر وأدت إلى مقتل شقيقتها بالتبني هناء بأنها «كانت مرعبة» وقالت «استيقظت على دوي القنابل وصرخات أخوتي وكانت الدماء متناثرة حولي ولكن عندما كبرت تعلمت أن الأميركيين والبريطانيين لم يفعلوا ذلك بل سياسييهم». واضافت عائشة القذافي «تاتشر دمرت طفولتي وأنا لن أغفر لها أما ريغان فقد أصيب قبل وفاته بالجنون ومرض الزهايمر وكان هذا عقابه على ما اعتقد».
7 دول عربية تعترض على البيان الختامي للقمة الاستثنائية
سرت ـ كونا: قدمت سبع دول عربية مذكرة الى الامانة العامة (مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية) امس للاعتراض على احد بنود مشروع القرار. وبحسب وكالة «كونا» تتضمن المذكرة وجهة نظر هذه الدول حيال مشروع القرار بعنوان (تطوير منظومة العمل العربي المشترك) الذي تم تمريره في الجلسة الختامية للقمة العربية الاستثنائية التي عقدت في مدينة سرت الليبية امس الاول.
وتضمنت مذكرات هذه الدول عددا من الاعتراضات والملاحظات الجوهرية التي لم يتم مراعاتها واخذها في الحسبان عند اعداد صيغة القرار المشار اليه اعلاه رغم انها كانت تصب في اطار تطوير واثراء منظومة العمل العربي المشترك بشكل يحقق الغاية المنشودة التي يتطلع اليها القادة العرب.
كما اشارت مذكرات هذه الدول الى انه في الوقت الذي كان عدد من القادة العرب يأملون فيه مناقشة توصيات اللجنة الخماسية العليا للوصول الى صيغة نهائية ومناسبة يتفق عليها الجميع بشكل يعكس رغبتهم الجادة والصادقة بالارتقاء بوحدة التوجه والهدف الا ان هذا الامر لم يتم.