تنطلق أعمال المؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لشرق السودان الذي تنظمه الكويت يومي 1 و2 ديسمبر المقبل تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وقال مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر في تصريح صحافي ان المؤتمر يكتسب أهمية دولية وإقليمية وعربية كونه يحظى برعاية سامية ويعقد إنفاذا لاتفاقية سلام الشرق التي تم التوقيع عليها في أكتوبر 2006 الرامية الى العمل على تلبية متطلبات التنمية في الاقليم، مؤكدا ان دعوة الكويت الى تنظيمه وإقامته لاقت أصداء واسعة النطاق في العالم.
وذكر البدر ان مشاركة عدد من المؤسسات الدولية والعربية تضفي أهمية بالغة على هذا المؤتمر ودوره حيث يعقد بالتنسيق والتعاون مع الحكومة السودانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وعدد من الصناديق العربية في مقدمتها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق بالإضافة الى غرفة تجارة وصناعة الكويت.
وبين ان المؤتمر يسعى الى التركيز على حاجة منطقة شرق السودان الى المساعدات وفرص الأعمال والاستثمار ويهدف الى استقطاب الأموال والاستثمارات التي من شأنها أن تسهم في تحقيق المصلحة المشتركة لجميع الأطراف في إعادة الأعمار والانعاش والتنمية في شرق السودان.
وأفاد البدر بأن المؤتمر سيتناول الاحتياجات المختلفة للإنعاش وإعادة الاعمار والتنمية بدءا من احتياجات الحد من مستوى الفقر والخدمات الأساسية الى البنية التحتية والاستثمار وتنمية الموارد البشرية موضحا ان المؤتمر سيدعم تنفيذ اتفاق سلام شرق السودان لعام 2006 الذي يجري تنفيذه.
وأعرب عن اعتزاز الصندوق بالمشاركة في تنظيم هذا المؤتمر لما يمثله من أهمية اقتصادية واستثمارية تهدف الى الاهتمام بجهود الاعمار والتنمية وإبراز الفرص الاستثمارية الواعدة أمام المستثمرين في شرق السودان وذلك بما يعود بالنفع على هذه المنطقة التي تتطلع الى إقامة العديد من مشروعات البنية التحتية الأساسية وتطوير الموارد البشرية والمساهمة في تخفيف حدة الفقر والمرض في الاقليم والعمل على الاستفادة من الموارد الهائلة في هذه المنطقة الواعدة.
وأكد البدر أن استضافة الكويت لأنشطة المؤتمر تعكس إيمانها العميق بالتضامن العربي والتنموي يؤكد دورها الريادي التنموي.
وتطرق الى علاقات التعاون الوثيقة التي تربط بين الكويت وجمهورية السودان لاسيما في المجالات الإنمائية والتي تعود الى زمن هيئة الجنوب والخليج العربي التي أنشأتها الكويت قبل الاستقلال والتي تنامت واطردت مع إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية.
من ناحيته أكد مستشار الرئيس السوداني ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لاعمار وتنمية شرق السودان د.مصطفى اسماعيل أن المؤتمر يعد فرصة استثمارية حقيقية أمام القطاع الخاص للدخول في مجالات التنمية المختلفة كالبنية التحتية والطاقة والمياه والصرف الصحي والزراعة والقطاعات الاجتماعية والتعليم.
وبين د.اسماعيل ان المؤتمر يعد وسيلة لاستقطاب المساعدات الدولية لتنمية شرق السودان متوقعا أن يحظى المؤتمر باهتمام العديد من المؤسسات والصناديق التمويلية والقطاع الخاص مشيرا الى مشاركة العديد من ممثلي الدول المانحة والصناديق التمويلية، لاسيما أن تكلفة مشروعات التنمية واعمار شرق السودان التي ستقدم في المؤتمر تقدر بنحو أربعة مليارات ومائتي مليون دولار تقريبا تشمل ثلاثة محاور هي التنمية والخدمات والاستثمار.
وأعرب عن أمله في أن تساهم مثل هذه الملتقيات في تعزيز التعاون ما بين القطاع الخاص والمؤسسات الدولية المعنية بالتنمية.
من جهته أكد المدير التنفيذي لصندوق إعادة بناء وتنمية الشرق ورئيس اللجنة الفنية التحضيرية للمؤتمر الدولي للمانحين والمستثمرين لاعمار وتنمية شرق السودان م.أبوعبيدة محمد أن استضافة الكويت للمؤتمر ستكون من ابرز أسباب نجاحه لما تحظى به الكويت من مكانة واحترام اقليمي ودولي كبير فضلا عن خبرة صناديقها ومؤسساتها في مجالات التنمية والخدمات والاستثمار.
وتوقع أن يحدث المؤتمر نقلة هائلة في اعمار وتنمية شرق السودان مؤكدا أنه سيرسم خارطة طريق لتنمية شرق السودان بولاياته الثلاث.
وشدد على أن المشروعات المزمع إقامتها في شرق السودان تهدف الى الارتقاء بمجالات الصحة والتعليم ومياه الشرب وكذلك إنشاء بنية تحتية تشمل إنشاء طرق وجسور ومحطات كهرباء جلبا لتنمية صناعية غائبة عن المنطقة وفي فترة لاحقة لإقامة مشروعات استثمارية.
وأضاف ابوعبيدة أن الحكومة السودانية تعول كثيرا على المؤتمر وتضع عليه آمالا كبيرة لاعمار شرق السودان ووضعه على الطريق الصحيح بعدما عانى طويلا من الظروف المتدنية.