- السداني لجونز: حبك ودعمك للكويت وتواصلك مع أبنائها جعلنا نبادلك المحبة والثقة
- جونز: كنت أشعر بأنني في بيتي طوال عملي بالكويت وسأعود يوما إليها
- العلاقات الأميركية ـ الكويتية قامت على تميز الإنسان ونبذ التمييز
- المرأة الكويتية وضعت بصماتها وأثبتت نفسها في المجالين الاجتماعي والسياسي
رندى مرعي
أكدت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الكويت ديبورا جونز ان ما تشهده الكويت اليوم من تحديات هو أمر طبيعي، معبرة عن ثقتها التامة بقدرة أبناء الكويت على مواجهتها وإخراج البلاد منها كما أكدت على متانة العلاقات الكويتية ـ الأميركية التي يحكمها التاريخ منذ زمن بعيد، آملة ان تستمر هذه العلاقات على امتداد السنوات المقبلة جنبا إلى جنب كأسرة واحدة.
كلام جونز جاء خلال حفل الوداع الذي أقامه مجلس نورية السداني على شرفها وذلك بعنوان «ديبورا لؤلؤة داخل محارة» مساء أمس الأول في فندق ريجنسي حيث أضافت جونز انها برحيلها ستترك جزءا منها في الكويت واعدة بالعودة إلى زيارتها مستقبلا لما تربطها وأهل الكويت من علاقات طيبة، مؤكدة انها لم تشعر بالغربة طول فترة توليها مهامها كسفيرة في الكويت، حيث كانت تشعر دوما بأنها في بيتها وبين أهلها، نتيجة ما لاقته من حسن الضيافة والترحيب من أهالي هذا البلد، متوجهة بالشكر إلى النساء الكويتيات اللواتي دعمنها، مشيرة إلى ان المرأة الكويتية وضعت بصماتها مثبتة نفسها في المجالين الاجتماعي والسياسي، متخذة بذلك الخطوة الأولى للأجيال القادمة.
كما توجهت جونز بالشكر إلى الرجال الذين دعموها على حد سواء ولفريق العمل الذي وقف إلى جانبها في السفارة لتحقيق كل الأعمال الموكلة إليها، ومنها قضايا المجتمع المدني كالحرية وقضايا حقوق الإنسان والأمن والاستقرار الاقتصادي وغيرها.
من جهتها أكدت د.نورية السداني على تميز سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى البلاد ديبورا جونز خلال فترة توليها المهمة كسفيرة وكمدير قطري لمكتب شؤون الجزيرة العربية وإيران في الخارجية الأميركية، واصفة وجودها بالواقعي والفعال لاسيما انها خريجة إستراتيجية الأمن الوطني في الكلية الحربية الوطنية في جامعة الدفاع الوطني الأميركي.
وأضافت السداني مخاطبة جونز «ان حبك ودعمك لوطننا الكويت وتواصلك مع أبنائه جعلنا نبادلك هذه المحبة والثقة»، مستذكرة بعد النظر الذي كان يملكه المغفور له الشيخ مبارك الصباح عندما ادخل الطب الأميركي إلى الكويت منذ 100 عام، وبعدها بدأ بتوطيد العلاقات الكويتية ـ الأميركية إنسانيا، مشيرة إلى ان هذه العلاقة قامت وما تزال قائمة على تميز الإنسان كانسان وعلى نبذ التمييز بين مسلم ومسيحي.
وأعربت السداني عن أملها في تجاوز الكويت المحن الداخلية والخارجية وليعود الكويتيون جميعهم روحا واحدة عند المحن. وفي لفتة تقديرية من جمعيات النفع العام تم توزيع كلمات خاصة بهم على الحضور فمن جهته قدر الاتحاد العام لعمال الكويت جهود السفيرة جونز ومواقفها المميزة في القضايا المبدئية سواء فيما يتعلق بحقوق الإنسان واحترام الحريات والحقوق النقابية والديموقراطية والوقوف في وجه الظلم والطغيان بكل أشكاله، والوقوف ضد الاتجار بالبشر وإيجاد مكان لائق للعمل وشمول العمالة المنزلية بالقوانين المرعية، وتطبيق الاتفاقيات الدولية.
بدورها أشادت جمعية أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين الكويتية بجهود جونز الاجتماعية في الكويت وحرصها على حضور جميع المناسبات الأصيلة للمجتمع الكويتي، كذلك الأمر بالنسبة لجمعية المحامين الكويتية التي قدرت جهود جونز في مجال العمل الديبلوماسي ودعمها للحريات ووقوفها ضد الإرهاب والتطرف.
البانوراما
ثم قدم أستاذ الإعلام في الجامعة الأميركية في الكويت د.محمد اشكناني خلال الأمسية عرضا موجزا عن بانوراما من إعداد مجلس نورية السداني، حيث أشارت البانوراما الى أهمية الوفاء كعقد بين الأصدقاء، وقدمت أيضا لمحة تاريخية تضمنت عصرا مميزا كانت بداياته مع المغفور له الشيخ مبارك الصباح والرئيس الأميركي ويليام هوارد تافت عام 1911.
كما عرضت البانوراما موجزا عن التحديات التي واجهتها الكويت خلال ذلك الوقت وما تعرض له أبناؤها من أمراض منها مرض الجدري وكوارث طبيعية أخرى، ودور الأطباء الأميركان في شفائهم، إضافة إلى عرض اتفاقيات النفط واستخراجه بين الدولتين عام 1934، كذلك دور الولايات المتحدة الأميركية خلال اجتياح الغزو العراقي للكويت وقيادة أميركا لحرب التحرير حتى النصر، وختمت البانوراما مشهدها الأخير بأمسية وداع السفيرة جونز.
دروع تذكارية
قدمت د.نورية السداني عقدا من اللؤلؤ مستخرجا من أعماق البحار الكويتية للسفيرة الأميركية كما تخلل الأمسية أيضا تقديم دروع تكريمية لجونز من قبل الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين وجمعية أهالي الشهداء والأسرى والمفقودين الكويتية.
السفيرة الأميركية: حل الأمور السورية بيد حكومتها ولا يمكن التنبؤ بعودة صالح إلى اليمن من عدمها
أدلت السفيرة الأميركية ديبورا جونز بتصريح على هامش الحفل أوضحت فيه ما جاء على لسان وزيرة الخارجية الأميركية مؤخرا هيلاري كلينتون حول موقف الولايات المتحدة الأميركية من شرعية النظام السوري جراء ما يقوم به من أفعال ضد شعبه، وان هذا النظام سيفقد شرعيته إذا ما استمر في انتهاج أسلوب القمع وقتل المتظاهرين، مضيفة: ليس مهما ما يقوله الآخرون عندما يفقد الشعب ثقته بالنظام، الأمر الذي سيؤدي إلى انعدام التعاون بين الشعب ونظامه ما يفقد الأخير شرعيته.
وأعربت جونز عن أملها في التزام النظام السوري بتنفيذ الوعود الإصلاحية التي تعهد بها أمام شعبه، فكلنا يعرف مدى أهمية سورية ودورها في المنطقة، لكن الواضح ان شعبها لم يعد قادرا على الاستمرار بدفع ثمن ممارسات النظام، موضحة ان هذا ما كانت تعنيه الوزيرة كلينتون في تصريحها.
وأشارت الى ان سورية تواجه تحديا صعبا لا احد يملك الإجابة عنه، في ظل انعدام وجود أي آلية للحل الا بيد الحكومة السورية.
وفيما يخص الشأن اليمني أوضحت جونز انها تستقي الأخبار من خلال ما تنشره وسائل الإعلام من تقارير خاصة بتطورات اليمن، والتي ذكرت ان الرئيس اليمني علي صالح سيعود الى البلاد بعد أسبوعين من استعادة عافيته في السعودية، مؤكدة انه لا احد يأمل له غير ذلك، مؤكدة عدم إمكانية تنبئها بعودة صالح من عدمه، مشيرة الى ان هذا السؤال منوط بدول مجلس التعاون الخليجي التي تعمل على هذا الموضوع في إطار مبادرتها لحل مشكلة اليمن.