- القمة ستكون فرصة لمحاولة حل الخلافات بين الدول وفتح باب للحوار
بيان عاكوم
رحبت الجزائر عبر وزير خارجيتها رمضان لعمامرة برغبة المملكة العربية السعودية في استضافة القمة العربية ـ الأفريقية الرابعة، مشيرا الى ان «المملكة دولة كبيرة وقوية وذات وزن وتواجدها في خندق واحد مع الكويت والعرب خدمة للشراكة العربية ـ الأفريقية».
وفي حديث سريع مع «الأنباء» وردا على سؤال عما اذا العلاقات الكويتية ـ الجزائرية مكتملة لا تشوبها شائبة قال لعمامرة «ليس هناك شائبة في العلاقات بين البلدين ولكنها ليست مكتملة»، مشيرا الى ان بلاده ترغب «في التطوير وفتح آفاق واعدة امام هذه الشراكة».
وهذه التفاصيل:
باختصار ما ابرز ما تناوله المؤتمر الوزاري وأبرز الأفكار والمشاريع التي ستطرحها الجزائر؟
٭ كما تعلمون القمة التي عقدت منذ 3 سنوات اعتمدت استراتيجية وخطة عمل ونظرا لظروف قاهرة لم ينفذ الكثير من هذه الاستراتيجية فوقفنا عند أوجه نقص في العمل الأفريقي ـ العربي المشترك وتوصلنا الى قناعة بان هناك ضرورة للتركيز من الآن فصاعدا على التنمية والاستثمار على ان نبني على التضامن الطبيعي الموجود بين البلدين او المجموعتين ونحن نرى احتضان الأفارقة للقضية الفلسطينية تحصيل حاصل لا داعي للكلام عليه او محاولة الطرف اقناع الطرف الآخر على اعتبار انها قضية مصيرية للمجموعتين، كما ان المجموعة الأفريقية والعربية على يقين ان المصالح المشتركة ومعالجة الشراكة الاقتصادية للنظرة المستقبلية المتوازنة تجعل الاستثمار العربي في افريقيا فرصة للتنافس مع المجموعات الأخرى التي تستثمر كثيرا في القارة الافريقية انما هذا يعود بالخير على المجموعتين على اعتبار انه في الدول العربية موارد كثيرة بحاجة لأن تستثمر، فالقارة الأفريقية اليوم المسرح الذي تتنافس فيه الاقتصادات الكبيرة في العالم خاصة أن اول شراكة استراتيجية بنتها القارة الافريقية مع غيرها كانت عام 1977 مع العالم العربي يجب ان تتطور هذه الشراكة ويجب ان تعكس ليس فقط اقدمية هذه العلاقة المتميزة المبنية على التضامن وعلى التوافق السياسي في معظم المسائل القائمة على الساحة الدولية اليوم وانما كذلك نظرة تجعل من هذا التقارب وكون معظم العرب أفارقة العلاقة ليست فقط مصيرية بحكم المصالح المشتركة وانما علاقة مصيرية بحكم ان افريقيا جزء لا يتجزأ من العالم العربي.
ما المشاريع الجزائرية التي ستطرحونها في القمة؟
٭ أولا التعاون لا بد أن يكون مبنيا على المصالح المشتركة، ثانيا يجب ان تستفيد الدول العربية غير الأفريقية بتواجد هذه الدول العربية الأفريقية بخبرتها بمواردها البشرية لتبني مكانة قوية ولائقة بها في القارة الأفريقية من خلال اشكال ثلاثية للتعاون وأرى انه من الفائدة بمكان ان تشتغل الكويت والجزائر مع اي بلد افريقي ثالث، آخذين من الكويت ما لديها من امكانيات ومن الجزائر العناصر التي قد تساعد هذه العلاقة الاستراتيجية في صنع فوائد للجميع.
ما الذي يمكن ان تقدمه الجزائر في هذا المجال؟
٭ الجزائر كونت ما لا يقل عن 45 الف اطار من اطارات الكوادر البشرية هم متواجدون في كل المحافل وكل هياكل الدولة وعلى أعلى المستويات في القارة الافريقية، هذا التكوين الجزائري من الممكن ان تستفيد منه بعض الدول العربية غير الأفريقية لتبنى العلاقة على أسس صحيحة وعلى احترام متبادل ونية حسنة وهذا العنصر نضعه تحت تصرف الاخوان في الخليج وعلى وجه الخصوص الكويت التي كثيرا ما تعاونت مع الجزائر وفي الجزائر ذاتها، مثلا اذا عملنا في زيمبابوي قد يكون التمويل كويتيا وانما بكوادر بشرية، اذا عملنا في الزراعة في اي دولة افريقية قد يكون جزء من المنتوج يسوق في الأسواق الكويتية والجزء الآخر في الأسواق الجزائرية، هذه امكانيات يجب ان نفكر تفكيرا بناء لاننا اذا عملنا فقط بالنماذج التي تعمل بها الاقتصادات الغربية المعروفة وهي اخذ المواد الخام وتصنعها في أوروبا ثم تصدرها من جديد للقارة الافريقية فهذا لن يأتي بجديد ولا بمنفعة للقارة الافريقية، هذا التوازن الذي نتكلم عليه هو توازن في الطرق الاقتصادية الجديدة في التعاون.
اخذ موضوع الهجرة حيزا كبيرا من المناقشات خصوصا مع وجود الكثير من الاختلافات بين الرؤية العربية والأفريقية فكيف تم التوصل لما خلصتم اليه؟
٭ من حسن الحظ ان القمة انعقدت في الوقت الذي توجد فيه خلافات بين بعض الدول العربية وبعض الدول الأفريقية ولو لم تبرمج القمة في هذه الآونة أخشى ان هذه الخلافات كان من الممكن ان تتضخم وتأخذ أبعادا لا يحمد عقباها، الحمد لله جاءت القمة في الوقت المناسب وتم هذا الحوار بين المجموعتين والحوار دائما وأبدا يؤدي الى تقارب بين وجهات النظر وأحيانا يركز كل طرف على الزاوية التي تخدم مصالحه وانما عندما يجلس الطرفان وتكون هناك مساع حميدة وفي الحالة هذه أدى الوفد الجزائري دورا مرموقا لتقريب وجهات النظر بين الدول حول مسألة الهجرة وأعتقد اننا توصلنا الى التفاهم وهو ضرورة احترام قوانين الدولة المضيفة ثم انه مهما كان المركز القانوني لتواجد اي مواطن افريقي في اي دولة عربية فلا بد من توفير الحد الأدنى من حقوق الانسان التي لا يسمح بانتهاكها تحت اي ظروف، فحقوق الانسان مضمونة ثم هناك علاقات قد تكون تجارية تعاقدية بين العامل ومن يستضيفه ومن سهل له المجيء الى دولة معينة وهذا كذلك يجب ان ترعاه العدالة في البلد المعني ويأخذ كل ذي حق حقه، اذن هذه الحوصلة التي جعلتنا نصل الى حل مرض والقمة ستنتج منهجية في التعامل مع هذه المسائل الحساسة بطريقة انسانية وبطريقة تحترم حقوق الجميع.
ما رأيكم بترشيح السعودية لاستضافة القمة العربية ـ الأفريقية الرابعة؟
٭ نحن نرحب بذلك وقد تكون الرابعة او الخامسة ونرحب برغبة السعودية بالاستضافة وتلتزم بهذه الشراكة العربية ـ الأفريقية لأنها دولة كبيرة وقوية وذات وزن، وتواجدها في خندق واحد مع الكويت ومعنا جميعا خدمة للشراكة العربية ـ الأفريقية أمر ايجابي.
نحن في الجزائر نعتبر التعاون والتضامن بين المجموعتين العربية والأفريقية من ثوابت سياستنا الخارجية ونرتاح عندما نرى ان بقية الأشقاء في الساحة العربية والقارة الأفريقية ملتزمون بنفس التوجه السياسي.
هل البيان الختامي بخصوص فلسطين برأيكم مجد للقضية الفلسطينية؟
٭ السياق يجعل هذا البيان اضافة ايجابية لأن الأوضاع حولنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية توحي مع الأسف بأنه ليس هناك تقدم في المفاوضات حول الوضع النهائي ولابد ان يكون لمحفل بهذا الحجم كلمة في الأوضاع الفلسطينية ونحن نرحب بذلك وفي واقع الحال تمت صياغة البيان بالتعاون مع الوفد الفلسطيني.
هل أصبحت العلاقات الكويتية ـ الجزائرية مكتملة لا تشوبها اي شائبة؟
٭ ليست هناك شائبة في العلاقات الكويتية ـ الجزائرية ولكنها ليست مكتملة، نحن نرغب في التطوير وفتح آفاق واعدة امام هذه الشراكة، واستطيع القول ان هذا الموقف يتشبث فيه الطرفان ونحن كان لنا لقاء طويل وعميق مع وزير الخارجية وكان هذا الكلام هو المتداول ونسقنا حول كل الموضوعات المتعلقة بالمؤتمر ورحب الجانب الكويتي بالدور الايجابي الذي تؤديه الجزائر في هذه القمة ولدينا أفكار محددة حول تطوير وتعميق الحوار السياسي وتطوير الشراكة الاقتصادية.