بقلم: أ.د محمد عبدالرحمن الصرعاوي - جامعة الكويت
أهلا وسهلا بضيوف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، في بلدهم الثاني، بلد المحبة والإخاء والسلام، وسعداء جدا بقدومهم ومشاركتهم في هذا اللقاء العالمي والذي تحتضنه دولتنا الحبيبة ونسعى في نفس الوقت الى أن تساهم هذه اللقاءات في تعزيز التعاون والتآلف بين الشعوب وتذليل الصعاب من أجل غد مشرق زاخر بالعطاء والإنتاج لأجيالنا القادمة.
ودولة الكويت وهي تحتضن هذا اللقاء المهم لتؤكد حرصها على أهمية التعاون بين الشعوب الأفريقية والعربية من أجل نشر السلام والإخاء، فتاريخ العلاقات العربية - الافريقية زاخر للطرفين بالوقوف مع الحق ونصرة الشعوب الضعيفة ونشر أواصر المحبة.
ودولة الكويت ومن خلال نظرتها الثاقبة لأهمية العلاقات الأفريقية - العربية لم تأل جهدا في تشجيع الاستثمار ودعم اقتصاديات الدول المحتاجة للتنمية، كما قدمت العديد من المساعدات المتنوعة (ثقافية وطبية واقتصادية وعمرانية) إيمانا منها بحاجة تلك الشعوب للدعم والوقوف إلى جانبها.
والقمة العربية - الافريقية الثالثة تعقد في ظروف قاسية من المناخ السياسي والتكالب العالمي لتحقيق بعض الأجندات المعقدة على الخريطة السياسية لبعض الدول العربية والافريقية، والعالم بأسره ينظر إلى هذه القمة وينتظر أهم نتائجها لتحقيق التوازن المطلوب والرجوع إلى الحق ونصرة المظلوم وإعادة الحق إلى أصحابه وتسليط الضوء على احتياج الشعوب المغلوبة على أمرها لتحقيق الأمن والآمان لها.
إن منظومة مجلس التعاون الخليجي يجب أن تستثمر في هذا اللقاء، فهي ملاذنا الآمن لتحقيق طموحنا وآمالنا وتعكس رغبتنا لدعم التعاون العربي الأفريقي، فدول مجلس التعاون قدمت الكثير من أجل تقدم ورفاهية الشعوب، انطلاقا من إيمانها الراسخ بأحقية تلك الشعوب في العيش الآمن، وأما على الصعيد العربي فجامعة الدول العربية يجب أن تساهم في تقريب وجهات النظر بين دولنا العربية من أجل تحقيق التقارب بين دول القارة الأفريقية ودول القارة الآسيوية.
إن القارة الأفريقية مهيأة للاستثمار وهي بالفعل كذلك وتحقق لشعوبنا العربية استثمارا آمنا على المدى البعيد، كما أن الله وهبها العديد من الثروات الطبيعية والتي لا غنى عنها وهي بديل ناجح للاستثمار العربي في الكثير من الدول الأوروبية وغيرها، وهنا تقع مسؤولية كبيرة على الجامعات ومعاهد البحوث ومن مثلها جامعة الكويت ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومراكز التخطيط والبحوث العربية ومراكز الدراسات الإستراتيجية لإعطائنا التصور الشامل المدعم بالأدلة والبراهين والإحصاءات لمواقع وأنواع الاستثمارات المهيأة لدول المنطقة.
وإن ما قام به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من استثمارات في القارتين الأفريقية والعربية ليؤكد لنا مصداقية العمل المشترك لبناء حركة اقتصادية ناجحة في تلك البلدان، كما أن إيجاد الصيغة المشتركة لبناء سوق عربية أفريقية مشتركة ليس صعب المنال، كما أنه ليس أمرا مبالغ فيه فمتى وجدت الرغبة لن تقف أمامها المعضلات، فالفريق الكويتي بقيادة مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر، قادر على أن يحقق أمال ورغبات سمو الأمير حفظه الله.
وإننا بحاجة إلى ترجمة التوصيات القادمة وتحويلها إلى برامج قابلة للتنفيذ وخير ما نبدأ به بعد انتهاء هذه القمة هو مؤتمر علمي وثقافي واقتصادي لدراسة ما سيتوصل إليه قادة ورؤساء الدول العربية والافريقية من خلال القمة الثالثة للدول العربية والأفريقية.
ونهنئكم يا صاحب السمو باختياركم هذا الشعار الحيوي الذي يعكس حرصكم على دعم آمال وتطلعات شعوب المنطقة تحت شعار «شركاء في التنمية والاستثمار».