يصادف هذا اليوم مرور 227 سنة على إنشاء أول مستوطنة في بورت جاكسون على الساحل الشرقي لأستراليا في العام 1788، كما ان يوم أستراليا هو فرصة لنقوم بتأمل ماضينا والاحتفال بأستراليا الحديثة المتنوعة والمتعددة الحضارات، ويشجعنا هذا اليوم على تقدير إسهامات الأجيال السابقة والترحيب بالأستراليين الجدد، بما في ذلك هؤلاء الذين يحضرون مراسم التجنيس هذا الأسبوع في أستراليا وفي سفاراتها في جميع أنحاء العالم.
هنا في الكويت، وبينما نقترب من الاحتفال بالذكرى الـ 24 للتحرير، نتأمل قوة علاقاتنا الثنائية، وتظل أستراليا من الداعمين بقوة لاستقلال الكويت وأمنها، كما أن قواتنا المسلحة فخورة بوقوفها مع الكويت في التحرير، وقد حافظت قواتنا على علاقة مقربة مع الكويت منذ ذلك الوقت.
في السنوات الأخيرة، أصبح الشرق الأوسط من أسرع الأسواق الأسترالية نموا في المنطقة، وليست أستراليا جديدة في هذا السوق، علاقات أستراليا التجارية مع المنطقة تمتد لسنوات مضت، وعلى سبيل المثال، فإننا نصدر السيارات إلى الكويت منذ العام 1960، كما أن الكويتيين والأستراليين لديهم اتصالات مكثفة مع بعضهم البعض وعملوا كثيرا معا.
إن حجم التجارة الثنائية بين بلدينا كبير، وهناك إمكانية للتوسع أكثر في مجال السلع والتصنيع والخدمات والاستثمار.
وعلى الصعيد الرسمي فإن أرقام التجارة الثنائية تقارب أكثر من مليار دولار سنويا، هذا غير أن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير، حيث يتم شحن الكثير من البضائع عن طريق دبي ولا يتم إحصاؤها ضمن أرقام التجارة في الكويت في الإحصاءات الرسمية.
والكويت سوق مهم للصادرات الأسترالية من السيارات والقمح والمواشي الحية.
كما أنها سوق مهم لمنتجات الألبان واللحوم الأسترالية والمواد الغذائية الأخرى، إضافة إلى الخدمات التعليمية وصادرات تكنولوجيا المعلومات.
إن المؤسسات التعليمية مثل الكلية الأسترالية في الكويت وكلية بوكسهل في الكويت تعطي المزيد من العمق والاستمرارية لعلاقاتنا الثنائية عن طريق بناء حلقات وصل بين مجتمعاتنا، إضافة إلى العدد الكبير من الطلاب الكويتيين الذين يدرسون في الجامعات في أستراليا، حيث ان هناك 1500 طالب كويتي مسجلين لدى المؤسسات التعليمية في أستراليا، وكذلك آلاف السياح الكويتيين الذين يزورون أستراليا كل عام.
ولقد قامت الكويت وأستراليا بتوقيع مذكرة تفاهم بخصوص تجارة المواشي الحية، وهذه المذكرة تقوم بتحديد شروط التجارة وتحتوي على ضمانات بأن المواشي الحية يتم التعامل معها طبقا للمعايير الدولية لحقوق الحيوان.
وفي العام 2012، قامت الحكومة الأسترالية ببدء العمل بنظام سلسلة الإمداد للمصدرين، والذي يساعد المصدرين والمستوردين في جميع الأسواق على العمل طبقا لهذه المعايير.
إن الشركات الكويتية مثل أجيليتي لوجيستيكس ومجموعة أكشن القابضة والشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية «كوفبيك» مرتبطة بالعديد من الأعمال المتنوعة في أستراليا، بما في ذلك قطاع المصارف والعقارات التجارية والتنقيب واللوجيستيات.
كما أن لدى بيت التمويل الكويتي فرع في ملبورن، وهو أكبر المصارف الإسلامية في الكويت، ولهيئة الاستثمار الكويتية استثمارات عديدة في أستراليا.
ويبلغ حجم الاستثمار الكويتي من جميع المصادر حوالي 8 مليارات دولار أسترالي.
وتتضمن الشركات الأسترالية في الكويت شركة smec «مستشاري الهندسة والتخطيط»، وشركة وورلي بارسونز «الخدمات التقنية للمشاريع والعمليات» وشركة غلوريا جينز للقهوة.
وفي عامه الـ24 من النمو المستمر، حقق الاقتصاد الأسترالي أداء غير مسبوق في تاريخه على مستوى الدول المتقدمة الأخرى، حيث ان أستراليا هي رابع أكبر اقتصاد في آسيا والـ12 على مستوى العالم.
كما أن القطاع المالي المستقل والقوي والإجراءات التنظيمية الفعالة ساهمت في حماية أستراليا من أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية.
وتحل أستراليا في المركز الثامن على المؤشر العالمي للحريات الاقتصادية، وهو ما يعكس مستوى التضخم المنخفض وثبات المؤسسات القانونية والمالية والحقوق العقارية الآمنة.
هذه الحقائق، إضافة إلى علاقتنا الاقتصادية الوثيقة مع منطقة آسيا والمحيط الهادي توفر قاعدة آمنة للذين يرغبون في العمل أو الاستثمار في أستراليا.
وبالرغم من أن أستراليا ينظر إليها على أنها دولة صغيرة في السن، إلا أنها من أقدم الديموقراطيات في العالم، وتم تأسيسها كفيدرالية في العام 1901.
كما أنها رائدة في الإصلاحات الديموقراطية، كنظام صوت واحد لكل مواطن والاقتراعات السرية وحقوق المرأة السياسية، وهذه الممارسات هي جزء من الإجراءات الانتخابية للديموقراطيات الحديثة.
وتنبع هذه الإصلاحات من إيماننا بالمساواة والعدالة وعدم إقصاء الآخرين والتعاطف الذي يتشاركه هؤلاء الذين قاموا بنحت هوية أستراليا في بداياتها.
وتستمر هذه الأسس في صقل هوية أستراليا اليوم وفي تطويرها كأمة وفي علاقاتها مع المجتمع الدولي.
ومن مميزات أستراليا التنوع الثقافي والترابط الاجتماعي.
وهناك عدد قليل من الدول التي قام المهاجرون فيها بالوصول الى مستويات مماثلة من المشاركة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
إن أستراليا كانت دوما مجتمعا متسامحا وشاملا للجميع، وذلك منذ أيام السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس والذين عاشوا في أستراليا لعشرات آلاف السنين، وحتى يومنا هذا.
وبما يتماشى مع إيماننا القوي بالأمن الدولي، فإن أستراليا شاركت في العديد من المهام الإنسانية ومهام حفظ السلام دعما للجهود الدولية في التعامل مع الكوارث الطبيعية في منطقة آسيا والمحيط الهادي إضافة إلى المساعدة في حل الأزمات في أماكن أخرى من العالم، وخلال العام المالي الحالي، فإن أستراليا ستقوم بتوفير أكثر من 5 مليارات دولار من المعونات الخاصة بالتطوير للمساعدة بطريقة عملية في الحد من الفقر ولتشجيع التطوير المستمر.
وفي النهاية، أود أن أهنئ صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، بمناسبة العيد الوطني الـ54 للكويت والذكرى الـ24 للتحرير والذكرى الـ9 لتولي صاحب السمو مقاليد الحكم، وأود أن أعرب عن تقديري لتشجيعهم ودعمهم لعلاقاتنا الثنائية.