- تفعيل الديبلوماسية الإنسانية ودفعها يخفف من آلام واحتياجات البشرية
- ما يتعرض له الشعب السوري من معاناة مستمرة يؤكد حتمية قيام المجتمع الدولي على الأقل بدور إنساني والكويت تمثل دوراً رائداً في هذا الشأن
- الكويت تبوأت المرتبة الأولى عالمياً في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي وفقاً لعدد من الإحصائيات الدولية
- القمة فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا وتوحيد جهودنا وتنسيق عطائنا فالتحديات كبيرة والمشاكل بمواجهة البشرية والعالم خطيرة
- تنامي الكوارث الطبيعية وما نتج عنها من مضاعفة أعداد اللاجئين والمشردين يتطلب استجابة سريعة وفعالة
أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد أمس الاثنين ان القمة الإنسانية العالمية مؤشر واضح على تفاعل المنظمة الدولية والعالم بأسره مع التحديات الخطيرة التي يواجهها المجتمع الدولي.
والقى صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كلمة امام القمة التي تستضيفها العاصمة التركية اسطنبول هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الصديقة
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أتقدم إليكم بجزيل الشكر والامتنان لاستضافتكم أول قمة إنسانية تعقد استجابة لمبادرة من معالي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وذلك في مؤشر واضح على تفاعل المنظمة الدولية والعالم بأسره مع التحديات الخطيرة التي يواجهها المجتمع الدولي واستمرار الحروب والنزاعات وانتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف.
السيد الرئيس
لقد جاءت هذه القمة بعد أن تصاعد التوتر في أرجاء العالم وازدادت الصراعات ومناطق عدم الاستقرار إضافة إلى تنامي الكوارث الطبيعية التي ساهمت مجتمعة في مضاعفة أعداد اللاجئين والمشردين حتى بلغت وفق آخر الإحصائيات التي صدرت عن الوكالات الدولية المتخصصة ستين مليون لاجئ ومشرد كما أن أعداد الأشخاص الذين يعيشون أوضاعا اقتصادية صعبة أو تحت خط الفقر قد تجاوزت المليارين ومائتي مليون شخص.
إن هذه الحقائق والبيانات غير المسبوقة تستوجب منا لمواجهتها والتصدي لها أن نسير في مسارين متوازيين الأول العمل على إنهاء الصراعات وبؤر التوتر وبالذات تلك المزمنة منها والثاني الاستجابة السريعة والفعالة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الضرورية للمحتاجين وضمان الحياة الكريمة لهم إن هذه المساعي تدعونا لتفعيل الديبلوماسية الإنسانية ودفعها بالشكل الذي يخفف من آلام واحتياجات البشرية.
إننا أمام فرصة سانحة تتيح لنا في هذه القمة أن نجري حوارا عالميا تم الإعداد له بعناية فائقة وفق جدول أعمال يستشعر التحديات ويجتهد في إيجاد حلول لها ويشمل منع الصراعات وإنهائها وبحث المعايير التي تكفل حماية الإنسان والعمل بأسلوب مختلف لإنهاء العوز والاستثمار في البشرية من خلال تنويع وتحسين نظم التمويل الإنساني والمساواة في الدعم لكافة الدول والأفراد بما يحقق التوازي.
إن هذا الحوار سيقود حتما إلى توصيات واضحة تضمن لنا استجابة إنسانية سريعة وفعالة وتمكننا من التعاون مع الأمم المتحدة لابتكار آليات وأفكار خلاقة لتحقيق الاستجابة المطلوبة للتعامل مع أزمات متعاظمة وكوارث متلاحقة.
السيد الرئيس
عرفت بلادي الكويت منذ القدم بإيمانها المطلق بالمبادئ الإنسانية والأيادي الممدودة دائما بالخير وانتهجت سياسة تؤكد هذا النهج وتحث على تقديم المساعدات لإنسانية للشعوب والدول المحتاجة فقد تخطى إجمالي ما قدمته الكويت من مساهمات في المجال الإنساني خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من ملياري دولار أميركي تبوأت معها المرتبة الأولى عالميا في تقديم المساعدات بالنسبة لإجمالي الدخل القومي وذلك وفقا لعدد من الإحصائيات الدولية إذ بلغت المساعدات التنموية التي قدمتها بلادي الكويت ما معدله ضعف النسبة المتفق عليها دوليا من الناتج المحلي.
السيد الرئيس
إن ما يتعرض له الشعب السوري الشقيق من معاناة مستمرة نتيجة للغارات المتواصلة وعجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها يؤكد حتمية قيام هذا المجتمع وعلى الأقل بدور إنساني وقد لعبت بلادي الكويت دورا رائدا في مواجهة أكبر كارثة إنسانية يشهدها الأشقاء في سورية عبر تنظيمها واستضافتها لثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني فيها ومشاركتها رئاسة المؤتمر الرابع الذي عقد في لندن مع كل من بريطانيا وألمانيا والنرويج.
وقدمت الكويت منفردة في هذه المؤتمرات مليارا وستمائة مليون دولار أميركي تم سداد استحقاقات المؤتمرات الثلاث الأولى وجار سداد تعهدات المؤتمر الرابع والبالغة ثلاثمائة مليون دولار أميركي وفق الدفعات المتفق عليها زمنيا حيث باشر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بوضع البرامج الخاصة بالمشاريع التي سيتم تمويلها في دول الجوار وكذلك حددت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي البرامج التعليمية في تلك الدول وفق التزام هذه السنة.
السيد الرئيس
إن القمة الإنسانية التي نجتمع اليوم في إطارها تعد فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحديد أهدافنا وتوحيد جهودنا وتنسيق عطائنا فالتحديات كبيرة والمشاكل التي تواجهها البشرية والعالم خطيرة لاسيما ونحن نجتمع برعاية الأمم المتحدة ووفق ميثاقها ودور وصلاحيات وكالاتها المتخصصة الفاعلة التي تمكننا أن نعمل في إطارها لتحقيق غاياتنا.
أكرر الشكر لكم جميعا داعيا الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البشرية جمعاء من كل سوء وأن يوفقنا في هذه القمة المباركة لما فيه الخير والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وعصر أمس الاثنين وبحفظ الله ورعايته عاد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه إلى أرض الوطن قادما من جمهورية تركيا الصديقة وذلك بعد ترؤس وفد الكويت في القمة العالمية للعمل الانساني والتي عقدت في مدينة اسطنبول.
وقد كان في استقبال سموه رعاه الله على أرض المطار سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وكبار الشيوخ ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد وسمو الشيخ ناصر المحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيح محمد الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ خالد الجراح والوزراء وكبار المسؤولين بالدولة وكبار القادة بالجيش والشرطة والحرس الوطني.
وقد رافق سموه حفظه الله وفد رسمي ضم كلا من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ووزير النفط بالوكالة أنس الصالح ومدير مكتب صاحب السمو الأمير السفير أحمد فهد الفهد والمستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبدالله ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله ومدير عام الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب البدر ورئيس الشؤون الاعلامية والثقافية بالديوان الأميري يوسف الرومي ورئيس الشؤون السياسية والاقتصادية بالديوان الأميري الشيخ فواز سعود ناصر سعود الصباح وكبار المسؤولين بالديوان الأميري ووزارة الخارجية.
رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.
وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد غادر والوفد الرسمي المرافق لسموه ظهر اليوم الاثنين مطار اتاتورك العسكري بجمهورية تركيا الصديقة وذلك بعد أن ترأس سموه وفد الكويت في القمة العالمية للعمل الانساني والتي عقدت في مدينة اسطنبول.
وكان في وداع سموه على ارض المطار وزير الشؤون الأوروبية فولكان بوزكير ونائب محافظ اسطنبول إسماعيل غولتكين وسفيرنا لدى جمهورية تركيا الصديقة عبدالله عبدالعزيز الذويخ وقنصلنا العام لدى اسطنبول محمد فهد المحمد وأعضاء السفارة.
رافقت سموه السلامة في الحل والترحال.
الخالد شارك بترؤس مائدة مستديرة: نتفاعل بإيجابية مع ما يعصف بالعالم من تقلبات وتعثرات
اسطنبول - كونا: شارك النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في رئاسة اجتماعات مائدة مستديرة حول قضايا التمويل الإنساني والاستثمار في البشرية على هامش أعمال القمة الإنسانية العالمية الأولى. وترأس الشيخ صباح الخالد اجتماعات الدائرة المستديرة التي اقيمت تحت عنوان «التمويل الإنساني: الاستثمار في البشرية» بصورة مشتركة مع كل من: الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق شؤون الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفان أوبراين، ورئيس البنك الدولي د.جيم يونغ كيم، ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي لشؤون الميزانيات والموارد البشرية كريستليانا جوجيفا.
وألقى الشيخ صباح الخالد الذي ترأس وفد الكويت المشارك في أعمال اجتماعات المائدة المستديرة كلمة أكد خلالها ان الكويت تولي العمل الدولي المشترك بالغ الأهمية كما تثق بأن «تلك التحديات التي تواجه عالمنا اليوم لا يمكن لدولة أو لمجموعة من الدول التصدي لها بشكل منفرد وإنما يتطلب ذلك جهدا جماعيا ومشتركا».
واضاف «لقد حرصت بلادي ومنذ بداية نشأتها على التفاعل بروح مسؤولة وإيجابية مع ما يعصف بالعالم من تقلبات وتعثرات سياسية وإنسانية واقتصادية من خلال العمل مع المؤسسات والهيئات الدولية المعنية وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة».
وأعرب الشيخ صباح الخالج في هذا السياق عن الفخر «بأن تتصدرالكويت العديد من الإحصائيات الدولية فيما يتعلق بالدول الأكثر سخاء في تقديم المساعدات الإنسانية حول العالم».
واشار الى انه «بناء على ما تقدم فإن الكويت ومن منطلق إيمانها بمبادئ المسؤوليات الأساسية الواردة في خطة العمل من أجل الإنسانية وفي إطار المسؤولية الأساسية الخامس «تمويل العمل الإنساني والاستثمار في البشرية» فإن الكويت ستسعى جاهدة لتفعيل الالتزامات الأساسية الثالثة والخامسة».
أردوغان يطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته وإصلاح مجلس الأمن
زعماء العالم بحثوا في قمة إسطنبول إصلاح نظام المساعدات الإنسانية
إسطنبول ـ وكالات: استضافت مدينة اسطنبول التركية، امس، قمة عالمية غير مسبوقة لإيجاد حلول جذرية نظام المساعدات الإنسانية العالمي الحالي.
ويشارك في القمة ستة آلاف شخص من 150 دولة عضوا في الأمم المتحدة، بينهم 57 من رؤساء الدول والحكومات.
وتهدف قمة اسطنبول التي ترعاها الأمم المتحدة إلى تطوير استجابة أفضل لما وصفته المنظمة بأنه أسوأ وضع إنساني عالمي منذ الحرب العالمية الثانية، كما تهدف إلى جمع المزيد من التمويل والتوصل لاتفاق بشأن رعاية النازحين المدنيين.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته خلال الجلسة افتتاحية للقمة، قادة الحكومات والأعمال ومنظمات الإغاثة والمانحين للالتزام بتقليل عدد النازحين إلى النصف بحلول عام 2030.
وقال كي مون «نحن هنا لنرسم مستقبلا مختلفا»، مضيفا «أحثكم على الالتزام بتقليل عدد النازحين إلى النصف بحلول عام 2030، كما ادعوكم لإيجاد حلول أفضل طويلة الأمد للاجئين والمشردين تقوم على تقاسم المسؤوليات بصورة أكثر عدلا».
وتابع «منذ الحرب العالمية الثانية لم نشهد اطلاقا هذا القدر من الأشخاص المضطرين لمغادرة ديارهم»، مضيفا «نحن هنا لصياغة مستقبل مختلف».
لكنه اعترف بأن «هذه المهمة ليست سهلة»، مؤكدا أن حقيق الأهداف يتطلب «إرادة سياسية على مقياس لم تعهده في السنوات الأخيرة».
من جهته، ناشد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في كلمته أمام القمة، المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته، مضيفا ان «النظام الحالي غير كاف (...) فالعبء يقع حصرا على عدد من الدول.
اليوم على الجميع تحمل مسؤولياتهم»، مذكرا باستقبال بلاده تستقبل نحو ثلاثة ملايين لاجئ، بينهم 2.7 ملايين سوري.
وأضاف الرئيس التركي ان «الحاجات تتزايد يوميا، لكن الموارد لا تتبعها بالضرورة»، منددا «بتهرب عدد من افراد المجتمع الدولي من مسؤولياته».
وانتقد اردوغان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قائلا: إنه يجب أن يضم أكثر من الأعضاء الخمسة الدائمين، وقال إنه «من غير المنطقي ومن غير المعقول ومن الظلم أن تحدد المصالح السياسية لخمس دول مصير كل الشعوب».
من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: إنه يتعين إدخال تحسينات على أسلوب توصيل المساعدات.
ودعت الى التوقف عن قطع الوعود الفارغة بالمساعدة، وقالت «قطعت وعودا فضفاضة ولاحقا لا تصل اموال المشاريع. يجب ان يتوقف ذلك».
وأضافت ميركل بالقول ان العالم مازال يفتقد الى انظمة مساعدات انسانية تناسب المستقبل.
وتابعت «نحن بحاجة الى اجماع دولي جديد لصالح احترام القانون الانساني الدولي»، متابعة «سواء في سورية او غيرها اننا نشهد تعرض مستشفيات ومرافق صحية للقصف المنهجي».
وفي السياق، أعلن وزير الخارجية الألمانية فرانك- فالتر شتاينماير زيادة مساعدات بلاده المالية التي تقدمها لصندوق الأمم المتحدة المركزي للتعامل مع حالات الطوارئ من أجل دعم الأشخاص في مناطق الأزمات.
وقال شتاينماير في قمة للعمل الإنساني: إن مساعدات بلاده سوف تزيد هذا العام بمقدار عشرة ملايين يورو ليصل إجماليها إلى 50 مليون يورو.