- رؤساء وملوك ومسؤولون يعزون القيادة القطرية ويشيدون بمناقب الفقيد
ودعت قطر امس الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي وافته المنية عن عمر ناهز الـ84 عاما.
وأعلنت الحداد لثلاثة أيام ابتداء من أمس، وقد ووري جثمانه الثرى في مقبرة الريان عقب الصلاة عليه في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب في الدوحة.
وجاء في بيان صادر عن الديوان الأميري بثته وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا) «ينعي الديوان الأميري فقيد الوطن المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي وافته المنية مساء امس الاول الموافق 23 أكتوبر الجاري عن عمر يناهز 84 عاما».
وأضاف «أمر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد بإعلان الحداد العام في كافة أنحاء الدولة على الفقيد الكريم لمدة ثلاثة أيام».
وعبر العديد من القطريين أيضا عن تعازيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان خليفة بن حمد آل ثاني أحد أوائل حكام قطر بعد استقلالها عن بريطانيا العظمى عام 1971.
وقد توالت برقيات التعازي في الأمير الراحل، حيث بعث سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة برقية تعزية إلى كل من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بوفاة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.
وأعرب عن خالص تعازيه وصادق مواساته، سائلا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
كما بعث سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة برقيتي تعزية ومواساة مماثلتين إلى إلى كل من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر وسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.
وبعث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني برقية تعزية إلى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بوفاة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء كرسها لخدمة وطنه وأمته.
وأعرب الملك عبدالله الثاني في البرقية عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بهذا المصاب الأليم داعيا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد الراحل بواسع رحمته وغفرانه وأن يسكنه فسيح جنانه ويلهم أمير دولة قطر والأسرة الحاكمة والشعب القطري الشقيق جميل الصبر وحسن العزاء.
كما قدم وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، العزاء في وفاة أمير قطر الأسبق، وقدم جاويش اوغلو في تغريدة نشرها في وقت متأخر مساء امس الاول على حسابه الرسمي على موقع «تويتر»، العزاء للعائلة الحاكمة في قطر وللشعب القطري، سائلا الله الرحمة للشيخ خليفة بن حمد، والصبر لعائلته ولشعب قطر.
وكان السفير الاسترالي في قطر أكسل وابنهورست من بين أوائل المسؤولين الذين قدموا تعازيهم بوفاة الامير الراحل.
وكتب على حسابه على تويتر انه يقدم تعازيه الى عائلة الامير الأسبق وجميع القطريين.
سخَّر كل إمكانات قطر لتحرير الكويت من الاحتلال الغاشم
تستذكر الكويت بكل التقدير الدور البارز للفقيد الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد (رحمه الله) في إعادة الحق الى أهله أثناء الغزو العراقي الغاشم عندما وضع (رحمه الله) جميع إمكانات قطر تحت تصرف الكويت، حيث صرح فور علمه بهذه الكارثة بأن العدوان العراقي على الكويت هز النظام العالمي بأسره.
وفور وقوع الغزو العراقي أمر سموه باستضافة المواطنين الكويتيين النازحين الى قطر استضافة كاملة على نفقة الحكومة القطرية وأمر بتشكيل «اللجنة القطرية العليا لشؤون الأشقاء الكويتيين» برئاسة شقيقه الأمير محمد بن حمد آل ثاني وانبثق عن اللجنة التي تولت مهمة المتابعة والإشراف على راحة المواطنين الكويتيين «المكتب التنفيذي لشؤون الأشقاء الكويتيين» والذي أوكلت اليه مهمة تنفيذ كل ما تصدره اللجنة من قرارات وتعليمات لخدمة المواطنين الكويتيين، وذلك بالتعاون والتنسيق مع السفارة الكويتية في الدوحة.
وقد تولت تلك اللجنة توفير المسكن المناسب للأسر الكويتية النازحة، فخصصت لهم في البداية تسعة فنادق، ثم قامت بعد ذلك باستئجار الشقق المفروشة الخالية من السكان لكي تنتقل اليها الأسر الكويتية لتشعر بالاستقرار ولتعيش حياتها الطبيعية الى حين تحرير الأرض والعودة الى الديار.
كما قام المكتب التنفيذي لشؤون الأشقاء الكويتيين بصرف مساعدة مالية نقدية عاجلة مقدارها ثلاثة آلاف ريال قطري لكل أسرة لها ملف في سفارة دولة الكويت بالدوحة كمساعدة، كما قدم المكتب مبلغ ثلاثمائة ريال قطري لكل طفل كويتي ولد على أرض دولة قطر بأمر من سمو الأمير الراحل الشيخ حمد بن خليفة (رحمه الله) ومن حسابه الشخصي.
أما وزارة الإعلام فقد سخرت كل إمكانياتها وأجهزتها لخدمة قضية الكويت العادلة وإبراز عدالتها وحشد التأييد الشعبي العارم حولها، وتولى الاعلام القطري المسموع والمقروء والمرئي تغطية كل النشاطات التي قامت بها اللجنة الشعبية الكويتية وسفارة دولة الكويت والجمعيات والهيئات واللجان القطرية لدعم صمود الكويتيين في الداخل والخارج وتقديم كل صور الدعم لهم.
وفي كلمته أمام مجلس الشورى القطري، قال سمو الأمير خليفة بن حمد رحمه الله: إن هذا العدوان على دولة الكويت الشقيقة لم تقتصر آثاره المدمرة على منطقة الخليج وأمنها واستقرارها فقط، بل انه بما انطوى عليه من انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية والقيم المرعية هز النظام العالمي بأسره والأمن والسلام الدوليين.
وأشار الى أن ما اتخذه مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس التعاون لدول الخليج العربية من قرارات أجمعت كلها على وجوب انسحاب القوات العراقية من الكويت فورا ودون قيد أو شرط وعودة سلطة الحكم الى أصحابها الشرعيين بقيادة أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح (رحمه الله).
وقد شاركت قطر بقواتها المسلحة في الجهد العسكري الدولي لتحرير دولــة الكويت بشكل أثار تقدير وإعجاب كبار العسكريين الذين اشتركوا في عملية «عاصفة الصحراء»، وكان لدورها البارز في معركة الخفجي في المملكة العربية السعودية أكبر الاثر عندما تصدت بعض وحداتها العسكرية الى جانب وحدات من الجيش السعودي ووحدات من دول التحالف لهجوم عراقي استهدف تلك المدينة في عملية استعراضية لمحاولة رفع الحالة المعنوية المتدهورة للجنود الغزاة.
وعندما بدأت المعركة البرية دخلت القوات القطرية بتوجيهات من الأمير الراحل الى جانب القوات الشقيقة والصديقة الى أرض الكويت لتطهيرها من بقايا الغزاة المحتلين الذين شتتتهم الحرب الجوية، ولذلك فقد أطلق النظام البائد صاروخا في اتجاه العاصمة القطرية الدوحة، إلا أنه ولله الحمد سقط في منطقة غير مأهولة بالسكان ولم يحدث أي خسائر.
وقد تكلل هذا النجاح والجهد عندما دخلت القوات القطرية الى العاصمة الكويتية يوم 27 فبراير ورفعت علم دولة قطر الشقيقة فوق السفارة القطرية وسط مشاعر الود والترحاب البالغة من قبل المواطنين الكويتيين الذين صمدوا أمام المحنة وتحملوا آلام وصعاب الغزو وظلم وبغي الطغاة الغاصبين الى أن تحقق النصر المبين.
"الأمير الأب" في سطور
سادس امراء دولة قطر الشقيقة، وهو أحد أبناء الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني، عين وليا للعهد في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني، في 22 فبراير 1972 تولى مقاليد الحكم.
في عهده انضمت قطر الى جامعة الدول العربية، وساهمت بتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، كما زاد انتاجها من البترول، وتم تصدير أولى شحنات الغاز الطبيعي عام 1991.
والأمير الراحل، الذي كان يحمل داخل قطر لقب «الأمير الأب»، هو سادس حكام قطر، حيث تولى الحكم خلال الفترة بين 1972 و1995.
وولد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني عام 1932، وتدرج في المناصب حتى تم تعيينه وليا للعهد عام 1960.
وقبل ولاية العهد كان قائدا لقوات الأمن ومسؤولا عن المحاكم المدنية في دولة قطر، إلى أن أصبح وليا للعهد في 24 أكتوبر 1960، ثم تولى منصب وزير المالية في 5 نوفمبر 1960.
وشكلت أول وزارة في دولة قطر طبقا لأحكام النظام السياسي المؤقت في 29 مايو 1970 التي تولى فيها منصب رئيس الوزراء، بالإضافة إلى منصب وزير البترول مع احتفاظه بمنصبي ولي العهد، ووزارة المالية، ليكون هو أول رئيس وزراء لقطر.
وخلال ولايته للعهد، أعلن الشيخ خليفة في 3 سبتمبر 1971، خطاب استقلال قطر عن الاستعمار البريطاني.
وبعد شهور قليلة من استقلال البلاد، تولى الحكم في 22 فبراير 1972، فشرع في عملية إعادة تنظيم الحكومة، وكان أول عمل قام به في هذا الاتجاه تعيين أول وزير للخارجية بقطر، وفي 19 أبريل من العام ذاته عدل الدستور.
وفي فترة حكمه، تمت إقامة علاقات ديبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء، وساهمت قطر في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، كما شارك الجيش القطري في حرب تحرير الكويت عام 1990 بقوات برية وبحرية وجوية تمثل 23% من إجمالي القوات المسلحة القطرية.
كما عملت قطر في عهده على تنمية الروابط والتعاون بينها وبين الشعوب والدول الإسلامية، وكانت على رأس الدول التي خصصت نسبة من دخلها القومي لدعم ومساعدة دول العالم الثالث، وتوجت تلك الجهود بإعلانها في أكتوبر 1990 إلغاء جميع الديون والفوائد المستحقة لدولة قطر على الدول النامية.
على الصعيد الداخلي، شهدت دولة قطر في عهده عملية تطوير واسعة النطاق، حيث ارتفعت عائدات البلاد من النفط نتيجة لزيادة عدد اتفاقيات الشراكة في الإنتاج، والتي وقعتها الحكومة مع عدد من شركات النفط الأجنبية، وبدأ إنتاج الغاز الطبيعي أوائل عام 1990 في حقل الشمال الذي يعتبر ثاني اكبر حقل منفرد للغاز غير المصاحب في العالم، وتم تصدير أول شحنة غاز في عام 1991.
واهتم الشيخ خليفة بالتعليم والصحة، حيث تم خلال فترة حكمه إنشاء جامعة قطر عام 1977، والتي تطورت وتوسعت وتعددت أنشطتها وكلياتها عاما بعد عام.
وفي المجال الصحي والرعاية الصحية تم إنشاء مؤسسة حمد الطبية عام 1979، وهي مؤسسة الرعاية الصحية العامة الأولى في دولة قطر، التي توفر الرعاية الصحية لسكان الدولة، في خطوة مثلت علامة فارقة في مسيرة الخدمات الصحية.
أيضا تم في عهده إنشاء الخطوط الجوية القطرية في عام 1994 كناقل وطني للدولة.
وفي إطار اهتمامه بالرياضة، أنشئ في عهده ستاد خليفة الدولي عام ١٩٧٦ الذي مازال يحمل اسمه حتى الآن، ومنذ ذلك التاريخ وهو يعد القلب النابض للأحداث الرياضية التي تشهدها قطر، وجار تحديثه حاليا ليكون أحد ملاعب مونديال 2022.
وفي يونيو 1995، انتقل حكم البلاد من الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني إلى ولي عهده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر السابق.