- وجود لودريان على رأس «الخارجية» الفرنسية يتيح فرصاً للتعاون والتفاهم والتنسيق
أسامة دياب
أشاد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله بقوة ومتانة العلاقات الكويتية ـ الفرنسية والتي وصفها بالمتميزة والمتطورة على مختلف مجالات التعاون، لافتا إلى أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين تعكس مدى عمق هذه العلاقة، متمنيا أن تستمر هذه الزيارات في المستقبل بما فيه صالح البلدين الصديقين.
وأعرب الجارالله، في تصريحات للصحافيين على هامش مشاركته في الحفل الذي أقامته السفارة الفرنسية مساء اول من امس بمناسبة العيد الوطني، عن أمله في أن تكون الرئاسة الشابة لدولة فرنسا الصديقة بقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته الجديدة تجسيدا لعلاقات تاريخية بين فرنسا ودول مجلس التعاون الخليجي، لافتا إلى أن تعيين وزير الخارجية الجديد جان إيف لودريان ـ والذي يعتبر صديقا للكويت ودول المنطقة ـ سيؤسس لمرحلة جيدة من العلاقات الوثيقة مع الاصدقاء في فرنسا.
ولفت الجارالله الى تنوع أوجه التعاون بين البلدين وتعدد جوانبه بما فيها الأنشطة التجارية والاستثمارية المتميزة بالإضافة إلى التعاون العسكري والتعاون الثقافي، والتواصل المستمر مع الحكومة الفرنسية، مبينا أن أعدادا كبيرة من السائحين الكويتيين يزورون فرنسا سنويا، وهو ما يعكس عمق العلاقات على المستوى الشعبي.
وردا على سؤال حول مستقبل التعاون بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية بعد تعيين وزير الخارجية الفرنسي الجديد شغل منصب وزير الدفاع قبل ذلك، أوضح الجارالله أن جان ايف لودريان كان وزيرا للدفاع في الحكومة السابقة لمدة 5 سنوات وكان من أنجح وزراء الدفاع الفرنسيين ولديه خبرة كبيرة، فضلا عن علاقاته المتميزة بدول المنطقة، مشيرا إلى أن وجوده على رأس وزارة الخارجية شي جيد جدا، ما يتيح للكويت ودول مجلس التعاون الخليجي الفرصة للتعاون والتفاهم والتنسيق ويتيح للجانب الفرنسي فرصة لتفهم قضايا وهموم المنطقة وتطلعاتها.
وعن الاجتماع الوزاري الخليجي التحضيري لقمة الرياض الخليجية ـ الأميركية والقمة التشاورية على مستوى القادة، قال الجار الله: إن هذا الاجتماع اجتماع دوري تحضيري يسبق القمم الثلاثة التي ستستضيفها الرياض، وسيؤكد على تعزيز التحالف ما بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة والعمل على تحقيق الآمال المرجوة من انعقادها في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وحول رؤيته للانتخابات الرئاسية في ايران التي ستجرى اليوم، قال الجارالله: نحترم خيارات الشعب الايراني ونتمنى للقيادة الايرانية الجديدة التي سيختارها الشعب ان تولي العلاقات مع دول مجلس التعاون ومع دول المنطقة أهمية مضاعفة وان تؤكد على ما نتطلع اليه دئما لإقامة علاقات طبيعية معنا على أسس أكدناها ونكررها دائما، وهي احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وحسن الجوار.
نخلة: فرنسا تعتمد على الكويت وسياستها الإقليمية المعتدلة
أكد السفير الفرنسي لدى البلاد كريستيان نخلة أن الانتخابات الفرنسية حظيت بمتابعة حثيثة في الكويت، موضحا أن فرنسا الآن تحت قيادة الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون وحكومته الجديدة التي من شأنها البناء على العلاقات المميزة مع السلطات العليا للكويت.
وتابع نخلة في كلمته خلال الحفل قائلا: لقد كان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد من بين رؤساء الدول الأوائل الذين بعثوا إلى رئيسنا ماكرون رسالة تهنئة، مذكرا فيها بتميز العلاقات الثنائية.
وأود أن أشكره، كما أود أن أشكر أيضا السلطات الكويتية العليا على مساهمتهم في توطيد علاقات ثنائية غنية وتاريخية بين بلدينا، بدءا من سمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء والحكومة الكويتية برمتها ورئيس مجلس الأمة، لافتا إلى أنه أينما ذهب في الكويت تستقبل فرنسا بروح الصداقة والود، سواء في المحادثات الرسمية، أو خلال المقابلات الشخصية في الديوانيات أو مع الأسر الكويتية.
وأشار نخلة إلى أن فرنسا تعتمد على الكويت وسياستها الاقليمية المعتدلة، معربا عن أمله في أن تشهد الفترة القادمة زيارات ثنائية رفيعة المستوى وتوطيد واضح للعلاقات الاقتصادية، لافتا إلى مشاريع ضخمة سترى النور قريبا مثل المستشفى الفرنسي غوستاف روسي لمعالجة الأورام الذي من المنتظر أن يتم افتتاحه قريبا.
وأضاف: كان لي الشرف خلال الاشهر الاخيرة تسليم أوسمة إلى أقرب شركائنا، سواء كان وسام الاستحقاق الوطني أو الوسام الوطني لجوقة الشرف، كإشارة على اعتراف فرنسا بالروابط وأواصر الصداقة التي تربطنا بأقرب أصدقائنا.أود بهذه المناسبة أن أشكر رعاة هذا الحفل الذين ساعدونا بسخاء لإقامة هذا الاستقبال.
كما أود أن أتوجه بالشكر الجزيل لكم جميعا على وجودكم إلى جانب فرنسا في هذا اليوم الذي تحتفل فيه بعيدها الوطني، في حين أشكر فريق عمل السفارة النشيط والحيوي، الذي يقوم بعمل رائع لصالح العلاقات الثنائية بين بلدينا. شكرا لفندق مارينا على هذا الاستقبال الرائع، ولفريق التنظيم ولطلاب المدرسة الفرنسية.
بحث ملف الشنغن مع لودريان في زيارته المقبلة للكويت
عن دعم فرنسا لملف الكويت لإلغاء تأشيرة الشنغن، قال الجارالله: سبق أن أثرنا موضوع الشنغن مع الحكومة الفرنسية السابقة ولمسنا تجاوبا منها ونتمنى ان يستمر هذا التجاوب من الحكومة الجديدة وان نرى خطوات عملية تمكن الكويت من الوصول الى هذا الهدف، لافتا إلى أن هذا الموضوع من أهم الملفات التي ستناقش مع وزير الخارجية لودريان في حال زيارته للكويت، موضحا ان الكويت كانت تتطلع الى زيارة وزيري خارجية فرنسا وألمانيا لافتتاح سفارة بلديهما الجديدة في الكويت والتي تعد اول تجربة في العالم تجمع سفارتين في مبنى واحد، متطلعا الى ان تتم هذه الزيارة خلال هذا الصيف او ما بعده بعد ان أجلت بسبب الانتخابات الفرنسية، مبينا أن هذه الزيارة ستعد فرصة لبحث العديد من القضايا مع أصدقائنا في فرنسا وألمانيا.
دعوة السودان لحضور قمة الرياض
عن الدعوة التي وجهت للرئيس السوداني عمر البشير لحضور قمة الرياض العربية الاسلامية ـ الأميركية، أكد الجارالله أن السودان دولة عربية واسلامية ومن الطبيعي ان توجه لها دعوة لحضور هذه القمة اضافة الى ان الجميع يدرك ويتابع الانفراجة في العلاقات الأميركية ـ السودانية وما أعلنته الادارة الأميركية بخصوص رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب والداعمة له، واصفا ذلك بالتطور الايجابي وخصوصا ان السودان يقوم بدور كبير ومهم في محاربة الارهاب ضمن التحالف العربي.
الانتهاء من تنقلات الإداريين والديبلوماسيين
حول التنقلات الجديدة في وزارة الخارجية، أوضح الجارالله أنه تم الانتهاء من تنقلات الإداريين والديبلوماسيين وهي تنقلات تحدث دائما في مثل هذا التوقيت من كل عام، لافتا الى ان التنقلات والترقيات الخاصة بالسفراء لم يتم البدء فيها إلى الآن لأن هذا الموضوع يتم بحثه مع النائب الاول لسمو رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، مشيرا الى انه من المبكر تحديد طبيعة وحجم هذه الحركة واكد ان موضوع الكادر لا يزال محل اهتمام من النائب الاول لسمو رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ونتمنى ان نتمكن من الوصول الى صيغة لتنفيذه.