- صاحب السمو الأمير رجل مصالحة ولديه خبرة وشخصية قادرة على حلّ مشاكل المنطقة
- لمسنا في الكويت مرونة واستعداداً وتقديراً للظروف ونأمل جمع مبلغ محترم لإعمار العراق في مؤتمر المانحين بداية العام المقبل
- الأكراد لا يعيشون حالة انكسار لكن بعض الأحزاب الكردية أساءت التقدير واعتمدت على التاريخ وليس الجغرافيا
- لم أناقش قضايا تفصيلية وإنما أهدف لفتح الباب أمام الجهات في البلدين لمعالجة الملفات كل في اختصاصه
- لمسنا في الكويت مرونة واستعداداً وتقديراً للظروف ونأمل جمع مبلغ محترم لإعمار العراق في مؤتمر المانحين بداية العام المقبل
- عارضنا المطالبات بإزاحة الأسد من رئاسة سورية قبل البحث عن بديل والحل في انتخابات يقرر نتيجتها الشعب السوري بعد المرحلة الانتقالية
- نفضل 3 أعوام من الحوار على الحرب ولو ليوم واحد
محمد بسام الحسيني
ذكر الرئيس العراقي د.فؤاد معصوم أن موقف بلاده بالتحفظ على البندين الخاصين بإدانة التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية ينبع من خصوصية العراق وعلاقاته بدول الجوار «فنحن لسنا مع السعودية ضد إيران ولا مع إيران ضد السعودية»، مضيفا إن المسائل جميعها في المنطقة يجب أن تحل بالحوار فـ «ثلاث سنوات من الحوار أفضل من يوم حرب».
وقال الرئيس العراقي، الذي قام بزيارة للكويت لمدة يوم واحد بدعوة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، في لقاء مع الصحافيين أمس انه لم يأت لمناقشة تفصيليه لأي من الملفات بين البلدين وإنما لفتح الباب أمام حكومتيهما للتعاون عبر مختلف الوزارات والجهات المعنية لحل المشاكل «فنحن ندق الباب ليُفتح ثم نقول للجهات ان يتفضلوا ويُناقشوا المسائل»، مضيفا: انه خلال لقاءاته مع المسؤولين في الكويت وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير وجد «مرونة واستعدادا وتقديرا للظروف».
وأعرب عن أمله في نجاح مؤتمر المانحين لإعادة إعمار المناطق العراقية المحررة المقرر عقده في الكويت العام المقبل في تحقيق دعم جيد من الدول المانحة، متوقعا ان ينعقد في الأشهر الثلاثة الأولى من 2018.. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أوضح الرئيس د.معصوم انه يزور البلاد بناء على دعوة رسمية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، واصفا العلاقات بين البلدين بـ «الجيدة» بعدما تجاوزا الممارسات الخاطئة للنظام السابق، مضيفا ان «علاقات الشعبين لا تحمل الضغينة ولا العدوان».
تقدير مواقف الأمير
وأكد تقدير العراق لمواقف صاحب السمو الأمير لاسيما حضوره الى القمة العربية في بغداد 2012 والمساعدات الكويتية الإنسانية لمن تضرروا من الأعمال الإرهابية لـ «داعش» و«القاعدة» في العراق.
ووصف لقاءاته بالمسؤولـين الكويتييـن بـ «الممتازة»، مشيرا الى انه وجد في الكويت إصرارا على تطوير العلاقات.
وتابع: نسمع في كل البلدين بعض الآراء المضادة للآخر لكنها بطبيعة الحال لا تعكس إلا رأي أصحابها ولا تمثل المواقف الرسمية.
مناقشة العموميات
ونفى د.معصوم أن يكون قد ناقش تفصيلات القضايا الثنائية الأساسية مثل الديون والتعويضات والحدود المائية وقضية خور عبدالله قائلا: إنه لا يملك التفاصيل التقنية لكل هذه الأمور انما هو يتحدث بالعموميات ومبادئ التعاون ليفتح الطريق أمام الجهات المعنية في الجانبين لمواصلة التعاون على حلها.
مؤتمر إعادة الإعمار
وعن اجتماع مؤتمر المانحين لإعادة إعمار المناطق العراقية المحررة قال انه يتوقع ان يُعقد في الكويت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام المقبل، وردا على سؤال عن ان مبلغ إعادة الإعمار للمناطق المتضررة يقدر بـ 100 مليار دولار، قال د.معصوم: هذا مبلغ ضخم وبالتأكيد نحن لا نعول على جمعه وانما نأمل بالخروج برقم محترم يساعدنا على مواجهة التحديات بدعم من الدول المانحة والهيئات الدولية.
وأشار الى انه، وبعدما أسقطت دول مجموعة باريس 80% من ديون العراق، أعلنت العديد من الدول الأخرى انها تنظر في الموضوع عند حضورها إلى الكويت.
الاستثمارات
وعن الاستثمارات في العراق أكد ان العراق يستعيد تعافيه وحريص على توفير الأمن للمستثمرين، وأشار الى ان سامي رؤوف الأعرجي مسؤول الاستثمارات في العراق موجود ضمن الوفد لمناقشة تفاصيل الاستثمارات مع الجانب الكويتي، داعيا الشركات الكويتية للعب دور في مشاريع البنية التحتية في بلاده.
الوضع السوري
وعن الأوضاع في سورية، قال: أمن سورية من أمن العراق، «وفي الماضي كنا نقول انه ليس بين الشام والعراق حد، هدم الله ما بنوا من حدود»، وقد كنا مختلفين مع كثير من الجهات خارج العراق حول مستقبل سورية والاصوات الداعية لإزاحة الرئيس بشار الأسد قبل البحث عن بديل، وكنا دائما نقول ان الحل في انتخابات يقرر نتيجتها السوريون، واليوم بعد الانتصارات الاخيرة في سورية نجد انه من غير المقبول التشبث بالمواقف، ولا بد من فترة انتقالية ثم انتخابات بإشراف دولي تحدد من يختاره السوريون وتنبثق منها الشرعية.
الأزمة الخليجية
وعن الأزمة الخليجية، قال انه ليس من مصلحة العراق اي صراع بين دول المنطقة وانه دائما يفضل الحوار، مثمنا دور صاحب السمو الأمير في الوساطة بين الفرقاء الخليجيين، مشيرا إلى أن سموه رجل مصالحة ولديه الخبرة في حل مشاكل المنطقة.
إيران وحزب الله
اما عن الأزمة مع ايران وتحفظ العراق على بندين في قرار الاجتماع الوزاري بالجامعة العربية في القاهرة اول من امس والمتعلقين بإدانة التدخل الايراني في شؤون دول المنطقة وتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة ارهابية، أشار معصوم الى ان موقف بلاده ينبثق في خصوصيته وحدوده مع جيرانه ومنهم السعودية وايران «ونحن لسنا مع السعودية ضد ايران ولا مع ايران ضد السعودية، ويمتنع العراق عن اقحام نفسه مع طرف ضد آخر».
العلاقة مع السعودية جيدة
وتابع: نحن علاقتنا بالاساس مع السعودية جيدة، وعندما توليت الرئاسة أول بلد زرته هو السعودية، وقبل ان اذهب والتقي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جدة مررت بالنجف والتقيت بالمراجع وعلى رأسهم السيد السيستاني، وجميعهم اجمعوا على ان تكون العلاقات جيدة بين العراق والمملكة، واستذكر قول الملك عبدالله بأن العلاقة بين دول المنطقة يجب الا تُبنى على اساس ديني او مذهبي.
واضاف: وعند وفاة الملك عبدالله ذهبنا وقدمنا تعازينا واكدنا دائما على اننا لسنا ضد المملكة.
القوات الأجنبية
وعن القوات الأجنبية الموجودة في العراق، اكد انها تراجعت كثيرا ولم تعد موجودة الا بأعداد قليلة تحمي المستشارين الموجودين والذين يحتاجهم العراق، لكن القوات العراقية باتت تفرض سيطرتها وتضمن امن ووحدة البلاد.
وضع الأكراد
وعن وضع اكراد العراق، اكد انهم «لا يعانون حال انكسار ولكن بعض الاحزاب كان تقديرها غير دقيق واعتمدت على التاريخ بدل الجغرافيا»، أما الآن فالكل مقتنع بأن وحدة العراق اساسية وحتى من كانوا مع الاستفتاء تراجعوا وقبلوا بقرار المحكمة الاتحادية، وقال ان المادة 140 من الدستور الخاصة بالمناطق المتنازع عليها لا تخص كردستان فقط وليس هناك تدخل من جانب إيران أو تركيا لزيادة النفوذ في المناطق العراقية المتنازع عليها.
الدستور العراقي
وعن الدعوات لإعادة النظر في الدستور العراقي ودوما يقال انه كتب بلغة دينية وسياسية وليس بلغة قانونية، قال د.معصوم: الدستور كُتِب في ظروف بالغة الدقة وعلى اساس حماية المكونات الشيعي والسني والكردي وايضا المكــونـات الاخــرى مثل التركــماني والمـسيحي، وكان هناك هاجس وقلق من المستقبل ومن الماضي، وهو ناجح لناحية الحريات والديموقراطية، والكثير من الامور، لكن فيه بعض نقاط الضعف والمشاكل على مستوى الشؤون الادارية للبلد، ولذلك نظريا تعديل الدستور ممكن لكن عمليا صعب حاليا.
ثالث رئيس عراقي يزور الكويت بعد الاحتلال
تعد زيارة الرئيس معصوم ثالث زيارة لرئيس عراقي الى الكويت منذ العام 1990 بعد زيارة غازي الياور في 2004 والراحل جلال طالباني في 2008.
المقارنة مع وضع الرئيس اللبناني
لم يُجب الرئيس معصوم بـ «نعم» أو «لا» على سؤال «الأنباء» عما إذا كان بوجود الحشد الشعبي في العراق يشعر بأنه بنفس موقف الرئيس اللبناني ميشال عون إزاء حزب الله في لبنان بظل ضغوط دولية وعربية لعدم القبول بقوى عسكرية خارج الجيوش النظامية، إلا انه قال «ليس من مهام العراق ان يكون ضد تماسك حكومة ائتلافية في لبنان وإذا كان هناك خلاف بين الدول العربية فإنه يحل بالحوار لا بالقتال».
وعن رأيه بسؤال آخر لـ «الأنباء» بأن «صواريخ باليستية تعبر سماء دول في المنطقة وكيفية حل المسألة» جدد تأكيده على ان الحل لا يكون بالحرب وإنما بالحوار.
الحضور
حضر اللقاء الى جانب الإعلاميين من الكويت والإعلاميين العراقيين المرافقين للرئيس السفير العراقي لدى الكويت علاء الهاشمي وطاقم السفارة.