قال الإعلامي نواف الفليح الشمري إن أهل الكويت كبيرهم وصغيرهم يحملون في قلوبهم نفحات حب يبثونها لسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في الذكرى الرابعة لتزكية سموه وليا للعهد والإجماع الشعبي والبرلماني على هذه التزكية منطلقين من مبدأ من تواضع لله رفعه، ومن تواضع للشعب أحبه واحترمه وقدره، مضيفا أن هذه حقيقة لمسها أهل الكويت وخبروها جيدا بتعاملهم المباشر والطويل مع سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الذي اختاره صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ليكون له عضيدا وعونا، فكان نعم الاختيار بشهادة القاصي والداني من أهل الكويت في الداخل ومن الأشقاء والأصدقاء في الخارج.
وأضاف الشمري أن الكويتيين عرفوا سمو الشيخ نواف الأحمد منذ أمد طويل وانطبع في قلوبهم وعقولهم شيخا للتواضع والرحمة وعنوانا للإنسانية والمحبة والعدل، عاش بينهم واحدا منهم لأنه مؤمن بكل عمق وصدق بأنه واحد منهم. عرف الكويتيون في سموه المصداقية والشفافية والطوية النقية فارتاحوا واطمأنوا. عرف الكويتيون في سموه اللين في التعامل والحزم الشديد في الحق فأصبح اسم سموه لديهم حكما لا يقبل الطعن أو النقض أو الاستئناف، لأنه قرار نهائي صحيح ومدروس يضع مصلحة الكويت وأبناء الكويت فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف.
ومع تدرج سمو الشيخ نواف الأحمد بين المناصب والمراكز، ومع مرور الأيام والسنين تراكمت قصص ومآثر كثيرة رواها الناس لبعضهم البعض يتحدثون عن نبع الإنسانية والتواضع.
وبين الشمري أن الناس تناقلوا الروايات والحكايات، روايات وحكايات كثيرة جسدت شخصية سمو الشيخ نواف الأحمد المتواضع كرجل استثنائي في زمن طغت عليه الماديات، ولكن الذي لم يسمع عنه الناس ولم يروه أكثر مما سمعوه ورأوه، فسمو الشيخ نواف الأحمد يؤثر أن يعمل بصمت دون ضجيج، وقد بدأ هذا العمل النبيل منذ البدايات حين كان محافظا لمحافظة حولي يجوب الشوارع في الليل ليطمئن على راحة الناس ويدخل في حل مشاكلهم حين يلجأون إليه بكل سرية وأمانة، والآن سمو الشيخ نواف الأحمد يحصد خير ما زرع من حب وتواضع وحكمة وحزم.
واليوم يتجدد الأمل مرة أخرى بالذكرى السنوية الرابعة لتولي سمو الشيخ نواف الأحمد ولاية العهد، أربع سنوات مرت على تولي سموه منصب ولاية العهد، أربع سنوات شهدت الكثير من الأحداث الداخلية والخارجية، أربع سنوات استطاع من خلالها صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين قيادة الكويت بكل سلاسة ويسر إلى بر الأمان وسط عواصف التجاذبات الداخلية والأزمات العالمية، أربع سنوات عكست التعاون والتطابق والمحبة بين قطب القيادة الحكيمة الكبير صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وقطب المساندة والدعم الحقيقي والوطني الصادق سمو الشيخ نواف الأحمد.
واسترجع الشمري تاريخ الكويت المعاصر، حيث أكد أنه ارتبط ارتباطا وثيقا بشهر فبراير، فقد شهد هذا الشهر استقلال الكويت الحديث وتحريرها الأحدث وشهد أيضا تسمية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الذي أثبت ويثبت كل يوم أن صاحب السمو الأمير أحسن الاختيار بحنكته وخبرته الطويلتين وبعد نظره وحسه السياسي الذي لا يضاهى، مضيفا أن هذه الفترة التي مرت على ولاية العهد لم تكن بالأمر اليسير الهين، بل تخللها العديد من الصعوبات والعقبات، ولكن الخبرة والحكمة والصبر التي يتمتع بها سمو ولي العهد كان الحل الشامل والدواء الشافي لتخرج مؤسسة ولاية العهد بإنجازات كبيرة تمثلت بتفادي الأزمات.
وأضاف الشمري: لقد كانت بداية سمو ولي العهد منذ نشأته تنبئ بمستقبل مشرق واعد، حيث نشأ سموه وترعرع في بيوت الحكم منذ ولادته، وهي بيوت تعتبر مدارس في التربية والتعليم والالتزام والانضباط، وإعداد وتهيئة حكام المستقبل. وكان أول منصب رسمي يتقلده سمو ولي العهد منصب محافظ محافظة حولي حيث تمكن سموه من بسط الأمن والأمان والطمأنينة في نفوس السكان وظل سموه يحمل على كاهله مسؤولية محافظة حولي لمدة ستة عشر عاما.
وبعد ذلك تم اختيار سموه ليشغل منصب وزير الداخلية حيث كان هاجس سموه في بداية تسلم حقيبة وزارة الداخلية أن يحفظ لهذا الوطن أمنه واستقراره وان يحمي حرية المواطن وكرامته. وقد رسم سموه في هذا المنصب الخطوط العريضة التي ميزته مثل ترسيخ الأمن وحماية المجتمع وسيادة القانون واللمسة الإنسانية التي غلفت عمل سموه في كل المراحل والفترات، حيث فتح المجال واسعا أمام العاملين بالوزارة من مدنيين وعسكريين لمواصلة تحصيلهم العلمي بإيفادهم في بعثات دراسية وأضفى سموه على طبيعة الإجراءات الأمنية لمسة إنسانية لا تحجب صلابتها وإنما تضيف إلى هذه الصلابة معاني الانتماء والفداء ومشاعر الأسرة الواحدة.
ثم تقلد سموه منصب وزير الدفاع، حيث قام بتطوير العمل بشقيه العسكري والمدني، وعمل على تحديث وتطوير معسكرات وزارة الدفاع ومدها بكافة الأسلحة والآليات الحديثة لتقوم بواجبها الوطني في الدفاع عن الكويت وحمايتها من المخاطر الخارجية. وقد اتخذ سموه أثناء توليه حقيبة الدفاع العديد من القرارات الحاسمة التي كان لها أبلغ الأثر على مستقبل الكويت فيما بعد وأبرزها تصدى سموه بكل قوة وحزم للاحتلال العراقي الصدامي في 2/8/1990 واتخذ القرارات الحاسمة في مواجهته وتجنيد كل الطاقات العسكرية والمدنية من اجل تحرير الكويت، حيث عمل سموه على عدة محاور وهي قيادة المقاومة الباسلة والشجاعة ضد المحتل الغاصب وتأمين وصول الشرعية الكويتية الممثلة بسمو أمير البلاد آنذاك الشيخ جابر الأحمد وسمو ولي عهده الشيخ سعد العبدالله إلى موقع آخر بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، فتلك كانت الخطوة الأهم للمقاومة وإدارة شؤون البلاد وإحباط الاحتلال. والمحور الثالث تمثل في قيادته للجيش ورفع معنوياته تأهبا لمعركة التحرير. وبالفعل فقد تمكن سمو الشيخ نواف الأحمد من تعزيز قدرات القوات الكويتية لتكون طلائع جيوش الأشقاء والأصدقاء لتحرير الكويت حتى مَنّ الله علينا بنعمة التحرير، وهكذا فسمو الشيخ نواف الأحمد يعتبر واحدا من أبطال حرب تحرير الكويت، كما كان سموه من قبل العين الساهرة التي تحرس الكويت وهو وزير للداخلية.
وبعد ذلك تولى سموه منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث تم تكليف سموه بحقيبة هذه الوزارة ليترجم كل مبادئه الإنسانية إلى أفعال واضحة منها زيادة المساعدات الاجتماعية وإنشاء مستشفى خاص لنزلاء دور الرعاية الاجتماعية من المسنين داخل مجمعهم لتجنيبهم عناء الانتقال للمستشفيات العامة وأولاهم رعاية خاصة وعين لهم كادرا متخصصا من الأطباء.
أما المنصب الخامس الذي تولاه سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد فقد كان نائبا لرئيس الحرس الوطني، حيث ترك سموه بصمات واضحة لإعادة ترتيب وتنظيم الحرس الوطني وتحقيق التوافق والتوازن بين الجندي والإنسان.
ومرة أخرى ولما تقتضيه الضرورة يتولى سموه منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية، حيث اعتبر سموه منذ ذلك الحين الأب الروحي لرجال الأمن والمؤسس الحقيقي لوزارة الداخلية بشكلها الحديث وإداراتها المختلفة خلال تولي سموه مسؤولية الوزارة على مدى فترتين.
وأكد الشمري انجازات سمو الشيخ نواف الأحمد وهو يقود هذه المؤسسة الأمنية الراسخة والتي يشهد بها الجميع، ومنها اهتمام سموه الكبير بحماية أمن الوطن ووضع الاستعدادات والخطط الاحترازية لمواجهة أي طارئ ومتابعة سموه عملية التحديث المستمرة التي بدأها في جميع قطاعات وزارة الداخلية والتي تهدف إلى توفير احدث الأساليب التقنية في أكثر دول العالم تقدما ووضعها في أيدي رجال الأمن ليتمكنوا من مواجهة مخاطر الإرهاب ومكافحة الجريمة مزودين بأحدث الانجازات العلمية وتطبيقاتها في مختلف مجالات الأمن.
وختم الشمري بأن الإجماع الشعبي والبرلماني والسياسي على مبايعة سمو الشيخ نواف الأحمد وليا للعهد جاء من معرفة أبناء الكويت بشخص سموه ومعايشته لهم بجميع أمورهم واهتمامه البالغ بمشاكلهم.