- الوعلان: لا نريد أن يظهر علينا «نشاز» ويشكك في وطنيتنا
- الحربش: الوحدة الوطنية ليست فئوية بل مسؤولية جماعية
- الطاحوس: يفرزون المجتمع من خلال الإعلام الفاسد وعلينا ألا ننجر خلفهم
عبدالهادي العجمي
شدد النواب مبارك الوعلان ود.جمعان الحربش وخالد الطاحوس على أن الوحدة الوطنية تعتبر خطا أحمر لا يجب المساس بها من أي طرف أيا كان موقعه أو مركزه، مؤكدين ان وزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله قد تقاعس في تأدية واجبه ضد من حاول اثارة هذه البلبلة التي كادت أن تهدد نسيج المجتمع الكويتي. جاء ذلك خلال ندوة «حماية الوحدة الوطنية.. استحقاق وطني» والتي أقيمت بديوان رئيس نقابة العاملين في الهيئة العامة للصناعة وليد المجني بمنطقة الفيحاء حضرها العديد من الشخصيات السياسية والناشطين السياسيين.
التشكيك في الوطنية
وكانت البداية مع النائب مبارك الوعلان الذي تحدث قائلا: مما يؤسف له انه بعد هذه السنوات نتحدث عن الوحدة الوطنية، فبالأمس القريب عندما حدث الاحتلال العراقي سطرت ملاحم من أهل الكويت، ودماء الشهداء اختلطت على أرض الكويت ولم تجد أحدا قال: هذا بدوي وهذا سني، وان هذا حضري وهذا شيعي، وقد التفوا حول أسرة الخير أسرة آل صباح لتأكيد محبتها، فالاخلاص والولاء لهذه الاسرة قضية ما فيها أي مساومة أو كلام.
وأضاف الوعلان: لا نريد ان يظهر علينا صوت نشاز هنا أو هناك يشكك في محبتنا لهذه الاسرة فهي تستحق كل المحبة لأننا ما رأينا منها الا أيادي بيضاء ومحبتها شربناها شرب الحليب ونحن صغار.
وزاد: نحن نتحدث عن قضايا تهم أبناء الكويت وبرا بالقسم الذي أقسمناه ولمصلحة الشعب الكويتي ونحن نواب الأمة نمثل ضاحية عبدالله السالم والجهراء والفحيحيل وجميع مناطق الكويت بدو وحضر وسنّة وشيعة، فالقضية التي تثار الآن هي قضية خطيرة جدا.
واضاف: أحد الاخوان تكلم عن مادة تسمى أفيون الشعوب، حيث ان أي مسؤول أو أي مؤسسة أرادت أن تشغل الناس تطرح لها قضية معينة «وتخلي الناس تعلچ في هذه القضية».
وزاد الوعلان: لكن عندما تكون هذه القضية على حساب الوحدة الوطنية فهذا نضع أمامه ألف خط أحمر فهذه القضية لا يمكن العبث بها أبدا. وتابع الوعلان: العبث السياسي الذي نراه الآن في ضرب الوحدة الوطنية وتقسيم المجتمع، وللأسف ان هناك رموزا وأناسا يشار لهم بالبنان يتبنون هذا الطرح، وهذا الفكر، فهذه مصيبة المصائب «قال صفوا لكم صفين قال كلكم اثنين من كثر أهل الكويت».
وتساءل الوعلان هل من يلعب بهذه القضية ويعبث هذا العبث السياسي يريد لأهل الكويت حرب شوارع؟ وقال: لا نريد بعد هذه الحياة الديموقراطية والتي قاربت خمسين سنة وفي دولة المؤسسات ان نبدأ في إثارة النعرات وأنا لا أعتب على المواطن البسيط، بل أعتب على علية القوم وأقصد فيهم الطبقة التي يفترض انها القيادة والقدوة لنا جميعا عندما يتبنون هذا الطرح وهذه الفكرة.
المحطات الفضائية
وقال الوعلان: بالنسبة للاستجواب يشهد الله اننا نكن كل التقدير والاحترام للشيخ احمد العبدالله، لكن عندما يتعلق الامر بالكويت فأنا أختلف معه اختلافا كاملا سواء معه أو مع سمو رئيس الوزراء أو أي كان لا نرضى أن يمس هذا النسيج الذي يفتخر به جميع أهل الكويت، ولا نرضى بضرب وحدتنا الوطنية وبأن نقسم أنفسنا، لان المتضرر هم جميع اهل الكويت، وزاد: منظرنا أصبح سيئا عبر المحطات الفضائية ووسائل الاعلام الاخرى، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال «لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى» وأضاف الوعلان: الجميع سواسية كأسنان المشط، فهناك مشاكل عديدة وحوالينا في دول قريبة هل يريدون للكويت أن تصبح مثل هذه الدول، وكنا نتمنى ان ننشغل بقضايا التنمية ودفع عجلتها للأمام وفي قضية التعليم الذي يسير من سيئ الى أسوأ، وايضا القضية الصحية والزحمة المرورية، كنا نريد التحدث في هذه المواضيع ولا نرجع نتكلم عن الوحدة الوطنية، فالدماء سالت من اجل الكويت من عهد المغفور له مبارك الصباح. واستغرب الوعلان من اثارة مسألة مزدوجي الجنسية عندما تكون هناك استجوابات للضغط على الناس، فالحكومة لها الحق ان تطبق القانون، لكن لا يطبق القانون على فئة ومجموعة معينة.
وختم الوعلان: ان المسؤولية الكاملة لضرب الوحدة الوطنية تتحملها الحكومة، فملاذنا بعد الله سبحانه وتعالى هو وحدتنا الوطنية، فالشيخ أحمد العبدالله لو طبق القانون لارتدعت الناس واحترمته، لذلك فهو من يتحمل المسؤولية، فعندما أتى لمعالجة موضوع تعديلات المرئي والمسموع وضع قانونا أعوج حتى يحقق ما في نفسه، وزاد: لذلك سورنا وحمايتنا المحافظة على هذه الوحدة الوطنية.
مسؤولية جماعية
وبدوره، قال النائب د.جمعان الحربش: الحفاظ على الوحدة الوطنية مسؤولية جميع أبناء هذا البلد وهي ليست قضية مناطقية ولا فئوية ولا قبلية ولكنها مسؤولية جماعية. التآلف بين مكونات المجتمع هو سر بقاء المجتمعات واستقرارها فالفتنة الداخلية أخطر من العدو الخارجي وكم رأينا من دول صغيرة تعرضت لعدوان وصدمت والكويت مثال حي على ذلك، لكن النار عندما تشتعل داخل البيت يصعب اطفاؤها. وأضاف الحربش: الكويتيون منذ فترة طويلة جدا كانوا يبحثون عن التنمية وللاسف الحكومات المتعاقبة لم تحقق هذه التنمية واليوم الناس لا تبحث عن التنمية فقط، بل خائفة على استقرارها وبقائها وهذا أعظم المخاطر، والحكومة وقفت تتفرج على الفتنة وهي تشتعل في البلد الى أن أتى الوقت ونزل الناس الى الشارع ولم نر في السابق حشودا تقدر بـ 15 الى 20 ألفا تطلع الى الشوارع، ولم نر أناسا توجه خطابا الى صاحب السمو الأمير تطالب بحماية كرامتها، وهذه الأمور غير مسبوقة تاريخيا، ولم نر بعض وسائل الاعلام تتخصص في ضرب مكونات المجتمع، وهذا ما رأيناه خلال الفترة الماضية، والحكومة تتفرج، وعندما يتفرج المسؤول يصبح شريكا.
ووجه الحربش سؤالا الى رئيس الحكومة قال فيه: ما الضمان لديكم من عدم وجود سفارات تمول بعض القنوات والصحف، وما الضمان لديكم من ان هناك أطرافا من الخارج تريد تحقيق اجنداتها داخل الكويت، وقال الحربش: اشغال الناس بهذه القضايا واثارة النعرات بينهم لا يقوم بها الا عدو حتى إن لبس ثياب الوطنية يريد أن يقتات ويعيش على هذا الاختلاف ويمارس سياسة «فرق تسد»، ويبعد الانظار عن التجاوزات وسرقة المال العام وعن تدهور البلد وتعطل خطة التنمية، لذلك لا يحاولون أن يجرونا الى المربع الخطر، هذا المربع المدمر والخطير، ومن يقرأ قانون المرئي والمسموع يجزم بان الحكومة بسبق الإصرار والترصد تعمدت ألا تطبق القانون حتى يحقق البعض أجندته من خلال عدم تطبيق القانون. وقال الحربش: الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران أيام الاحتلال العراقي الغاشم قال: الكويت علمت الفرنسيين درسا، عندما دخل الالمان فرنسا كل الشعب الفرنسي تعاونوا معهم، وفي احتلال الكويت عجز صدام وجنوده ان يجدوا كويتيا واحدا يتعاون معهم لدرجة ان البعض استشهد بسبب عدم انزال صورة سمو أمير البلاد. وزاد الحربش: شوفوا آخر كوكبة من الشهداء العشرة من ضمنهم البدوي والحضري والسني والشيعي، وقد اختلطت دماؤهم بعضها ببعض، لذلك من يعزف على هذا الوتر يخون دماء الشهداء ومن يتغاضى عن تطبيق هذا القانون هو خصم للشعب الكويتي ومسؤوليتنا ان نحاسبه ونسائله، وقال الحربش: رسالة الاستجواب رسالة مهمة جدا وغير قابلة للصفقات السياسية وغير قابلة للضغوط والترهيب، رسالة يوصلها نواب وممثلو الامة وليس من يمثل على الامة وستصل هذه الرسالة يوم الخميس ونقول بعد ان نطوي هذه الصفحة ان استمرت هذه المهازل فالمسؤولية مسؤولية رئيس الوزراء.
الإعلام الفاسد
من جانبه، قال خالد الطاحوس: في أي قضية كانت الحكومة تدفع باتجاه فرز المجتمع لأنها غير قادرة على حل بعض القضايا والملفات العالقة منذ سنوات طويلة، وهذه السياسة الحكومية ليست بمصلحة البلد. وأضاف: نحن نتحدث عن قانون لم يطبق على بعض القنوات الفضائية التي أساءت للوحدة الوطنية وما نعيشه اليوم أعدى وأشد من الاحتلال العراقي، يفرزون المجتمع من خلال الاعلام الفاسد وعلينا ألا ننجر وراءهم وأن نتكاتف ضد مثل هذه الاهواء لتعزيز الوحدة الوطنية وعلى نواب الامة ألا يخضعوا لابتزاز الحكومة.
وقال الطاحوس: يجب أن تعلم الحكومة انه مثل الطرح والدفع بهذا الاتجاه في القضايا السياسية ان النواب هم من يدير الشارع وهم من يتخذوا الموقف بناء على ما تم تجاوزه، وأشار الطاحوس الى ان الاستجواب لم يكن ردة فعل، بل كنا ننتظر ان يطبق وزير الاعلام القانون على من تعدى القانون بقانون المرئي والمسموع، لكنه غير قادر على ذلك.
وتابع الطاحوس: لو طبق القانون فلن يجرؤ أحد على المساس بالوحدة الوطنية، وهذا الاستجواب استحقاق سياسي لوزير اعترف بأنه قادر على تطبيق القانون وفي يوم من الايام قال لكل شيء سعر، الاستجواب له والنواب والوزراء لهم سعر، وكنا بحاجة الى توضيح ذلك في جلسة الاستجواب، لكنه فضل الصمت، وتساءل الطاحوس هل النواب الذين سيقفون معك لهم سعر ايضا؟ وقال الطاحوس: نريد توضيحا و«لستة» لهذه الاسعار ومن قبض ومن لم يقبض وهو الذي يقول لكل استجواب ثمن. وختم الطاحوس: نحن مارسنا دورنا كنواب نمثل الامة، وقدمنا استجوابا دفاعا عن القانون ووحدة أهل الكويت، هذه الوحدة التي يضرب بها المثل امام الاحتلال العراقي.
واليوم ضربوا شريحة من المجتمع، وغدا سيضربون شريحة أخرى، ولا نقبل ان يضرب أى نسيج من المجتمع الكويتي، فوزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله لا يستحق أن يكون وزيرا في حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، وهذه الحكومة باعتقادي انتهت صلاحيتها وفي تاريخ 25 على الكل ان يتذكر قسمه الدستوري، وان نمارس دورنا دون أي ضغوطات أو أي صفقات كما يشاع الآن.
من جانبه، وجه أمين السر المساعد للاتحاد الوطني لعمال الكويت أنور الداهوم رسالة للشيخ أحمد العبدالله عليك أن تقرأ العدد جيدا، فيوم الخميس سيكون مفاجئة لك، وهناك من الوزراء من يدعم قضية إسقاطك، وستسقط يوم تصويت طرح الثقة، لأن هذه القضية استحقاق وطني وتستحق ان نطرح فيك هذه الثقة.