فصّل وزير النفط ووزير الاعلام الشيخ احمد العبدالله استراتيجية الوزارة في التعامل مع قضية الارهاب والتطرف والابتعاد عن الطائفية ونشر ثقافة الاعتدال. جاء ذلك في رد الوزير العبدالله على جملة اقتراحات برغبة مقدمة من النائب فيصل الدويسان. وفيما يلي نص الاقتراحات ورد الوزارة عليها:
قيام وزارة الاعلام بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة بعمل حملة اعلامية من خلال كل الوسائل الاعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة لمكافحة الارهاب والتطرف والابتعاد عن الطائفية ونشر ثقافة الاعتدال والوسطية واحترام الطرف الآخر.
أولا: التلفزيون
يسعى تلفزيون الكويت الى تحقيق الاقتراح المقدم من خلال الخطوات التالية:
1 ـ ادراج موضوع مكافحة الارهاب والتطرف كموضوع اساسي لندوة فكرية اعلامية تتولى وزارتي الداخلية والاعلام الاعداد لها وتقديمها بصورة شهرية ضمن برامج التلفزيون.
2 ـ تضمين برامج التلفزيون لقاءات وحوارات حول هذه الظاهرة.
3 ـ عرض بعض الافلام الوثائقية والمتعلقة عن الظاهرة.
4 ـ التعاون مع وزارة الداخلية والتربية لعمل فلاشات عن الظاهرة وبيان سلبياتها على المجتمع.
ثانيا: الإذاعة
يتركز عمل قطاع الاذاعة على تفعيل اختصاصات وزارة الاعلام في الاسهام برعاية الثقافة بما يكفل الشعور بالمواطنة والارتقاء بالحس القومي على اساس الالتزام بالقيم الروحية والتمسك بالعادات والتقاليد الاصيلة للمجتمع الكويتي.
ومن خلال تفعيل هذه الاختصاصات، فإن قطاع الاذاعة بوزارة الاعلام يسعى الى تحقيق الاهداف التالية:
1 ـ الاسهام في نشر الثقافة الاسلامية والآداب والوعي بين المواطنين على حب الوطن ونبذ التعصب القبلي والطائفي للرقي بالمستوى الحضاري والثقافي للمجتمع، مما يؤدي الى رفع كفاءة اداء المواطن في خدمة المواطن.
2 ـ الاهتمام بالمفاهيم والقيم الدينية وترسيخ المبادئ السامية للدين الاسلامي لدى المواطنين، الى جانب الاهتمام بالقيم الاخلاقية سعيا للوصول الى تكوين المواطن الصالح.
3 ـ تعميق مفهوم الولاء للوطن، والعمل من اجل رفعته ورقيه وازدهاره، والتركيز على ضرورة المحافظة على كيان الوطن من خلال التكاتف والتعاون.
4 ـ القيام بتوعية الشباب باطلاعهم على المرتكزات الاساسية للقضايا التي تتبناها الدولة وتوجهاتها العامة، امكانية اسهام المواطن في انجاح هذه التوجيهات.. مما يؤدي الى خلق مواطن مسؤول يدرك المشاكل التي يواجهها الوطن ويساهم في حلها.
وفي سبيل الوصول الى تحقيق الاهداف سالفة الذكر، فإن القطاع يقوم بتنفيذ الاجراءات التالية:
1 ـ التوسع في البرامج الثقافية والادبية التي من شأنها الارتقاء بالمستوى الحضاري للمواطن، وتأتي البرامج الثقافية بأنماط مختلفة، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة منها وزارة التربية ووزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالاضافة الى ان هناك تعاونا مع بعض جهات المجتمع المدني لتغريس العمل التطوعي ونبذ الخلافات الطائفية واحترام الطرف الآخر والعمل على الوحدة الوطنية.
2 ـ تخصيص قناة مستقلة تهتم بترسيخ الجانب الديني لدى المستمعين من خلال البرامج العقائدية والفقهية والاخلاقية، اضافة الى الاستماع الى تلاوة القرآن الكريم.
3 ـ الاهتمام بالمناسبات الوطنية مثل العيد الوطني ويوم التحرير وعمل برامج خاصة لهذه المناسبات لتعزيز الوطنية والابتعاد عن الطائفية.
4 ـ اعداد جملة من البرامج التلفزيونية الحوارية المباشرة يقوم على اعدادها وتقديمها مجموعة من الكوادر الاعلامية الوطنية من النابهين الذين لديهم الخلفية العلمية والاستعداد النفسي والمهارات الشخصية للنقاش والحوار والمواجهة عبر لقاءات حرة مفتوحة وحوارات علمية بينهم وبين بعض الاساتذة المتخصصين من رجال المؤسسات التعليمية الاكاديمية والخبراء المعنيين بهموم المجتمع وقضايا الساعة.
5 ـ تقوم الإذاعة بعمل مجموعة «فلاشات» أو «رسائل توعوية قصيرة» تبث مرات عدة خلال اليوم، يكون الهدف منها تعزيز الوسطية والاعتدال ونبذ الطائفية.
6 ـ جملة من البرامج الحوارية المباشرة والبرامج التسجيلية الوثائقية عبر محطاتها بحيث تقدم في هذه المحطات برامج خاصة وبرامج ثقافية وبرامج منوعة هادفة جاذبة لشرائح المجتمع العديدة، لاسيما قطاع الشباب وهو الشريحة المستهدفة لنشر ثقافة الاعتدال.
ثالثا: وكالة الأنباء الكويتية (كونا)
نود إفادتكم بأن وكالة الأنباء الكويتية (كونا) تحرص دائما في تغطيتها الإخبارية على الالتزام بالثوابت الوطنية سواء كان ذلك من خلال المناسبات الوطنية او عند تنظيم المؤتمرات والندوات المعدة لهذا الغرض.
وقد أدرجت هذا الموضوع من ضمن مشاريع الوكالة للخطة التنموية الخمسية للدولة أطلقت عليه اسم «المشروع الإعلامي لتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع» والذي يرمي الى تعزيز وغرس القيم الأخلاقية إضافة الى تسليط الضوء على القضايا المهمة في المجتمع.
رابعا: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
نود إحاطتكم علما ان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وإيمانا منه بأهمية مكافحة هذه الظاهرة قام بتنظيم عدد من المحاضرات والندوات التي تناقش هذه القضية مثل ندوة «التطرف في الكويت.. رؤية واقعية» التي عقدت على هامش معرض الكويت الـ 27 للكتاب وشارك بها نخبة من الأكاديميين والمثقفين.
والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لا يألو جهدا ضمن مشروعه الوطني في دعم وتشجيع ونشر المؤلفات المحلية وفي هذا الشأن فإن المجلس قد دعم ونشر مجموعة من الكتب في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ونبذ الطائفية وذلك على النحو التالي:
1 ـ الإرهاب ـ عقيد مصطفى الزعابي 1997.
2 ـ اعتدال أم تطرف ـ خليل علي حيدر 1998.
3 ـ الإرهاب السياسي ـ عبدالمجيد خريبط 2006.
4 ـ تحليل السياسات العامة لمواجهة التطرف والإرهاب في الكويت ـ د.عبدالرحمن خلف العنزي 2008.
ويؤمن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأن أفضل طريقة لمقاومة التطرف هي بث روح الاعتدال والوسطية بين شبابنا وفي ربوع بلدنا العزيز.
ولعل الجهود التي يبذلها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هي خير دليل على الاهتمام الذي يوليه لإشاعة الوعي المعرفي وثقافة العلم والمعاصرة بين شبابنا وذلك من خلال المطبوعات المعروفة التي يعمل المجلس على إصدارها منذ سنوات طويلة وهي «سلسلة عالم المعرفة ـ مجلة عالم الفكر ـ مجلة الفنون ـ سلسلة إبداعات عالمية ـ مجلة الثقافة العالمية ـ سلسلة من المسرح العالمي» وهي إصدارات دورية منها الشهري ومنها الفصلي ومنها ما يصدر كل شهرين.
ويفخر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأن هذه المطبوعات التي تمثل الثقافة بمعناها الرصين والمنفتح في وقت واحد تمثل رافدا مهما من روافد الثقافة العامة التي ترفع من وعي شبابنا وتضعه على درب الانفتاح على ذلك الطيف الواسع من المعرفة العالمية وتجعله على صلة بآخر ما تتوصل اليه مراكز الأبحاث والمعلومات في دور النشر في العالم وهذه المطبوعات صارت معروفة ويشار اليها بالبنان بوصفها خدمة ثقافية تنويرية متميزة ليس في الكويت وحدها بل في العالم العربي قاطبة وهو امر تنظر اليه كل الشعوب العربية بعين الاجلال والتقدير ويتلقى المجلس الوطني الشكر تلو الشكر من كل بقاع وطننا العربي على هذه المطبوعات التي تقوم بوظيفة سفراء للنوايا الحسنة من الكويت الى كل محيطها العربي.
والمتأمل المتابع لهذه الاصدارات المذكورة يدرك للوهلة الاولى انها جملة من القنوات الثقافية الناضجة التي تمثل جميعها حصيلة غاية في الثراء من العلم والمعرفة والادب والنقد والعلوم الانسانية تربط شباب الكويت بل والشباب العربي قاطبة بعالمه وتجعله يعيش داخل عصره وتثبت فيه منهجا للعيش يقوم على الاعتزاز بأصولنا وقيمنا وثقافتنا وفي الوقت نفسه لا نخاصم عالمنا ولا ننفصل عن ثقافة عصرنا ولا ننظر الى الآخر بوصفه عدوا محتملا بل بوصفه صديقا ممكنا لو اننا بنينا علاقتنا مع الثقافات الاخرى على قاعدة التكامل والتعايش بين الاختلافات بعيدا عن التطاحن وهي قيم يجب على شبابنا معرفتها وفي هذه السبيل يعمل المجلس الوطني ان يتسلح بها من اجل بناء وتعزيز ثقافة الحوار مع العالم لا التصادم معه.
ولعل ايمان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بضرورة تعميم الثقافة بين شبابنا فضلا عن فئات المجتمع كله لعل هذا الايمان هو الذي جعل المجلس لا يتوانى في رعاية الاصدارات المذكورة بوصفها ادوات لا غنى عنها لاشاعة روح الاعتدال وثقافة التسامح والايمان.
مقترحات مواجهة ظاهرة الإرهاب
اولا: التعريف بماهية الارهاب ودوافعه وانواعه.
ثانيا: نشأة الارهاب وسيرته التاريخية وموقف الأديان السماوية النابذ له على مر العصور خاصة الدين الاسلامي الحنيف.
ثالثا: اضرار الارهاب وانعكاساته السلبية على المجتمع والممتلكات وعلى الارهابي واسرته.
رابعا: دور وزارة التربية في بناء الفرد السوي وتحصينه بالوسطية الدينية والتربية الوطنية وحب الوطن والمجتمع والبعد عن العنف.
خامسا: دور وزارة الاعلام في ايصال الرسالة التربوية وعمل البرامج والرسائل المبصرة بالصواب ونبذ الارهاب والعنف بشتى صوره واشكاله.
سادسا: دور الهيئات والمؤسسات والاندية الاجتماعية والرياضية والعلمية والادبية في بناء الفرد السوي وجعل ذلك ضمن اهدافها اسوة بما تقوم به من اهداف اساسية اخرى.
سابعا: اذكاء روح الأثرة في نفس الفرد وتقويض دوافع التطرف في حب الذات والانا.
ثامنا: عمل الدراسات الخاصة بمتابعة الظواهر السلبية والايجابية للاستفادة منها في البحث والعلاج.
تاسعا: اهمية اشراف قطاع الاعلام والاتصال بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية على هذا العمل لتوحيد المفاهيم والرسالة المطروحة.
العربي مسيرة نصف قرن من التنوير والاعتدال
حرصت مجلة «العربي» منذ نشأتها، وصدور عددها الاول، في ديسمبر 1958، على ان تكون مرآة التنوير والاعتدال والوسطية والثقافة السمحة، تبشر به في جميع اصقاع العالم العربي، من خلال عدة محاور، أهمها:
- اشاعة العلم والثقافة العلمية للايمان العميق بقدرة العلوم على نبذ التطرف والجهل والغيبيات المظلمة، فضلا عن ان الثقافة العلمية تشجع العقل والمنطق والتفكير العلمي العميق وهي عناصر شيدت حضارتنا في الماضي، وهي أمل تشييد وتجديد حضارتنا الحالية.
- اضاءة الصفحات المشرقة في تاريخ حضارتنا الاسلامية ودور الاسلام، ديننا الحنيف في نشر ثقافة التسامح وتقاليد الاعتدال ووسطية الحوار.
- استعراض منجز حضارتنا السمحة التي سمحت لديننا الاسلامي ولغتنا العربية بأن تسود في عصور الازدهار في الاندلس وافريقيا وآسيا.
- تقديم صور عن حضارة الآخر، من خلال استعراض الاستطلاعات المصورة للثقافات والحضارات في كل بلدان العالم، وهو يؤكد مبدأ تقبل الآخر، والتعايش معه والحوار مع ثقافته.
- استضافة الآراء البناءة في لقاءات «العربي» بأعــلام الحضــارات المغايــرة، دون نبذ أديان مغايرة، او ثقافات او اجناس واعراق او مذاهب مختلفة.
- حرصت «العربي» على فتح ساحة الحوار على ارض الكويت للمفكرين والمبدعين والمستشرقين من اقطــاب الارض، من خلال ندوتها الفكرية السنوية التي شارك فيها في السنوات السبع الماضية ممثلو نحو 30 دولة عربية وغربية، وكان من بينها ندوة «الغرب بعيون عربية»، وندوة «حوار المشارقة والمغاربة».
ولايــزال لدينا الكثير لنقدمه من اجل تكريس افكار الاعتدال، والتسامح، والحوار مع الآخر، الافكار التي نؤمن بها سبيلا للتقدم والازدهار للانسانية كلها.
واقرأ ايضاً:
الطبطبائي يسأل عن إعلانات تشكل خطراً على الصحة العامة
«الديوان»: زيادة البدلات والمكافآت للكويتيين في «الطيران المدني» معروضة على مجلس الخدمة
عسكر والمويزري لزيادة بدلات ومكافآت رجال الإطفاء وصرف راتب 24 شهراً عند التقاعد
مصادر حكومية لـ «الأنباء»: الأولوية لتعديلات «المعسرين» و«الخبراء»
تعديل وزاري في الصيف