اعرب رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي عن امله في ان تركز البرلمانات الآسيوية على المواضيع المهمة التي تمس شعوب المنطقة، لاسيما الاقتصادية منها، لأنها مهمة للشعوب وتساهم في ايجاد ثقل كبير لاقتصادات المجموعة الآسيوية في الاقتصاد العالمي.
واضاف الخرافي، في كلمته التي القاها في افتتاح الدورة الخامسة للجمعية البرلمانية الآسيوية امس في العاصمة السورية دمشق، ان العمل البرلماني الآسيوي المشترك قطع خطوات مهمة على صعيد تطوير بنائه المؤسسي، خصوصا بعد الانتقال من الجمعية الى المجلس وما واكب ذلك من ترتيبات واجراءات نرى ثمارها اليوم في تنوع وتعدد الموضوعات وتقارير اللجان مما ادى الى الانتقال الى صيغة تنظيمية لعملنا البرلماني المشترك اكثر وضوحا وفاعلية، معربا عن امله في مواصلة ذلك والسعي الدءوب لتعزيز التعاون والتنسيق بين اعضاء المجلس في المحافل الدولية، وفتح قنوات للحوار مع المجموعات البرلمانية في قارات العالم ما يعزز موقف دول المجموعة الآسيوية في المجتمع الدولي.
واكد الخرافي اهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين دولنا لأنه يشكل جانبا مهما ينبغي ان تركز عليه البرلمانات الاعضاء وتوفر المناخ المناسب له وذلك في ضوء ما يتوافر في اقتصادات الدول الاعضاء من فرص استثمارية كبيرة وموارد بشرية مؤهلة ومعدلات مرتفعة للنمو الاقتصادي مما يعطي ثقلا كبيرا لاقتصادات المجموعة الآسيوية في الاقتصاد العالمي، مضيفا ان المهمة الرئيسية لبرلماناتنا في ضوء ذلك ينبغي ان تركز على التعاون الاقتصادي بما فيه مصلحة شعوبنا جميعا وبما يجعل من هذا التعاون وسيلة فعالة لتحقيق العدالة والتوازن في الاقتصاد العالمي.
وزاد الخرافي: اما على الصعيد السياسي، فإن القارة الآسيوية تشهد بؤر توتر ونزاع في مختلف ارجائها مما يعيق مسارات الاستقرار والامن والتنمية ويضع محددات على دور المجموعة الآسيوية في المجتمع الدولي ويهدد الامن والسلم العالميين، ولعل الصراع العربي ـ الاسرائيلي يأتي في المقدمة وذلك في ضوء استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية في فلسطين وهضبة الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية ومواصلة الحكومة الاسرائيلية سياسة الاستيطان في الاراضي الفلسطينية والعنف الذي تمارسه ضد الشعب الفلسطيني، مما يشكل خرقا لمبادئ عملية السلام ويهدد الاستقرار والامن في منطقة الشرق الاوسط، وقال: انا على يقين ان برلمانات المجموعة الآسيوية تشعر بالقلق ازاء تلك السياسات والممارسات، وذلك من خلال تضمين جدول اعمال هذا الاجتماع قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية الصادر في ديسمبر 2009 بشأن الممارسات الاسرائيلية التي نرفضها جميعا ويرفضها المجتمع الدولي، وجدد تأكيده على اهمية ما كان يدعو اليه دائما الاشقاء الفلسطينيين بضرورة العمل الجاد لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي لا بديل لها لاسترداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
السلام والاستقرار
وبين الخرافي ان شعوبنا بل وشعوب العالم اجمع تتطلع الى ضمان امني فعال يؤمن السلام والاستقرار الاقليمي ويكفل الامن والسلم العالميين، وهذا لا يمكن تحقيقه الا في ظل نظام عالمي عادل ومتوازن، وفي ظل نظم اقليمية للامن مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى والاحترام التام للمشروعية الدولية والالتزام بحل النزاعات بالطرق السلمية، وقال ان غياب الحوار السلمي البناء واستخدام لغة القوة وجعجعة السلاح والهيمنة والتفرد على الصعيدين الاقليمي او الدولي لن يكون في مصلحة امن واستقرار شعوب العالم، وسيلحق ضررا بالامن والسلم العالميين، واضاف ان الحملة العالمية على الارهاب لن تحقق كامل اهدافها في خلق عالم آمن لنا جميعا ما لم تقترن بحملة عالمية بالفاعلية والامكانيات نفسها لمكافحة الاحتلال والفقر والمرض التي تشكل ارضية خصبة للعنف وما لم تقترن كذلك باحترام متبادل للاديان والحضارات، مشيرا الى ان برلمانات المجموعة الآسيوية مطالبة اليوم بصياغة استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب ومعالجة جذوره ومكافحة الاحتلال بكل اشكاله.
كما أعرب رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم محمد الخرافي امس عن استغرابه من عدم وجود اقتناع دولي بان البرنامج النووي الايراني برنامج سلمي.
وقال في تصريح للصحافيين هنا عقب افتتاح المؤتمر العام الخامس لمجلس اتحاد البرلمانات الآسيوية «نحن لا نشعر بتخوف من الملف النووي الايراني» لافتا الى ان ايران اكدت اكثر من مرة ان برنامجها للاغراض السلمية.
واضاف «انا استغرب عدم وجود اقتناع بأن هذا هو الاتجاه الصحيح» متسائلا «لماذا الحديث فقط عن ايران وننسى اسرائيل التي لديها ترسانة نووية عسكرية ولا نسمع أي نقد لها في هذا الشأن».
وفي الشأن الفلسطيني دعا الخرافي الفصائل الفلسطينية الى انجاز المصالحة الوطنية ولم الشمل الفلسطيني وتوحيد صفوفهم والعمل بصوت واحد حتى يستطيع المسلمون والعرب دعم قضيتهم في المحافل الدولية.
من جهته، اعرب رئيس مجلس الشورى السعودي عبدالله بن محمد بن ابراهيم آل شيخ في تصريح مماثل عن امله في ان يخرج المؤتمر البرلماني الآسيوي بنتائج مرضية للجميع تخدم شعوب المنطقة وقضاياها.
وقال في رده على سؤال ان القضية الفلسطينية ستكون من البنود الرئيسية والاساسية في المؤتمر اضافة الى ملف الطاقة النووية في منطقة الشرق الاوسط من جوانبها السلبية والايجابية.
واكد في هذا الصدد ضرورة ان يكون استخدام الطاقة النووية خاضعا للمعايير الدولية والتفتيش الدولي في كل الدول من دون استثناء.
تفاعل وتعاون
بدورهما، اكد النائبان د.علي العمير وغانم الميع حرص الكويت على المساهمة الفاعلة في الوصول الى حلول واقعية وجيدة للقارة الآسيوية وللهموم المشتركة التي تقلق شعوبها، لاسيما في قضيتي الفقر والغذاء والقضية الفلسطينية.
وقال د.العمير ان قضيتي الفقر والغذاء من القضايا المتجددة والمهمة ودائما ما ينظر الى الكويت على انها دولة غنية ويتطلع الى ان تسهم مساهمات فاعلة في هذا المجال.
واضاف ان الوفود البرلمانية الكويتية ابرزت في الاجتماعات السابقة دور الكويت ومساهماتها في هاتين القضيتين عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية الذي قدم قروضا تقدر بنحو 12 مليار دولار لدول فقيرة وكذلك عبر الحكومة الكويتية وصاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد، لافتا الى دور سموه في انشاء صندوق «الحياة» الذي ساهمت الكويت فيه بمبلغ 500 مليون دولار، واكد ان الفقر اذا انتاب دولا فإنه لا يهدد مساكنها وعمرانها فحسب بل يهدد شعوبها ويعرضها للمجاعة والمشكلات الاجتماعية، وقال: نحن في الكويت ساهمنا مساهمة فاعلة في محاربة الفقر وقدمنا اوراقا عديدة في المؤتمرات السابقة واتمنى ان نتوج في هذا المؤتمر بقرارات ايجابية بالتنسيق والتعاون مع الدول الآسيوية التي تتطلع الى التخلص من مشكلاتها.
بدوره، اكد الميع حرص الكويت بصفة خاصة والدول العربية على التعاون والتنسيق المشترك مع الدول الآسيوية لدعم وخدمة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. وابرز في هذا الصدد موقف الكويت تجاه القضية الفلسطينية، داعيا الى ضرورة العمل الجاد لرفع الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وايصال المساعدات الانسانية له بأسرع وقت ممكن. وطالب الميع بتحرك دولي فاعل لإلزام اسرائيل بانهاء معاناة الشعب الفلسطيني، لافتا الى الحالة المأساوية التي وصلت اليها الاوضاع هناك جراء الحصار.
واقرأ ايضاً:
«المالية» أقرت «غسيل الأموال»
رولا: هل تم قطع الكهرباء والماء عن المشاريع المخالفة؟
الطاحوس يسأل الشمالي عن التوجه إلى بيع «زين» لكامل مساهمتها في شركة «زين السعودية»
«التجمع السلفي»: سنصوّت ضد رفع الحصانة عن المسلم
نواب سابقون وكتّاب في بيان مشترك: رفع الحصانة عن المسلم محاولة لتفريغ الدستور
الطبطبائي: أي نائب يرفع الحصانة متنازلاً عن صلاحياته «خلي يستحي على وجهه»
دستورياً ولائحياً لا يحق للمجلس رفع الحصانة عن المسلم
ندوة الصواغ: جلسة اليوم معركة مبكرة لتنقيح الدستور