أكد النائب حسين القلاف ان ما وقع على سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد «ظلم بين» وغير مقبول سيما وان الهجمة التي يتعرض لها يقودها اناس يرفعون شعار الدستور من اجل رفع اسهمهم بينما هم لا يؤمنون بالدستور اصلا رافضا الاتهامات التي اطلقها البعض من ساحة الصفاة تجاه الشيعية مشددا على ان النواب الشيعة وقفوا الموقف الذي يرون فيه مصلحة الكويت وحماية الاسرة ونظام الحكم.
وقال القلاف في تصريح للصحافيين في مجلس الامة اذكر اهل الكويت بأحداث مسند الامارة وما حصل فيها وخطورة الموقف عندما كنت الوحيد الذي صرحت بكل شفافية ووضوح لاني كنت اعتقد ان الكويت كانت تحتاج كلمة واضحة وجريئة امام الناس حتى يعرفوا ما يجري، وكانت النتيجة ان تم حل الامور واصبح صاحب السمو الأمير اميرا للبلاد، واليوم نخرج عن هذا الاطار ولكن نعتقد أننا نمر في ازمة خطيرة جدا ومهم ان نقول ما نعتقده لاجل الكويت ومهما كانت النتائج.
واوضح ان معادلة استجواب سمو رئيس مجلس الوزراء لاتزال ضبابية، ولكن اذا نجحوا في استجوابهم فإن النتائج السلبية التي ستعاني منها الكويت من هذا اليوم الى ما شاء الله ستكون كبيرة جدا ولن يستطيع احد ان يرفع هذا الضرر الذي اوقعه هذا الاستجواب في هذه الفترة، مشددا على ضرورة ان يدرك الشعب الكويتي ماذا يدور وكيف يتعامل السياسيون بالسياسة المتلونة الخطيرة المصلحية وفق شعارات كلها كاذبة «وسأثبت ذلك».
واكد ان سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد ديموقراطي مائة في المائة يؤمن بالديموقراطية ويتعامل بها، ويمتلك من سعة الصدر والحلم الكثير، وما كان يجري خلال الجلسة السرية تجريح ما بعده تجريح ولكنه تلقى هذه السهام بصدر واسع رغم عدم دستورية الاستجواب مبينا ان سمو الرئيس تصدى لهذا الاستجواب رغم عدم دستوريته لانه يدرك انه في حال عدم مناقشة الاستجواب فإن النتائج التالية ستكون أخطر ولذلك فضل التضحية من اجل البلد «وانا على علم ويقين من ذلك».
وبين ان «المحمد» وقع عليه ظلم شديد، فما ذنب شخص يلتقط من كتب التراث قصيدة شعرية ولا تعجب الآخرين ويتم استجوابه، وآخر يطبق القانون على املاك الدولة ويتم استجوابه، وثالث يتم استجوابه على مبالغ صرفت على الديوان الاميري وديوان سمو ولي العهد، ايضا ديوان سمو الرئيس ويخرج تقرير يبرئ ساحة سمو الرئيس من التلاعب بالاموال العامة الا ان ذلك لم يشفع له وقدم له الاستجواب ايضا فما ذنبه حينها؟، ويصدر شيكا لمساعدة مبرة انسانية لشخص اليوم يطرح به الثقة وهو النائب وليد الطبطبائي والاخيرة والطامة الكبرى هي ان الكل يعلم ان الاوامر صدرت من صاحب السمو الأمير وهو يخضع لسلطة سمو الأمير ويتم استجوابه.
اضاف: لا يريدون الحقيقة وهذا الكذب والتلون السياسي لا يعجبني ولذلك افكر في ان اقدم استقالتي وان اخرج من هذه الاجواء التي لا تصلح لنا، مبينا ان مسألة ان يصل الانسان الى هذا المستوى من الظلم والجبروت والتعدي امر لا يمكن تقبله.
وبين انه ايا كانت الشعارات التي طرحها المستجوبون خلال الجلسة فهي كانت خطابية اكثر مما كانت واقعية لان اي انسان واقعي ومنظر يعلم ان ما حصل امر طبيعي في «ندوة الحربش» لاسيما وان هناك اوامر صدرت من صاحب السمو الامير بمنع التجمعات، مشككا في الاسس التي تمت عليها التكتلات التي تجمهرت وأعدت وجهزت ضد سمو الرئيس.
وذكر ان النواب الذين يدعون السلفية هم ليسوا فقهاء بينما فقهاء السلف واعمدتهم ورؤوسهم، والمنهج السلفي في التعامل مع اولي الامر ضد التجمهر والحشد، مشيرا الى ان هناك اجماعا بين المشايخ بن باز وبن عثيمين والفوزان والشيخ الالباني على ان ما قام به بعض نواب السلف مخالفة شرعية واضحة.
وشدد على ان كل من يعتقد انه سلفي العقيدة فليعلم انه خالف علماءه شاء ام ابى مخالفة شرعية واضحة، مؤكدا في الوقت ذاته على ان من يدعون الوطنية من النواب عليهم ان يعلموا ان كل الادلة التي تم تقديمها في الجلسة السرية لا ترقى لان تكون ادلة دستورية قانونية لائحية.
وأفاد بأن من شعار الحفاظ على الدستور، خالف الدستور بكل وضوح، وأنا مستعد لأن آتي بالادلة سواء بالحديث عن منع التجمعات أو الحريات أو مسؤولية سمو الرئيس، مشيرا الى ان الدستور ينص على أن صاحب السمو الأمير في حال الضرورة هو من يشخص الوضع ويأخذ بزمام الامور ويتخذ القرار.
ودعا القلاف الى الرجوع الى بحث اللجنة الدستورية في المجلس التأسيسي في تفسير حكم الضرورة، وكيف وضع المشرع هذا النص لهذا اليوم، واليوم عندما تم تطبيقه من خلال صاحب السمو الأمير اعترض عليه من يسمون أنفسهم حماة الدستور.
أضاف: أقول لمن وضع عقاله على رأس «أسيل» هذا كفوك لأن العقال لها وليس لك، واذا كنت تعتقد بالدستور، فكل ما قام به هؤلاء هو مخالفة دستورية، والامر الثاني فحتى الضرب الموظف العام لا يسأل ولا يساءل، وهناك نصوص قانونية تجيز لرجل الأمن أن يستخدم القوة في بعض الحالات، فإما أن تلغوا هذه القوانين أو ألا ترفعوا الشعارات التي ترفعونها اليوم.
واعتبر ان «العجيب» أن النائبين الذين تحدثا مؤيدين للاستجواب فيصل المسلم وهو سبب الازمة، وعبدالرحمن العنجري (المطقوق) في الندوة، لا يمكن أن يكونا حياديين فيما يقولانه، بل مستحيل، وأريد أن اقول للعنجري «ايش معنى انت ضربت ولم يضرب السعدون أو الحربش صاحب الندوة أو مرزوق الغانم؟.. اذن لا تعرف شعار الدستور وحمايته، وإنما قل أنا ضربت ولازم أنتقم وآخذ حرَّتي.. وعلى قدر الألم يكون الصراخ».
وأشار الى ان التكتل الشعبي واضح انه يناصر الكاتب محمد عبدالقادر الجاسم واليوم يوم الانتقام للجاسم الذي اتهم سمو رئيس مجلس الوزراء بالتخابر مع جهات أجنبية وكتلة التنمية والاصلاح يقودها المسلم، وطبيعي ان تتخذ هذا الموقف.
ولفت الى انه التقى النائب حسين مزيد عند صاحب السمو الأمير، وان مزيد قال بالحرف: «وأنا أشهد أن ما يفعلونه مو صحيح»، مبينا انه بعد هذا القول استبشر بمزيد انه وطني، ولكن اتضح ان القبيلة فوق كل شيء.
وخاطب النائب صالح الملا الذي قال انه يرى الله قبل الناس في موقفه من الاستجواب قائلا: اذا كنت يا صالح فعلا ترى الله فارجع الى آراء العلماء ومعرفة رأي الشرع في هذا الاستجواب، معتبرا ان ما وقع على سمو الرئيس ظلم بيّن في زمن أصبح فيه يقع بأيدي النواب.
واستنكر هجوم البعض ممن تجمهروا في ساحة الصفاة على النواب الشيعة، وقال: أنا أقول وأذكر بتاريخ الكويت وارجعوا اليه وانظروا الى مواقف الشيعة وما نقوم به نحن النواب الشيعة هو ما نعتقد انه حماية لهيبة صاحب السمو الأمير الذي يجب أن تكون كلمته مطاعة، ودفع الظلم، ووضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، خصوصا انه نتيجة ما يحدث الآن فإن الحكم لن يكون حكم آل الصباح، بل سيكون حكم هؤلاء.
وشدد على أن موقف الشيعة هو دعم هذه الاسرة «آل الصباح» واستقرار البلد مهما قالوا، والتاريخ يشهد، وهؤلاء الذين انضموا الى كتلة «إلا الدستور» قدموا عريضة لتأجيل قضية مسند الإمارة ثلاثة أشهر ومنهم الطبطبائي وتصريحاته موجودة، والكل يعرف ما تعرضنا له ومع ذلك الكل يعرف موقفنا، مستغربا أن يتحدث عن الوحدة الوطنية «ضاربو الوحدة الوطنية»، فالحربش والطبطبائي يضربان الوحدة الوطنية ولديهم الوحدة الوطنية تقتصر على البدو، أما بالنسبة للطوائف والمجاميع الاخرى فلا توجد وحدة وطنية بينما هذا الشعار يجب أن يعمم على جميع الشرائح.
ودعا الى العودة الى التاريخ ومعرفة كيف بنيت الكويت وبيد من، ومن «المعمم» الذي كانت يده في الطين ويبني السور، وانظروا الى مواقفنا في حرب الرقة ومن الذي تقدم، ولا نحصر الوطنية على أنفسنا، بل أهل الكويت كلهم بدو وحضر وسنّة وشيعة أهل وطنية وإخلاص لهذا البلد، ومن ينتقد موقف النواب الشيعة، فأقول له إن نواب الشيعة وقفوا الموقف الشرعي الوطني الذي يبرئ الذمة أمام الله والوطن والأمير.