أسامة أبو السعود ـ بشرى الزين
آلاء خليفة ـ بيان عاكوم
عبر عدد من النواب والديبلوماسيين والأكاديميين عن تفاؤلهم بما تضمنه الخطاب الذي وجهه الرئيس الاميركي باراك أوباما الى العالمين الاسلامي والعربي والذي ألقاه من جامعة القاهرة امس، مشيرين الى انه يعد خطوة لفتح صفحة جديدة من العلاقات الجيدة مع العرب والمسلمين، الا انهم عبروا عن امنياتهم ان تترجم مضامين الخطاب الى افعال من شأنها ان تعزز من السلام العادل والشامل في المنطقة خاصة فيما يتعلق بحقوق الفلسطينيين، مؤكدين ان العالمين الاسلامي والعربي يمدان يد التعاون اذا ما رأيا اشارات جديدة بعيدا عن السياسات السابقة التي كانت تعتمد على الكيل بمكيالين والانحياز الأعمى ضد الاسلام.
وفي تعليقه على خطاب الرئيس الاميركي قال النائب علي العمير: نريد افعالا تتبع الاقوال.
وفي الاتجاه ذاته قال النائب حسين الحريتي: نأمل من الادارة الاميركية المساهمة بتفعيل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بحرب تحرير الكويت.
الفايز: تطور إيجابي
من جهته، وصف سفير المملكة العربية السعودية د.عبدالعزيز الفايز زيارة الرئيس الاميركي الى المملكة وخطابه الذي القاه من جامعة القاهرة بالمبادرة الجيدة التي تحسب للرئيس اوباما ورغبته في مخاطبة الشعوب العربية والاسلامية لتقديم رؤية جديدة للسياسة الاميركية تجاه العالمين العربي والاسلامي.
واضاف الفايز في تصريح لـ «الأنباء» ان هذه الخطوة هي تطور ايجابي في علاقات الولايات المتحدة بالمنطقة، مشيرا الى ان خطاب اوباما اقرار منه بأهمية العالمين العربي والاسلامي وادراك بأن هناك فجوة كبيرة ساهمت فيها الظروف وسياسات الادارة الاميركية السابقة، مضيفا: كلنا امل في ان تترجم هذه الافكار الانسانية النبيلة للرئيس اوباما ودعواته الى اقامة دولة فلسطينية لتخفيف الكراهية بين الغرب والعالم الاسلامي ولخدمة مصالح الانسانية.
فرحات: حدث تاريخي
وصف السفير المصري طاهر فرحات الخطاب بأنه حدث تاريخي وعلامة فارقة في السياسة الاميركية تجاه منطقة الشرق الاوسط والعالمين العربي والاسلامي، مشيرا الى ان زيارته الى مصر وتوجيه الخطاب من جامعة القاهرة دليل على حرص اوباما على دعم العلاقات وتطويرها بين الغرب والعالم الاسلامي.
واضاف فرحات ان شعوب المنطقة تتطلع دائما الى تعزيز هذه العلاقات على اسس من التفاهم والحوار المتبادل، مبينا ان ما تضمنه الخطاب من افكار يبرز تفهم الادارة الاميركية الجديدة للفكر الاسلامي بصفة عامة وما يدور في العالمين العربي والاسلامي من رؤى تجاه هذه العلاقات، موضحا ان الخطاب كان شاملا وتفاعل معه الملايين خاصة في النقاط التي تبرز اهمية الحوار والتحول من فكر الصراع الى فكر الشراكة.
واضاف ان هذه الرؤى مهمة ونتطلع الى ان يتم تحقيقها في المستقبل القريب، خاصة تأكيد اوباما على حل الدولتين بخصوص القضية الفلسطينية والذي يصب في مصلحة الجميع ويحقق طموحات الشعب الفلسطيني في نيل حقه المشروع
خليفة بن حمد: سد الفجوة
من جهته، قال سفير مملكة البحرين الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة ان مبادرة الرئيس الأميركي باراك أوباما بزيارة المملكة العربية السعودية التي اعقبها بخطاب في جامعة القاهرة بمصر تمثل خطوة جيدة على طريق سد الفجوة التي انتابت العلاقات بين الدول العربية والإسلامية والولايات المتحدة وتعطي رمزية بالغة لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل ديني وإسلامي وحكمة لدى القيادة السعودية، كما ان مصر لها دورها الريادي والاقليمي، فضلا عن وزنها السياسي وحكمة الرئيس مبارك، موضحا ان ذلك يجدد الثقة لصوت الحكمة كون الرئيس أوباما يزور المسلمين ويسترشد بآيات من القرآن الكريم ما يقدم شهادة من الآخر وإقرارا بوسطية الإسلام والمسلمين ورغبته في تعزيز السلام والتعايش
الإنساني ـ الإنساني، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس أوباما إلى المنطقة تفرز مفهوم حوار الحضارات وتمنح دول المنطقة وشعوبها أملا في نسج علاقات قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل لمصلحة الطرفين والعالم أجمع.
الهاشم: ننتظر خطوات عملية
وبدوره اعتبر سفير الڤاتيكان منجد الهاشم ان خطاب الرئيس الاميركي باراك أوباما مهم جدا وشامل نظرا لما تناوله من مواضيع مهمة لها علاقة بالعالمين العربي والإسلامي والولايات المتحدة، مبينا ان اختيار جامعة القاهرة بمصر لالقاء هذا الخطاب يبرز اعطاء اوباما أهمية للتعليم الذي يستحق اهتماما أكبر في العالمين العربي والإسلامي لما يتوافر عليه من مقدرات لكنها لا تستغل، ملمحا إلى تطرق أوباما إلى القضايا العالقة المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط، إضافة الى ظاهرة العنف والإرهاب ونيته اغلاق معتقل غوانتانامو، مشيرا إلى أن العالمين العربي والاسلامي ينتظران تحول الخطاب إلى واقع عملي مؤكدا رغبة الرئيس اوباما في التغيير واتخاذ خطوات عملية لافتا الى تطرقه الى مبادئ الدين الاسلامي كدين تسامح اضافة الى فترة وجود المسلمين بالاندلس ما يدل على واقعية وشخصية اوباما واخلاصه في كلامه، وقناعته بأن ما ورد ليس مجرد خطاب بل يعطيه عمقا سياسيا وانسانيا ودينيا وروحانيا.
العبادي: تعزيز التفاهم
من جانبه، قال سفير المملكة الاردنية الهاشمية جمعة العبادي ان زيارة الرئيس باراك اوباما الى المنطقة تحظى بأهمية بالغة والتي بدأها من المملكة العربية السعودية، مشيرا الى ان خطابه الى العالمين العربي والاسلامي والذي القاه من جامعة القاهرة يمثل خطوة مهمة على طريق تعزيز التفاهم بين الولايات المتحدة ودول المنطقة مؤكدا على دورها الفاعل في تحريك عملية السلام وإخراجها من حالة الجمود التي تعتريها، مضيفا نعول كثيرا على دور الولايات المتحدة في تعزيز الامن والاستقرار وابعاد شبح الحروب في المنطقة ودعم حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية، آملا ان يعقب هذه الخطوة تحرك جدي وفاعل لتحقيق ذلك.
وذكر العبادي باللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأميركي مايو الماضي كونه اول زعيم عربي يزور واشنطن بعد تعيين الرئيس اوباما آملا في ان تحدث زيارة اوباما نقلة نوعية لتعزيز التفاهم والتواصل على مبادئ السلام وتوفر كذلك فرصة للاطلاع على صورة الاسلام السمحة التي تدعو الى تقارب الشعوب.
أبوبكر: بادرة جيدة
من جانبه، قال السفير الصومالي عبدالقادر أبوبكر ان خطاب الرئيس الأميركي باراك اوباما يستحق الترحيب والنظر اليه من زاوية ايجابية حتى يساهم الطرفان في حل القضايا العالقة التي تتعلق بالعالمين العربي والاسلامي وحتى ينعم العالم بسلام واستقرار.
وذكر ابوبكر ان الرئيس اوباما يبدو متفائلا في تأسيس علاقات يسودها الحوار والتفاهم مع دول المنطقة والعالم والغاء الشكوك وفتح صفحة جديدة في هذه العلاقات التي تأثرت كثيرا خلال السنوات الاخيرة الماضية، مشيرا الى ان ما ورد في خطاب الرئيس الأميركي يستحق كل الاهتمام، آملا ان تكون هذه الخطوة بادرة لعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
من جهته، قال السفير الأفغاني عبدالرحيم كريمي إن خطاب الرئيس أوباما خطوة إيجابية على طريق التقارب بين الغرب والعالم الإسلامي ويعد صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين، مضيفا أن معرفة أوباما بالاسلام ومفاهيمه السمحة ستكون وسيلة لدعم التفاهم والحوار بين الحضارتين الإسلامية والغربية.
واشار كريمي إلى أن ما تضمنه الخطاب من إشادة بمبادئ التسامح الإسلامية سيكون له تأثير على أفكار الشعوب الإسلامية تجاه الولايات المتحدة الاميركية، لافتا إلى أن وجود القوات الاميركية في افغانستان ـ كما اشار أوباما في خطابه ـ رهن بالقضاء على عناصر القاعدة.
الراجحي: فلسفة جديدة
وتعقيبا على الخطاب، قال استاذ الصحافة والاعلام بجامعة الكويت د.مناور الراجحي: هذا الخطاب كان متوقعا بهذه النبرة وبهذه الكلمات التي تشير الى التسامح مع العالم الاسلامي وبناء صفحة جديدة تختلف تماما عن السياسات المختلفة السابقة في اميركا، خاصة في ظل وجود باراك اوباما وفلسفته التي تختلف تماما عما سبقه من الرؤساء، متابعا: «فقبل ان يتقلد مقاليد الحكم، كان في المراحل النهائية للانتخابات كان يراهن العرب ان هذا الرجل هو الرئيس المنتظر لتجديد الثقة بين العالم بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة مع اميركا»، واردف قائلا: وقبل وصوله الى القاهرة زار بلد الاسلام وقبلة المسلمين المملكة العربية السعودية واعتقد ان هناك نقاطا قد تم الاتفاق عليها مع العاهل السعودي وأم العالم الاسلامي السعودي واشاد بمبادرات الملك عبدالله في خطابه الذي القاه بجامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية، وحول ما ذكره اوباما عن اسرائيل في الخطاب، اوضح الراجحي ان هذه هي السياسة الخارجية لاميركا واعتقد انه ذو حكمة وكان في منتهى الشفافية عندما قال: «علاقتنا مع اسرئيل غير قابلة للانكسار، ونريد ان نقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف سواء العرب او المسلمون او اسرائيل وغيرها من الدول».
ولفت الراجحي الى ما اكد عليه اوباما في خطابه على التحول في العلاقات الخارجية الاميركية تجاه المسلمين، موضحا انه لو رسمت هذه الكلمات وطبقت بما تحمل من معنى حتى لو كان من ناحية القشور وليس اللب، ستفتح صفحات جديدة مع الدول الاخرى وايضا مع قادة لهم دورهم الاسلامي الخاص، مشيرا الى ما يسمى في الاعلام الغربي بالارهابيين واصحاب الابتزاز، مضيفا: ولكن اعتقد ان هؤلاء القادة سواء في باكستان او مصر او السعودية او في بلاد المسلمين الاخرى سيفكرون بما جاء في الخطاب، وسيكونون على يقين ان الصراعات المستمرة بهذه الصورة ستشنج المواقف، وان تلك النظرة الضيقة بين القوي والضعيف واقدر ولا اقدر وانجز ولا انجز وجميع تلك النقاط لابد ان تتجلى ثم تضع كل الحلول والنقاط والافكار والآراء وايضا الرؤى على سطح طاولة واحدة ونتقاسم تلك الامور بحيث يكون لنا بصمة انسانية اولا ثم بصمة مسؤولية ثم بصمة مستقبلية تجاه شعوبنا وبلادنا.
ومن جهة اخرى قال د.الراجحي: ان الكاريزما الخاصة باوباما قد تكون جذابة اكثر من غيره، واتحدث هنا على لون البشرة فاذا كنا كعرب ومسلمين مضطهدين في اميركا ففئة السود باميركا تعرضوا لاضطهاد لا يقل عما تعرضنا له نحن المسلمين، وبالتالي فان الوجه المشرق لاميركا سنراه في وجه اوباما حسين براك.
المكيمي: نقطة تغيير
استاذة العلوم السياسية د.هيلة المكيمي وصفت خطاب اوباما بالايجابي، مشيرة الى ان الرئيس اوباما اتسم بالتواضع، خصوصا في السعودية عندما قال انه يأتي للمشورة، معتبرة ذلك اشارة ديبلوماسية متواضعة وتطرح ابعادا جديدة في علاقة الولايات المتحدة الاميركية مع العالم الاسلامي.
وقالت: «هذه نقطة التغيير بين السياسة القديمة التي كانت تعتمد على التلقين وفرض رؤية معينة دون ان يكون للعالم العربي والاسلامي اي دور لهذه الرؤية، أما الآن فهناك تغيير في السياسة الاميركية على عكس السياسات المعلبة السابقة».
واضافت: «اليوم هناك دليل على ان اميركا تريد ان تكون شريكا حقيقيا ولكن يبقى الفيصل مدى واقعية تطبيق الاميركيين لهذه الرؤية الجديدة في الشراكة ومن جانب آخر تعتمد على رؤية العرب حول قضاياهم بحيث يجب ان يكون لديهم رؤية واحدة سواء في الصراع العربي – الاسرائيلي او الدور الايراني وملف حزب الله ومستقبل العراق خصوصا مع التصريحات التي اطلقها العراقيون تجاه الكويت، مشيرة الى ان هذه كلها لا تعبر عن رؤية موحدة للعرب وبالتالي يصعب على أي لاعب خارجي المساهمة في النهوض بالمنطقة في ظل التفرقة والتشرذم».
وقالت: «من هنا تنطلق اهمية رؤية صاحب السمو الامير حول الوحدة العربية الاقتصادية».
جمال: مجال للتقارب
من ناحيته رأى النائب السابق واستاذ العلوم السياسية د.عبدالمحسن جمال ان خطاب باراك اوباما فيه نبرات جيدة ومحاولات من الاقتراب من المشكلة الفلسطينية افضل من الرئيس بوش فهو يتلمس الآن معاناة الشعب الفلسطيني ويدعو الى الحوار مع كل الاطراف بما فيها ايران وان لكل طرف حقوقا.
وتابع قائلا: واتصور ان هذا الخطاب سيوضح للشعب الاميركي بعض الجوانب الغامضة حيث كان يعتقد ان الاسرائيليين دائما على صواب وان العرب والمسلمين على خطأ، وسيوضح كذلك ان القضايا في العلاقات الدولية لا يمكن النظر اليها من منظور اللونين الابيض والاسود فدائما هناك مجال للتقارب والتحاور.
ولكن جمال رأى ايضا ان هناك جوانب سلبية في خطاب اوباما وخاصة في دفاعه المستميت عن اسرائيل وهو يكرر اقوال الرؤساء السابقين مشيرا الى ان اوباما كان بالطبع يراعي اللوبي الصهيوني في اميركا. واضاف جمال: واتصور ان الديموقراطيين بعد ان رأوا ان الحل العسكري والاستفراد بالعالم لم يعد امرا ناجحا الآن ومن الصعوبة ان يسيروا في هذا الطريق وحدهم فقد اصطدموا بالواقع الصعب في العراق وافغانستان ولبنان وايران. واضاف: والآن فإن الديموقراطيين يحاولون تحقيق نفس اهدافهم مع تنازلات بسيطة جدا ويسلكون طريق الحوار وليس الصراع وقال جمال: وهنا على العرب والمسلمين ان يبادلوا الرئيس الاميركي الحوار بالحوار ـ ولكن بحذر ـ لانهم عن طريق الرئيس الاميركي يمكنهم طرح قضاياهم بشكل اوسع وخاصة اذا صدق الاميركان بتخفيف معاناة الشعوب. واردف قائلا: ما طرحه اوباما عن الخلافات بين المسلمين فيما بينهم هو طرح مخجل لنا كمسلمين حيث لم نستطع التفاهم فيما بيننا، وكذلك استخدامه للآيات القرآنية اشارة واضحة إلى ان المسلمين انفسهم بعيدون عن القرآن الذي نزل فيهم واتمنى ان يكون درسا للعرب والمسلمين للتوحد فيما بينهم.
لكن جمال وفي ختام تصريحاته اكد اننا وبشكل عام بدأنا نسمع لغة سياسية عالمية جديدة من شخص يتقلد ارفع منصب في اكبر دولة بالعالم.