سامح عبدالحفيظ ـ سلطان العبدان
وافقت لجنة الداخلية والدفاع على الاقتراح برغبة المقدم من النائب د.عبدالكريم الكندري الذي يقضي ببحث الدراسة الواردة بالاقتراح بشأن كيفية الاستفادة من الضباط المتقاعدين بما يملكونه من خبرة وتجربة طويلة في مواقع مختلفة نتيجة عملهم داخل القوات المسلحة أسوة بالعديد من دول العالم، خاصة ان اعداد الضباط المتقاعدين في زيادة مستمرة ولدى قسم كبير منهم القدرة والعطاء والخبرة المهنية ليكونوا رديفا فاعلا للقوات المسلحة اسوة بوزارة الداخلية والحرس الوطني.
وتقول الدراسة التي حصلت «الأنباء» على نسخة منها ان القوات المسلحة عنصر الأمن والاستقرار في أي بلد وفي بلدنا العزيز الكويت يعتبر ركيزة مهمة في المجتمع الكويتي وداعما رئيسيا لتطوير البلد وتقدمه في جميع المجالات.
وتشير الى ان الضباط المتقاعدين هم جزء من نسيج الوطن وهم من خدم الوطن بإخلاص وما زالوا متسلحين بالمبادئ التي تلقوها خلال خدمتهم.
وتقول الدراسة ان اعداد الضباط المتقاعدين في زيادة مستمرة وقسم كبير منهم لديه القدرة والعطاء، ولديهم الخبرة المهنية ليكونوا رديفا فاعلا للقوات المسلحة، كما ان القوات المسلحة تعتبر مجتمعا قائما بذاته لديه كل المؤهلات العلمية والقدرات المهنية المختلفة والتي قد تتجاوز المئات حيث لا تكاد توجد مهنة او وظيفة تخلو منها القوات المسلحة وهذا يعني ان المتقاعدين لديهم كل الخبرات والمؤهلات والمهن المطلوبة.
وتقول الدراسة ان إحالة الضابط المتقاعد وهو في سن العطاء وهو بكامل قدراته وخبراته يؤثر على نفسيته ويشعر بأنه أصبح خارج مرحلة العطاء، وان دوره في المجتمع قد تقلص وقد يشعر بالاكتئاب او تغييرات نفسية مختلفة كون المجتمع يربط بين المتقاعد والعجز عن العمل.
فبعد التقاعد ينتقل الضابط من مرحلة يكون في غاية النشاط الى الكسل والملل ما يعرضه الى امراض القلب، المفاصل، السكري، وغيرها من الأمراض المرتبطة بقلة الحركة والجهد البدني.
وتضيف: ان العوامل النفسية المتعددة والمرتبطة بالمتقاعد وشعوره بانه اصبح غير فعال في المجتمع وان دوره قد انتهى سوف يؤثر على العلاقة في البيت وبدل ان يكون التقاعد للراحة سيكون مصدر متاعب الاسرة ومن ثم يؤثر ذلك على العلاقة المجتمعية.
وتؤكد الدراسة ان المتقاعد العسكري كبر وترعرع في مجتمع بصفة خاصة ومعظم صداقاته وعلاقته من داخل هذا الوسط وعند الاحالة يفقد قسما كبيرا منهم ويصبح عليه ايجاد علاقات مجتمعية جديدة، ما يؤثر على سلوكياته كون الصداقات القديمة هي التي يرتاح لها الانسان فطريا، ويرتبط بها بوحداته كما يشعر بأن مكانته الاجتماعية قد اهتزت عند الاحالة إلى التقاعد.
كما ان للضابط منزلة اجتماعية مرموقة وله نظرة اجتماعية خاصة وهذا يترتب عليه كثير من الالتزامات المادية تجاه الاسرة والمحيط المحلي، ولا يستطيع الضابط ان يتنازل عن هذه المكانة لشعوره بان ذلك يؤثر على كرامته وأضف الى ذلك ان الضابط يحال الى التقاعد ولديه ابناء على مقاعد الدراسة وفي مستويات مختلفة، ما يتطلب نفقات ومصاريف زيادة.
وتؤكد الدراسة ان الضباط المتقاعدين خدموا في مواقع مختلفة في القوات المسلحة ولديهم خبرات طويلة ومتنوعة يمكن الاستفادة منها او تعويض اي نقص يواجه القوات المسلحة وخاصة بالنسبة للضباط من رتبة رائد، مقدم، عقيد، وأهم هذه المواقع هي:
أ ـ معاهد التدريب المختلفة للضباط وحتى مستوى كلية القيادة والأركان.
ب ـ المديريات والجهات المعنية بالدراسات والبحوث في القوات المسلحة.
ج ـ المديريات والجهات المعنية بالتزويد والخدمات الإدارية.
د ـ جميع المواقع الإدارية والتدريبية تناسب الضباط المتقاعدين العسكريين والمواقع القيادية في وحدات الميدان.
هـ ـ الشركات المدنية التي تتعامل مع القوات المسلحة وفي كل مواقعها وإذا لزم تأهيل الضباط فيما يمكن ان يتم ذلك ليتناسب مع الموقع الجديد.
و ـ جمعيات تعاونية بدعم من الدولة يديرها متقاعدون.
وخلصت الدراسة الى أن المتقاعدين العسكريين جزء مهم ورئيسي في بلدنا العزيز، ولقد قدم المتقاعدون تضحيات كبيرة تجاه وطنهم وأمتهم وما زالوا على العهد والوفاء والمحبة باقون ولديهم الرغبة والقدرة على العطاء.
ورغبة في تحسين أوضاع المتقاعدين العسكريين وتوفير فرص الحياة الكريمة، فكان لا بد من إيجاد وظائف لهم لرفع معنوياتهم ويزيد من شعورهم بأنهم مازالوا موضع تقدير واحترام، فيمكن الاستفادة من المتقاعدين العسكريين في مواقع مختلفة بما يتناسب مع مؤهلاتهم وخبراتهم مع تشكيل لجنة خاصة لهذه الغاية لبيان المواقع المناسبة لهم والتعليمات التي تؤيد هذه الغاية.
ونتج عن الدراسة ما يلي:
٭ يمكن الاستفادة من الضباط المتقاعدين بما يخدم المصلحة العامة وبعين الاعتبار لهذه الشريحة من المجتمع.
٭ جميع المواقع الإدارية والتدريبية والمهنية يمكن أن يعمل بها الضباط المتقاعدون.
٭ هناك دول عديدة لديها تجارب في هذا المجال يمكن الاستفادة من تجربتها، كما أن هناك دولا تستشيرهم خلال المناورات، حيث إن قائد المناورة، الجنرال روبرت اتلان للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها التي تمت في الشرق الأوسط قبل سنتين، كان جنرالا أميركيا متقاعدا.
٭ قد تكون أسباب تقاعد العديد من الضباط هو قوانين التقاعد وبعض الظروف إلا أن إمكانية العطاء مازالت موجودة.
وأوصت الدراسة بما يلي:
ـ الاستفادة من المتقاعدين الضباط وخصوصا الرتب العالية (عميد ـ لواء ـ فريق) في مؤسسات الدولة المختلفة.
ـ الاستفادة من المتقاعدين الضباط (رائد ـ مقدم ـ عقيد) في الوظائف المختلفة سواء إدارية أو تدريبية أو مهنية كمستشارين.
ـ أن يكون لدى القوات المسلحة قاعدة بيانات حديثة عن المتقاعدين العسكريين من الضباط وتخصصاتهم حتى يسهل الاختيار من هؤلاء الضباط.
ـ توظيف عدد من المتقاعدين من الضباط في الشركات التي تتعامل مع القوات المسلحة.
ـ عمل برامج تأهيلية للمتقاعدين من العمل في القطاع الخاص.
ـ تشكيل لجنة خاصة لدراسة أوضاع المتقاعدين الضباط والمواقع التي تتناسب واختصاص كل منهم ومقدار الرواتب التي ستمنح لهم دون المساس بتقاعدهم حتى يتم تحسين دخلهم.
وأكدت الدراسة ان هناك مجالات يمكن فيها استخدام المتقاعدين من الضباط ومنها:
1 ـ مستشارون في معاهد التدريب في القوات المسلحة.
2 ـ الاستفادة من الأطباء والممرضين والمهندسين للعمل كل في مجال اختصاصه.
3 ـ التدريس في مجال الثقافة العسكرية.
4 ـ التدريس في الجامعات لمادة التربية الوطنية والعلوم العسكرية.
5 ـ العمل في مجال الأمن والحماية لمؤسسات الدولة العامة والخاصة والمرافق والمنشآت الحيوية قبل مصافي النفط والموانئ.
6 ـ العمل كمستشارين في القيادة العامة.
7 ـ العمل كرديف للقوات المسلحة وخصوصا وقت الأزمات، حيث يمكن دعوتهم لتدريب قوات الاحتياط.
8 ـ المساهمة في تقليل الاعتماد على العاملين من غير أبناء الوطن.
9 ـ العمل في مركز الدراسات الاستراتيجية.