اكتشف باحثون أميركيون أن الوقت الأمثل للتعلم لدى الإنسان ينتهي مع بدء مرحلة المراهقة، وأن من بين أسباب تراجع القدرة على التعلم في هذه المرحلة حدوث تغيرات في منطقة «الحصين» بالدماغ مما يؤدي إلى إضعاف الاستثارة لدى الإنسان وخفض قدرته على التعلم وضعف الذاكرة.
وأكد الباحثون من خلال التجارب التي أجروها على الفئران إمكانية التغلب على تراجع القدرة التعليمية بسبب المراهقة لدى الفئران على الأقل وذلك من خلال أحد الهرمونات المسببة للضغط العصبي. وتعتبر منطقة «الحصين» مسؤولة عن العمليات التعليمية وعن الذاكرة في المخ.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة «ساينس» العلمية الأميركية الصادرة امس.
واكتشف الباحثون تحت إشراف الأستاذة شيريل سميث بجامعة نيويورك أن بدء مرحلة المراهقة يتسبب في تكاثر أحد البروتينات المستقبلة المعروفة باسم «جي ايه بي ايه ايه» في الجزء المذكور من الدماغ وأن تكون هذا البروتين يضعف إحدى عمليات التعلم في هذه المنطقة وبالتحديد الذاكرة بعيدة المدى والتي يقوم المخ خلالها بتعزيز نقل الإشارات بين الخلايا العصبية لمدة معينة وبذلك يخزن معلومات جديدة بالذاكرة.
وتبين للعلماء خلال التجارب أن التغيرات التي طرأت على مخ الفئران المراهقة أدت إلى تراجع قدرتها الذهنية بشكل واضح مقارنة بالفئران التي لم تبلغ بعد لمرحلة البلوغ الجنسي.
لكن عندما أعطى الباحثون الفئران المراهقة هرمون «تي اتش بي» وجدوا أن الفئران التي وصلت مرحلة البلوغ تتعلم بقدرتها السابقة نفسها.
وتتفق هذه النتيجة مع المعلومات العلمية الحالية التي تؤكد أن هرمون تي اتش بي مسؤول عن خفض القدرة التعليمية وخفض قوة الذاكرة في السن المتقدمة.
ولخصت سميث نتائج أبحاث فريقها العلمي في بيان صحافي لجامعة نيويورك قائلة «أوضحت أبحاثنا أن آليات خاصة بالدماغ تغير القدرة على التعلم في مرحة المراهقة وأن الإجهاد العصبي الخفيف يمكن أن ينشط القدرة التعليمية بعد تراجعها في هذه المرحلة».
وأشارت سميث إلى أن العلماء يرجحون ضرورة اعتماد استراتيجيات تعليمية خاصة تهدف إلى استثارة مناطق التعلم في المخ لدى البالغين.