قالت المواطنة الأميركية باتي لانغدون (65 عاما) بمدينة تكوما التابعة لولاية واشنطن أقصى غرب الولايات المتحدة، والتي تعمل في قسم الإعلانات المبوبة منذ 29 عاما، إنها لم تعرف إطلاقا قوة الإعلان وتأثيره أكثر من هذا اليوم بعد أن ثبت لها بالملموس ـ على حد قولها ـ ان إعلانها الذي وضعته في جريدة tacoma news tribune مكنها من لقاء ابنها الغائب منذ 43 عاما.
وتروي باتي القصة قائلة «بعد خلافات مع زوجي السابق سميث جون من مدينة سياتل الأميركية قبل 43 عاما، اخبرني أبي عندما كنت في الثانية والعشرين من العمر بأن أهب ابني (تود) لعائلة أميركية تتبناه، كي انهي الرابط الذي كان يجمعني بزوجي السابق خشية استمرار الخلافات بيننا».
وتابعت بالقول: لن أسامح أبي إطلاقا، فهذه كانت مشورته لقد كنت مراهقة فعلا وفعلت ما فعلت. اشعر بالندم اثر خطأ ارتكبته.
من جانبه، قال تود سميث، الذي وهبته أمه لعائلة أميركية أخرى، «لم أكن اعرف أي شيء عن أمي سوى أنها امرأة أميركية طيبة، هكذا اخبرتني عائلتي التي نشأت في بيتها. وكبرت لكن اخبرني أبي ذات مرة بأنني ابن بالتبني، وعرفت أنني من مواليد مدينة تكوما، في 19 ابريل 1967، لأن الاحتفال بعيد ميلادي يكون كل عام مع أصدقائي وأفراد عائلتي، نعم هذا كل ما اعرفه عن عائلتي التي تخلت عني».
ويستمر في سرد قصته: قبل أيام وأنا أطالع في بعض الصحف المحلية وجدت إعلان (تهنئة) وضع في صحيفة tacoma news tribune، ويذكر الإعلان: اهنئ كل الأشخاص من مواليد 19 أبريل لأن ابني واحد منهم ولم أره منذ 43 عاما، اعترف بخطئي أنا من وهبته للتبني. وفي نهاية الإعلان يوجد اسم patti langdon واسم المدينة أيضا (tacoma).
ويقول تود «المعلومات التي قرأتها في الإعلان جعلتني أتيقن أكثر قبل عملية البحث عبر محرك yahoo الشهير أنني انا المقصود، خصوصا بعد أن نتج عن البحث في الموقع بيانات عن مستشفى تكوما للولادة ووجود اسمي في سجل موقع المستشفى الخاص. فتأكدت ساعتها انه اسمي واسم أمي الحقيقية صاحبة الإعلان».
المفارقة تكمن عندما قال تود سمث انه لم يفكر في يوم من الأيام في العودة إلى أحضان عائلته الحقيقية بعد أن علم انه قد وهب بالتبني، مؤكدا «ما ذنبي أنا كطفل أباع وأشترى؟ دخولي إلى الموقع لم يكن قرار عودة إلى العائلة الأولى بل لكي اتأكد من حقيقة قصتي وحسب».
وعن تعامله مع أمه الحقيقية باتي، قال تود «سأتعامل مع أمي الحقيقية على أنها من أقاربي أو معارفي وحسب فأنا لا أحس برابط متين بيننا».
من جهتها قالت الأم باتي إن سميث جزءا من حياتها بعد كل السنين التي مضت، لأنه طفلها الوحيد ولأنها لم تتزوج ولم تختر حياتها بعيدة عنه، وكررت «أنا اعترف بخطئي»، مضيفة «لن اسمح له بالذهاب وتركي بمفردي».