تختص تونس كغيرها من البلدان العربية في شهر رمضان بأطباق وأكلات تقدم خصيصا خلال هذا الشهر، ولا تخلو موائد إفطار التونسيين بأطباق شهية تسيل لعاب الصائم وتفتح شهيته على الأكل، لعل أهمها صحن «البريك» وهو طبق المفتحات الرئيسي، يقدم مع حساء «الشوربة» وتشتهر به كل المدن التونسية من شمالها إلى جنوبها. ويؤكد عم داود أحد المختصين في تحضير هذه الأكلة أنه امتهن هذا الاختصاص منذ 72 سنة حيث تعلم صنع «البريك» وهو لم يتجاوز الثامنة من العمر على يد اليهود التونسيين المقيمين في حلق الوادي. ويضيف «البريك طبق يهودي بالأساس، وقد ورثوا مقاديره وكيفية إعداده لأبنائهم وحتى للتونسيين ولا يخلو أي بيت أو مطعم منه».
وتتميز هذه الأكلة بسرعة تحضيرها وخفة مقاديرها وهي عبارة عن خليط من البيض وسمك التونة والبقدونس وتضاف لها بعض البهارت ثم تلف في عجين على شكل ورقي مصنوع من الدقيق وتقلى في الزيت. عم داود أكد أيضا أنه تعلم طبق «الكفتاجي» من مطابخ اليهود في تونس الذين اشتهروا ببراعتهم في إعداد «المقليات» والكفتاجي هو عبارة على خليط من الفلفل الاخضر والطماطم والقرع (الكوسة) التي تقلى في الزيت ثم يضاف لها البيض المقلي وتقطع على شكل جزيئات صغيرة ثم تتبل بزيت الزيتون والبهارات وتزين بالهريسة الحارة وبعض الزيتون والبقدونس وترش فوقها شرائح البطاطس المقلية لتأكل مع الخبز.