احتفلت الأوساط الأدبية بمرور 120 سنة على ميلاد كاتبة الروايات البوليسية الشهيرة «اجاثا كريستي» التي مازالت رواياتها مطروحة في السوق رغم سنوات غيابها الطويلة.
ولدت اجاثا كريستي في عام 1890 من أب أميركي وأم انجليزية وبدأت ظواهر نبوغها في كتابة القصة والرواية تظهر في وقت مبكر من صباها، وذلك عندما أصابتها نوبة برد في احدى المرات، وأمسكت بورقة وقلم وراحت تخط قصة قصيرة للتغلب على ملل الفراش وعندما اكتشفت أمها ذلك راحت تساعدها على القراءة والكتابة، وظهر بعد ذلك بوقت قصير مدى تفردها بذلك الخيال الرائع في تخيل الأشياء ومن ثم تعقيدها وبعد ذلك البحث عن حلول وهي الطريقة التي استعملتها بعد ذلك في كتابة قصصها العديدة. تزوجت في المرة الأولى من ارتشي كريستي ولم يستمر هذا الزواج طويلا وعندما تم طلاقها تزوجت بعد ذلك من عالم الآثار ماكس مالوان بعد ان التقت به في احدى زيارتها لبلاد الشرق التي كانت تستهويها الى درجة كبيرة، ورغم انها كانت تكبره الا انها وقعت في غرامه ومن ثم رافقته بعد ذلك في عدة بعثات استكشافية الى معظم بلاد الشرق، فزارت العراق وسورية وإيران، ووفر لها مناخ وسحر وغموض تلك الدول كتابة عدد من الروايات المثيرة والمفعمة بالغموض والإثارة التي تجري أحداثها في بلاد الشرق.
اخترعت أبطال قصصها مثل المفتش هركول بوارو، والكولونيل بريس، ومس جين ماربل وهي من الشخصيات المتكررة في رواياتها حتى ان العالم بأسره أصبح يعرف هذه الأسماء.
ساهمت مرافقتها لزوجها في اعماله الأثرية في انضمامها رسميا الى بعثة التنقيب الأثرية الانجليزية في نينوى في شمال العراق وأصبحت تمارس عمل اكتشاف الآثار في الوقت ذاتة الذي راحت تخط فيه قصصها بكل نشاط وحيوية، ذلك ان عالم اكتشاف الآثار المليء بالاثارة والغموض ساعد خيالها في التأليف والابتكار.
كتبت في رواياتها العديدة وصفا لبلاد الشرق كما رأتها، فمثلا وصفت البتراء في الأردن وروعة بناء المسجد الأقصى وقبته المشيدة على صخرة مرتفعة، ثم كتبت رواية «موت على النيل» عن مصر التي تحولت الى مسرحية بعنوان «جريمة قتل على النيل» في عام 1946 وكتبت في مصر ايضا مسرحية اخناتون.
عندما بلغت اجاثا كريستي الخامسة والثمانين كانت قد أنتجت 85 كتابا اي كتاب لكل سنة وهو انتاج غزير لأي كاتب ويحسب لها انها لم تأخذ أفكار رواياتها وأحداثها من سجلات الشرطة كما فعل غيرها انما كانت ذات خيال جامح.
انها تحرك أبطالها وشخوصها وفق صيغ دراماتيكية مزدحمة بالخلفيات والتفاصيل، وتتصاعد حرارة الأحداث لتصدم القارئ بنهايات مفجعة، بيد أن الكاتبة تقدم تراجيديا الفجيعة على أنها حدث عابر يتقبله القارئ المستمتع على أنه أمر لابد منه. لقد توفيت اجاثا كريستي في 12 يناير عام 1976 بعد ان بلغت شهرتها الآفاق من تلك اللغة التي امتلكت ناصيتها ومن ذلك الأسلوب والحبكة القصصية.