قال المخرج السوري حاتم علي: إنه لم يحدد بعد ظهور شخصية ثاني الخلفاء الراشدين في مسلسل «عمر بن الخطاب»، الذي أعلنت عن إنتاجه مجموعة mbc وتلفزيون قطر، مؤكدا أن المسلسل لن يخالف الشرع واللجان الدينية.
وقال: «نظرا لحساسية الموضوع الذي يتناوله المسلسل سنكون ملتزمين بالمرجعيات الدينية، سواء الموجودة معنا في العمل نفسه كلجنة متابعة وتدقيق السيناريو، أو حتى المرجعيات خارج حدود العمل». وأضاف أنه سيتم الإعلان عن اسم الممثل الذي سيقدم شخصية العمل حتى لو لم يظهر وجه الشخصية، وقال: «سواء ظهر وجه هذه الشخصية أو لم يظهر، لابد من ممثل جيد كي يتمكن من القيام بالدور». وأعلنت مجموعة mbc والمؤسسة القطرية للإعلام، خلال مؤتمر صحافي، عن تعاون مشترك لإنتاج وعرض أضخم عمل درامي تلفزيوني تاريخي يتطرق إلى إحدى أهم حقب التاريخ الإسلامي، إذ يجسد سيرة ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وألمح المخرج السوري، الذي سبق أن قدم عددا من الأعمال الدرامية التاريخية التي تركت بصمة في الدراما العربية، ومنها «ربيع قرطبة» و«التغريبة الفلسطينية»، إلى أن هناك لجنة تبحث إمكانية إنتاج عمل سينمائي عن الخليفة عمر بن الخطاب، وترجمته إلى اللغات العالمية الحية.
وقال حاتم علي ـ في سياق الحديث عن الممثلين الذين سيشاركون في العمل الدرامي: إنه «لا شروط ستفرض على الممثل الذي سيتم اختياره لجهة الأدوار التي سيقدمها لاحقا». وأضاف «في النهاية على الجمهور أن يعي أن هذا الشخص هو مجرد ممثل، وهذه مهنته، وبالتالي هو مطالب بتقمص شخصيات مختلفة. وبطبيعة الحال من أهم الشروط تناسب الممثل للشخصية التي سيجسد دورها، كأن تكون هنالك قواسم مشتركة، وأن يكون له مصداقية في النوع الذي يؤديه، وبالتالي من غير المنطقي أن يكون هناك ممثل كوميدي على سبيل المثال في مسلسل تاريخي».
وتابع «أعتقد أن التعرض لعصر صدر الإسلام ولشخصية مثل العادل الفاروق أمر في غاية المعاصرة، لأنه يعتبر بمنزلة مفاتيح للإمساك ببوصلة الحوارات باتجاهات صحيحة لا كما يحدث حاليا». وقال المخرج السوري المعروف: إن النجوم والممثلين المشاركين في العمل سيكونون من دول عربية مختلفة، ولن يكون هناك تركيز على جنسية محددة، مؤكدا أن الممثل الجيد من أي بلد عربي من الممكن أن يكون موجودا في هذا العمل، وأن التصوير سيتم بين سورية والهند والمغرب وتونس.
جدل في مجلس الشعب المصري بسبب «يوسف الصديق»
في سياق قريب طالب مجمع البحوث الإسلامية، أعلى هيئة في مؤسسة الأزهر، بوقف بث المسلسل الإيراني «يوسف الصديق»، على قناة «ميلودي دراما» التي تبث على القمر الصناعي المصري «نايل سات»، لتجسيدها للنبي يوسف بما يتعارض مع فتاوى سابقة للمجمع تحظر تجسيد الأنبياء والصحابة وآل البيت. وأكد الشيخ علي عبدالباقي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، «أن المجمع جدد رفضه لظهور الأنبياء في اجتماعه الشهري، خاصة ما عرض على المجمع بشأن مسلسل «يوسف الصديق»، وقد رفضنا إذاعة المسلسل وعرضه في أي فضائية مصرية تطبيقا لقرارات سابقة للمجمع تحظر ظهور الأنبياء في الدراما، وهو موقف ثابت للمجمع لن يتغير». وأكد الشيخ عبدالباقي «أن دور المجمع إصدار توجيهات وتوصيات لكنه ليس جهة تنفيذ إلزامية بوقف عرض المسلسل أو استمراره».
وأثار مسلسل «يوسف الصديق» جدلا في مصر وصل الى البرلمان، حيث تقدم د.محمد فضل، عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين، بسؤال عاجل الى وزير الإعلام أنس الفقي يطالب فيه أيضا بوقف عرض المسلسل».
وقال النائب في سؤاله «إن المسلسل الإيراني «يوسف الصديق» يجسد صورة نبي الله يوسف ووالده النبي يعقوب وأمين الوحي جبريل (عليهم السلام) وهو أمر مخالف لفتوى الأزهر ويعتبر تحديا دينيا للفقهاء والعلماء الذين أصدروها».
وأعلن مجمع البحوث الإسلامية رفضه القاطع لمسلسل «يوسف الصديق» وأي أعمال أخرى يتم من خلالها تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية، خاصة أن إحدى شركات الإنتاج السينمائي الأميركية تقدمت بطلب للحصول على موافقة المجمع على إنتاج فيلم تسجيلي عن الجينات الوراثية للرسول (صلى الله عليه وسلم)، إلا أن المجمع رفض هذا الطلب أيضا، كما رفض الموافقة على مسلسل من إنتاج التلفزيون المصري حول «الحسن والحسين» ابني الإمام علي.