واحدة من أغرب عمليات خطف «شهدها لبنان السبت» وردت تفاصيلها كما يلي: «قالت وكاله الأنباء اللبنانية إن خمسة عمال مصريين يعملون في لبنان بمنطقة بلاط، تعرضوا للاختطاف على يد مجهولين، وطلب الخاطفون من أصدقاء المخطوفين مبلغ 4 آلاف دولار عن كل عامل».
وقالت الوكالة إن القوى الأمنية اللبنانية تقوم بالتحقيقات لمعرفة هوية الخاطفين واسترداد المخطوفين. كما تم إرسال مبلغ عشرين ألف دولار إلى الشخص المتصل وهو السوري عامر علي رضا، الذي طلب تحويل المبلغ إلى سورية عبر الـ «ويسترن يونيون». ومن بين المخطوفين: علي توكل، علي راغب، هشام مبروك، حمدي حسن الصفطي، وعلي توفيق».
سريعا انتشر الخبر عبر التلفزيونات المصرية واللبنانية، ونقلته معظم وسائل الإعلام في مواقعها على الإنترت، وحمل «العربية.نت» الأحد 9-1-2011 إلى البحث عن منطقة «بلاط» في لبنان لتتحدث إلى رئيس بلديتها وتسأله عن المخطوفين، فعثرت على «بلاطين» واحدة بالشمال والثانية في الجنوب. وكان الاتصال أولا ببلدة «بلاط» البعيدة في الجنوب اللبناني 100 كيلومتر عن بيروت، وهي تابعة لقضاء مرجعيون وسكانها 5 آلاف نسمة، فأكد رئيس بلديتها، علي غالب رمضان، عدم معرفته بأي خبر عن أي عملية خطف، ونفى أن يكون أي إنسان في البلدة تعرض لأي سوء، ثم قال: «ليس عندنا أي عامل مصري في البلدة أصلا، فكيف يتم خطف 5 مصريين دفعة واحدة»؟
ثم ذكر أن هناك بلدة اسمها «بلاط» في قضاء جبيل في الشمال اللبناني، وثالثة بالاسم نفسه في قضاء الناقورة بالجنوب اللبناني أيضا، لكن «العربية.نت» بحثت عنها في ذلك القضاء ولم تعثر عليها فيه، ويبدو أن الأمر التبس عليه، فبلاط قضاء الناقورة هو اسم لجبل لا لبلدة. وأكد رئيس بلدية «بلدة بلاط وتوابعها» إيلي القوبا وصول صدى خبر الخطف إليه كما ورد في الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء، لكنه استغربه ولم يعره أي اهتمام «لأنه على حد علمي لم يتم خطف أي شخص عندنا في بلاط» كما قال.
وأوضح ايلي إن ما حدث هو أن عاملا مصريا (لم يذكر اسمه) اختفى يوم عيد الميلاد الماضي حيث كان يعمل في محطة وقود بقرية مستيتا، وهي جارة «بلاط» ومن توابعها بقضاء جبيل، ولم يعد يظهر له أي أثر. بعدها بيومين تقدم شقيقه بشكوى لدى مخفر مدينة جبيل (عاصمة القضاء) من أن مجموعة من السوريين خطفت شقيقه، وأنه قام بتحويل 3 آلاف دولار عبر مؤسسة «ويسترن يونيون» في جبيل لشخص سوري اسمه عامر علي رضا، وله علاقة بالخاطفين، إلا أن رضا تسلم المبلغ واختفى من دون أن يفرج الخاطفون عن الشقيق المخطوف.