احتفلت أمس بعيد الفطر السعيد معظم الدول العربية وكذلك الصين والفلبين وافغانستان وقيرغيزستان، بينما تحتفل به اليوم كل من سلطنة عمان ومصر وسورية والجزائر والمغرب ومعها عدد من دول العالم الاسلامي الآسيوية، وطال الانقسام في تحديد يوم عيد الفطر كل من باكستان واندونيسيا وماليزيا والعراق ولبنان.
ففي باكستان، كالعادة انقسم الباكستانيون في الاحتفالات الدينية، وبدأ قطاع من السكان الاحتفال بعيد الفطر الذي غالبا ما يحدث على ثلاث مراحل.
فقد اعلن علماء الدين في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي رؤية هلال شهر شوال وبدأ سكان المنطقة الاحتفال بالعيد امس، ومن ناحية ثانية اجتمعت لجنة رؤية هلال شوال امس لاستطلاع الهلال على المستوى الوطني الباكستاني، حيث سيحتفل قطاع آخر من السكان بالعيد بناء على رؤية هذه اللجنة، بينما سيحتفل قطاع ثالث من الباكستانيين بالعيد مع الجمهورية الاسلامية الايرانية لتكون احتفالات باكستان بالعيد على ثلاث مراحل، بدأت الأولى امس.
اما العاصمة الاندونيسية جاكرتا التي يعيش فيها نحو عشرة ملايين فقد افرغت من عدد كبير من سكانها مع رحيل اكثر من النصف الى ديارهم للاحتفال بعيد الفطر مع اسرهم. وحدثت اختناقات مرورية في عدد من الطرق السريعة التي تربط بين الولايات، وامتلأت القطارات والحافلات عن آخرها، وشاع في اندونيسيا مشهد الركوب على اسطح القطارات.
كما تدفق سكان جاكرتا على المطارات امس الأول حتى قبل سطوع الشمس للحاق بطائرة تعيدهم الى الديار او القيام بعطلة عيد الفطر في سنغافورة او تايلند او استراليا القريبة.
وخلافا لعيد الفطر في العام الماضي، حيث عطلت السحابة السوداء والتلوث معظم الرحلات الجوية في مناطق عدة من اندونيسيا بدا امس الطقس مواتيا بدرجة كبيرة لأكبر عملية ارتحال من نوعها في منطقة جنوب شرق آسيا.
وذكرت الصحف الاندونيسية امس ان نحو 180 شخصا لقوا حتفهم في حوادث طرق في اندونيسيا وماليزيا خلال عملية الارتحال الجماعي تلك، واختلف موعد حلول عيد الفطر من منطقة لأخرى وفق استطلاع الهلال لكل منطقة في كل من ماليزيا واندونيسيا.
أما في الولايات المتحدة الاميركية فقد هنأ الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاول الامة الاسلامية بحلول عيد الفطر السعيد، فيما انقسم مسلمو الولايات المتحدة بين صائم لاتمام شهر رمضان ومحتفل بأول أيام العيد.
وقال بوش في بيان له ان الدين الاسلامي اثرى المجتمع الاميركي وحبا اجيالا من الاميركيين وفي مختلف انحاء العالم بالراحة والقوة.
وقال ان ايام العيد الثلاثة التي تكلل شهرا كاملا من الصيام لهي لحظات للتطلع الى الامام بروح التجديد والامل والاحتفاء بالتقاليد الاسلامية الغنية بالخير والعطاء.
واضاف ان المسلمين في هذا الشهر يجتمعون مع افراد عائلاتهم واصدقائهم للتمتع بالأطعمة التقليدية وشكر الله على نعمه والعطاء للمحتاجين.
واضاف ان الامة الاميركية تعتز بأن تكون ارضا للعديد من العقائد فيما زاد مسلمو اميركا من ثرائها.
واعرب بوش عن امله في ان يتأمل الناس من كل العقائد في القيم التي نعتنقها جميعا ومنها حب الاسرة والمجتمع والعرفان للخالق.
وختم رسالته بتمنياته هو والسيدة الاولى لورا «بعيد مبارك» للمسلمين. وعلى غرار الدول الاسلامية ككل، انقسم مسلمو الولايات المتحدة بين تابع للمجلس الفقهي لأميركا الشمالية الذي قطع بناء على الحسابات الفلكية الخالصة بأن اليوم هو أول أيام عيد الفطر بينما استند جانب آخر الى رؤية الهلال في المملكة العربية السعودية حيث العيد امس.
وجاء الاختلاف على نهاية رمضان على الرغم من الاتفاق على بدايته.
واعتمدت المنظمات العربية والاسلامية الرئيسية في الولايات المتحدة الرؤيا الحسابية للمجلس الفقهي لأميركا الشمالية في حين رأت بعض المساجد ترجيح الرؤيا السعودية مادام حدث هناك اختلاف بينها وبين الحساب الفلكي الذي أقره المجلس الفقهي لأميركا الشمالية الذي يعتبر مظلة لعشرات من الجمعيات والمنظمات الاسلامية في الولايات المتحدة وكندا.
وتسبب هذا الانقسام بين المسلمين في اميركا حول نهاية شهر رمضان وبداية شوال في ان خرج فريق من مسلمي اميركا امس لاداء صلاة العيد بينما تناول فريق آخر سحوره لاتمام صيام الشهر.
اما في القارة الاوروبية فقد احتفل معظم المسلمين بعيد الفطر السعيد امس الجمعة، ففي جنيڤ ادى نحو 5 آلاف شخص صلاة العيد في مسجد جنيڤ الكبير. وكان معظمهم قد أتوا من جنيڤ وضواحيها ومن فرنسا المجاورة.
كذلك في بروكسل حيث احتفل المسلمون في بلجيكا بالعيد امس وادوا صلاة العيد في مسجد المركز الاسلامي. وفي لبنان أعلنت دار الفتوى أن امس كان أول ايام العيد واتفق ذلك مع ماقال به المرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله.