في عزلته الأخيرة، يضمه بيت صغير، وأصدقاء لا يتجاوزون عدد اليد الواحدة يلتقيهم في أوقات متباعدة، يعيش الشاعر العراقي مظفر النواب مريضا في بيته الكائن في مشروع دمر إحدى ضواحي العاصمة السورية.
لم تكن السنوات الثماني الماضية سهلة على مظفر النواب في منفاه حيث كتب قصيدته الشهيرة التي يقول فيها «انا يقتلني نصف الدفء»، إذ أبدى تأييده لسقوط نظام صدام حسين على يد قوات التحالف الدولي بزعامة أميركية، ما اضطر كثيرين لمقارنة موقفه بموقف الشاعر العراقي سعدي يوسف الذي أعلن تأييده للمقاومة العراقية رغم معارضته للنظام العراقي السابق أيضا.
«الديكتاتور» الذي استحوذ على حياة الشاعر وهواجسه أربك النواب بسقوطه، سواء بتوقيته أو كيفيته، حال النواب وهو من يمتلك روح طفل سريعة الاشتعال نزقا أو فرحا، فأعلن تأييده لسقوط «الطاغية».
وظهر على شاشات الفضائيات العراقية والعالمية، وهو يدلي بصوته في الانتخابات العراقية، وأعاد التأكيد على موقفه المناصر للعملية السياسية في «عراق ما بعد الاحتلال».
وقال في إحدى مقابلاته الصحافية «أنا مع الانتخابات العراقية الأخيرة، ومن عنده طريقة أخرى فلينصحنا بها، أما أن نطلب من العراقيين حمل السلاح في هذا الوقت بالذات فهذا أمر مضحك، إن المقاومة في مثل هذه الظروف هي ضرب من الخيال، لابد أن نحرص على سلامة كل العراقيين وألا نقدمهم إلى «المفرمة» بتعلة المقاومة».