لندن ـ العربية: ينشط الشحاذون والنصابون في أوروبا مع بداية موسم الصيف. ويختلف كل شخص في أسلوبه لكسب عطف المارة، وهو أسلوب يدخل في إطار النصب لعدم حاجة هذا الشخص خصوصا أن دول أوروبا تتكفل بمعيشة العاطلين عن العمل.
ونال عدد من الشحاذين في العاصمة البريطانية لندن الشهرة في السنوات الأخيرة، وتحولوا عبر الزمن إلى «معلم» من معالمها. وتستحوذ البوسنيات بشكل كبير على مهنة «التسول النسائي»، وبرعن في التعاطي مع المارة. فإحداهن تتخذ من شارع أكسفورد مقرا لها، حاملة طفلة في شهورها الأولى ويسير إلى جنبها طفل آخر، وتتحدث عدة لغات بطلاقة ومنها العربية.
وتحدثت إلى «العربية.نت» مقابل مساعدة. وتقول إنها تدعى سارة وتتقن 3 لغات على الأقل، ورغم أن هذه الموهبة تتيح لها الحصول على فرصة عمل إلا أنها ترفض ذلك لأسباب تشرحها بقولها: «كم سيمنحوني راتبا 1500 جنيه استرليني كموظفة بدوام كامل، مما يعني قطع مساعدات الدولة، وهو ما سيجعلني اضطر لدفع إيجار المنزل وباقي المصروفات كالضرائب والكهرباء والغاز والماء، فعملي هذا يدر علي أضعاف الراتب، وفي الوقت ذاته الحكومة تمنحني راتبا بسيطا وسكنا». ولا تخشى سارة من مخالفات شرطة الاسكوتلنديارد، مشيرة إلى أن «مخالفة التسول قدرها 80 جنيها، ولكني أستطيع دفعها من عملي لمدة ساعات قليلة».
وتقر بأنها ليست متزوجة، كما أن الطفلين اللذين يرافقانها استأجرتهما مقابل 10 جنيهات استرليني لكل طفل يوميا. وتقدر سارة دخلها في الأيام العادية بحوالي 150 جنيها يوميا ويتضاعف هذا المبلغ خلال نهاية عطلة الأسبوع.
وتلفت سارة إلى أن العيش في لندن مسألة وقت، وعليها أن تعود لبلدها ولديها ما يؤمن حياتها ومستقبلها. وتوضح أن الكثير من صديقاتها متزوجات وأزواجهن يعملون في البناء.
وتلعب سارة كغيرها من مئات البوسنيات على وتر الإسلام لدغدغة مشاعر السياح العرب.
وفي الشارع نفسه الذي تتواجد فيه سارة، هناك مجموعة من المتسولين المشهورين أبرزهم حاج باكستاني في العقد السادس من عمره يقف عند بداية شارع اكسفورد، ماسكا بيده جنيها معدنيا واحدا، ويطلب من المارة 4 جنيهات لشراء تذكرة من أجل العودة لأولاده، علما بأنه موجود في هذا المكان منذ أكثر من 15 عاما. وفي وسط شارع «ادجوار رود» يقف عجوز اسكتلندي يحفظ بعض القصائد البدوية والكلمات الخليجية التي يرددها للمارة في محاولة منه لإضحاك الخليجيين ليمنحونه ما تجود به أيديهم.
ولا يتوقف أمر التسول عند الجنسيات الأجنبية بل يمتد إلى الخليجيين، فوفقا لناصر الغامدي من السعودية فإن هناك مواطنا خليجيا من أشهر المتسولين النصابين في لندن، فهو يحمل بيده شيكا بقيمة 10 آلاف جنيه استرليني مصدر من بنك بريطاني وهمي، يستوقف الخليجيين ليسألهم عن مكان البنك الذي من الطبيعي ألا يكون أي من سائحي الخليج يعرف عنوانه، بعد ذلك يطلب الذهاب معه لدفع أجرة التاكسي لسحب المبلغ ويرد الأجرة للخليجي. ولا يرضى أحد أن يذهب معه، فيقسم بأن أسرته تنتظر في أحد الفنادق وأنه لا يحمل «كاش» وعليه الذهاب لصرف الشيك.