القاهرة - ليلى نور
رفض شيخ الازهر د.محمد طنطاوي المقترحات الداعية لإسقاط عقوبة الاعدام المطبقة في القانون المصري وقال في تصريح خاص لـ «الأنباء» وردا على سؤال عن الانتقادات التي وجهها مجلس حقوق الانسان لاستمرار العمل بهذا القانون: ان الازهر الشريف سيتصدى لأية محاولات تأتي لترجمة هذه المقترحات الى واقع تشريعي ولفت الى ان علماء الازهر واعضاء مجمع البحوث الاسلامية متفقون على ان احكام الله لا يجوز المساس بها، نافيا اية علاقة بين الغاء عقوبة الاعدام التي تعني شرعا القصاص وعدم الالتزام بمراعاة حقوق الانسان كما يثار حاليا، موضحا ان القصاص هو الضمان الشرعي لحماية الانفس وكرامته الناس واموالهم.
وقال شيخ الازهر وهل يجوز ان نتناول حقوق الجاني وننسى حقوق المجني عليه، مشددا على ان القرآن قد اكد ان القصاص فيه حياة آمنة للناس وهو ما جاء في قوله تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) وان الدين الاسلامي لم يتفرد بهذا الحق وحده وانما سبقتــه اليه الشرائع السماوية والكتب الاخرى التي جعلـت العــين بالعين والنفس بالنفس.
وكانت قد تصاعدت في الآونة الاخيرة دعوات يقودها اكثر من مركز للدراسات الحقوقية تنادي بضرورة الغاء عقوبة الاعدام من التشريعات المصرية وبلغت هذه الدعوات مداها بدعوة المجلس المصري لحقوق الانسان الى ابداء الرأي في العقوبة، معتبرين ان الاتجاه نحو الإلغاء ليس مخالفا للشريعة الاسلامية، ولا لبقية الاديان الاخرى، ولكن على النقيض من توسع الاسلام في استخدام نظام الدية او العفو، مشيرا الى ان القوانين المصرية تضم 60 مادة تنص على عقوبة الاعدام، واعتبر مجلس حقوق الانسان ان اثارة الجدل حول هذا الموضوع تمثل خطوة ايجابية نحو اعادة النظر في العقوبة.
يذكر ان 6 دول فقط من اصل 53 في افريقيا هي التي تطبق عقوبة الاعدام منذ العام 2006 وان 25 دولة في آسيا ألغت عقوبة الاعدام.