أسامة أبوالسعود
ثامر الحريتي
بعد تحقيق استمر لأكثر من 8 ساعات، أمرت النيابة العامة مساء أمس بإخلاء سبيل النائبين السابقين عدنان عبدالصمد وأحمد لاري بكفالة تبلغ 10 آلاف دينار لكل منهما.
وكان النائبان السابقان عدنان عبدالصمد واحمد لاري قاما بتسليم نفسيهما طواعية بالحضور الى مبنى النيابة صباح امس للتحقيق معهما في الاتهامات الموجهة ضدهما على خلفية تأبين عماد مغنية.
وعلى مدى اكثر من خمس ساعات قامت النيابة بالتحقيق مع النائب السابق عدنان عبدالصمد بدءا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا ووجهت له لائحة اتهامات شملت اشاعة اخبار كاذبة بارسال بيان باسم التحالف الاسلامي الى قناة «المنار» الفضائية تأبينا لعماد مغنية واقامة مهرجان تأبين له، كما وجهت له تهمة الانضمام الى حزب محظور (حزب الله الكويتي).
وبدأت النيابة تحقيقاتها مع النائب السابق احمد لاري نحو الساعة الثالثة عصرا واستمرت حتى الساعة السادسة مساء ووجهت له التهم ذاتها.
وقالت مصادر لـ «الأنباء» ان النائبين السابقين انكرا تماما الاتهامات الموجهة اليهما، وفي معرض رده على احد الاسئلة المتعلقة بتأبين مغنية قال عبدالصمد: الامر لا علاقة له بحزب الله بقدر ما هو تأبين لشخصية اعتبارية كما حصل مع تأبين كل من الرنتيسي وياسين، كما نفى عبدالصمد اي علم له بالبيان الذي نقلته قناة «المنار» والمنقول عن التحالف الاسلامي في تأبين مغنية، واشارت المصادر الى ان الاسئلة التي وجهت الى النائبين خلال التحقيق معهما بدأت بسؤالهما عن علاقتهما بتأبين مغنية وسبب قيامهما بالتأبين ومشاركتهما في البيان الذي بثته قناة «المنار» باسم التحالف الاسلامي، وقالت المصادر ان اسئلة النيابة اشتملت على اكثر من محور بينها سؤال النائبين عن علاقتهما بحزب الله الكويتي وعما اذا كان التحالف الوطني هو حزب الله الكويتي وهذا ما نفاه النائبان تماما.
واضافت المصادر ان محاور التحقيق وجهت اسئلة للنائبين السابقين حول علاقتهما بالاحداث التي شهدتها الكويت ابان الثمانينيات ومدى معرفتهما بالفاعلين وعما اذا كانا يعرفان ان مغنية هو من اختطف طائرة الجابرية، حتى ان النائب عبدالصمد قال ردا على سؤال معرفته ان مغنية هو من اختطف الجابرية: هذا الامر لا اعلمه، ولم اعلمه مسبقا، لأنه لم يعلن بشكل رسمي الا بعد ما اثير حول التأبين.
وبسؤاله عن رأيه في توجيه تهمة الانتماء الى حزب محظور يسعى لتقويض اركان الحكم، قال عبدالصمد: ان هذا الاتهام لا اساس له من الصحة ولم ينضم لأي حزب محظور، موضحا ان التحالف الاسلامي هو تيار وليس حزبا ويعمل وفق القنوات الشرعية سواء في الانتخابات او غيرها ولا مقر له سوى الكويت ولا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب بالاحزاب السياسية في البلدان الاخرى، مشيرا الى انه وزميله النائب السابق احمد لاري كانا عضوين في مجلس الامة، وانه شخصيا كان عضوا لزمن طويل وخدم بلده عبر تمثيله الناخبين في البرلمان، فكيف يمكن ان يأتي ما من شأنه الاضرار بمصالح بلده كما هو موجه له من اتهام؟
وكان قد حضر مع عبدالصمد ولاري مجموعة من المحامين يشكلون هيئة الدفاع عن المتهمين في قضية تأبين مغنية.
وقال محامي المتهمين جليل الطباخ في تصريحات لـ «الأنباء» ان النيابة وجهت تهم الانتماء لحزب محظور والاضرار بسمعة الكويت عبر بيانات كاذبة ومحاولة تقويض نظام الحكم في البلاد، الا ان المتهمين عبدالصمد ولاري رفضا كل تلك التهم واعتبراها تهما كيدية من اجهزة الامن.
ولفت الطباخ الى ان التحقيق بدأ اولا مع النائب السابق عدنان عبدالصمد من العاشرة صباحا وانتهى في الثانية والنصف تقريبا، بعدها بساعة بدء التحقيق مع احمد لاري.
واوضح الطباخ ان النائب السابق عدنان عبدالصمد وصف التهم الموجهة اليه بأن وراءها «تأجيج اعلامي»، ووصف التحريات التي اجرتها مباحث امن الدولة بأنها باطلة وكيدية ولو كانت وراءها ادلة ضد النائبين لقدمتها قبل تأبين عماد مغنية.
وقال الطباخ نقلا عن عبدالصمد خلال التحقيقات «انا اقسمت على الدستور 4 مرات نائبا في مجلس الامة ان اكون وفيا لصاحب السمو الامير والدستور والكويت ولن اكون غير ذلك».
ولفت الطباخ الى انه والمحامي عبدالكريم بن حيدر توليا الدفاع عن النائب عدنان عبدالصمد ثم تناول بعدهما المحاميان صالح زكريا وحسين الخشاوي ود.محمد صرخوه القضية في الدفاع عن النائب السابق احمد لاري.
لاري لـ «الأنباء»: الأوضاع المحلية والإقليمية
تستدعي منا جميعا أن نسمو على الجراح لمصلحة الكويت
أسامة أبوالسعود
أقام النائبان السابقان عدنان عبدالصمد وأحمد لاري حفل استقبال للمهنئين بالافراج عنهما، وذلك مساء أمس بديوانية النائب السابق عدنان عبدالصمد في الدسمة وسط حضور شعبي كبير.
وقال النائب السابق احمد لاري في تصريحات لـ «الأنباء»: «نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الأمن والأمان في الكويت الحبيبة، وندعو الجميع للعمل معا لما فيه استقرار وطننا الحبيب ودرء الفتنة والحفاظ على الوحدة وان نبقي الكلمة الطيبة، فالأوضاع المحلية والاقليمية تستدعي منا جميعا ان نسمو على الجراح ونضع أيدينا في أيدي بعض جميعا لمصلحة الكويت وهي أولا وأخيرا».
وتابع لاري قائلا «الكويت باقية ومحفوظة بإذن الله بديموقراطيتها ودستورها وشعبها ونظامها». وعما اذا كان سيترشح للانتخابات المقبلة واعلان ذلك عبر قائمة موحدة مع عدد من المرشحين الآخرين قال لاري «لا، حتى الآن لم تتبلور قائمة، وأوضح عدم صحة ما نشر على لساني عبر احدى الصحف أمس بأنني سأترشح مع قائمة معينة، وأنفي ذلك جملة وتفصيلا ولم تتشكل أي قائمة حتى الآن».
من جانبه، قال أمين عام التحالف الوطني الاسلامي الشيخ حسين المعتوق «نحن كنا دائما نسعى لاستيعاب الأمور، ولم نكن نتمنى ان تصل الى هذا الحد الذي وصلت اليه، ولكن نتوقع ان تعالج الأمور - ان شاء الله - بحكمة واستيعاب كما هو المعهود في تاريخ هذا الوطن».