بيروت – نانسي فاخوري
وانت في بحمدون، تخال نفسك في الكويت، الناس، اللهجة، الازياء، ولولا الهواء المشبع بالنقاء لما اختلفت الصورة.
اسطة ابورجيلي رئيس البلدية يصف بلدته بـ «الكويت المصغرة»، كيف لا و50% من عقارات بحمدون مملوكة للكويتيين اسوة بمناطق الاصطياف الاخرى؟
ويضيف: ايمان الكويتيين بهذا الوطن ليس اقل من ايمان اللبنانيين، وهذا ما جعلهم يتجاوزون الاوضاع الامنية والسياسية التي مر بها، ليأتوه زرافات ووجدانا.
وقال: بحمدون قاعدة الاصطياف الكويتي الاساسية في لبنان، عام 2007 بلغ حجم الحضور 8 آلاف مصطاف كويتي هذا الصيف تضاعف الرقم بشكل ملموس.
وتابع: اعتقد ان الكويت كلها في لبنان، وهذا ما طال انتظاره، فلطالما انتظرناهم بشوق، فهم يبرهنون بتواجدهم على محبتهم لهذا البلد وايمانهم بهذا الوطن، هذا ما اكده رئيس بلدية بحمدون اسطة ابورجيلي الذي اوضح لـ «الأنباء» ان هذه السنة تعد سنة مميزة بالنسبة للاقبال الكبير للخليجيين، خصوصا تواجد اهلنا في الكويت.
وقال: ان الخطوط الجوية لم تعد قادرة على تلبية حاجات الراغبين في المجيء الى لبنان، لذلك نشهد قوافل السيارات القادمة برا، لاسيما في ظل التسهيلات التي تقدمها مختلف الدول العربية على الحدود.
واشار الى ان لبنان يعاني نقصا في البنية التحتيةللسياحة، لكن تفهم اهل الكويت لما مر به هذا البلد في السنوات الماضية وحبهم له جعلهم يتخطون اي عائق، ولا يطلبون سوى الامن والامان لهذا البلد، لافتا الى انه لم يتلق اي شكوى من اي مصطاف.
واعتبر ان الجو العائلي هو ميزة بحمدون، اضافة الى النظافة وسوقها التجاري المميز.
وعن المشاريع المستقبلية اكد رئيس بلدية بحمدون ان هناك الكثير منها لتطوير بحمدون فنحن ننظر الى المشاريع نظرة مستقبلية مع الحكومة لكي نجاري النهضة العمرانية والفورة الاقتصادية الموجودة في الخليج والدول العربية الشقيقة.
ولفت الى ان الكويتيين اصبحوا يملكون 50% عقاريا في بحمدون، قائلا اننا بحاجة الى مئات الشقق للبيع والايجار نفتقدها في المنطقة، متمنيا على المستثمرين الاستثمار في بحمدون لأن الطلب عليها كبير.
واعرب عدد من الكويتيين المقيمين في بحمدون عن سعادتهم بالأجواء الاحتفالية التي تعيشها المدينة مساء كل يوم، واوضحوا ان هذه الليالي لم يشهدوا لها مثيلا من قبل، آملين ان تنعم البلاد بالاستقرار ليعود لبنان كما عرفوه سابقا.
أما المواطن سعد العازمي فأشار الى انه اختار بحمدون «لأن اصدقائي وأهلي وأقاربي هنا فنشعر بهذا الجو العائلي غير الموجود الا في بحمدون».
ووسط تجمع كويتيين في أحد المطاعم «البحمدونية» التقيت عبدالله محمود الطيار مختار «العديلية» الذي قال ردا على سؤال، لقد اخترت لبنان كمصيف لي، لأنني معجب بهذا البلد الرائع، واعتبره بلدي الثاني قولا وفعلا، ففيه اجد الراحة النفسية والتقارب الأسري.
وأكد «إننا نشعر بالاستقرار فلولا ذلك لما كنا أتينا الى هنا».
وللفن التشكيلي رأيه ايضا فالفنانة سكينة الكوت ترى في لبنان الاشعاع الثقافي والحضاري والاجتماعي الى جانب الحريات السياسية والفكرية، وهذا ما جذبنا اليه، ومع كثير من الاصدقاء فضلت ان تكون فيه منذ شهر العسل، ومنذ ذلك الوقت لم أترك هذه البقعة الجميلة الا قسرا.
في شوارع بحمدون المليئة بالفرح والبهجة، التقينا ايضا المحامية أمل الكوت التي اختارت بحمدون لتحضير رسالتها في الدكتوراه، وتمنت لو تمضي شهر رمضان الكريم وبقية العمر فيها لكن الظروف العائلية كما تقول وارتباطات العمل تفرض العيش في الواقع وليس في الأحلام.