يستغيث مدفونون تحت انقاض الانهيار الصخري لجبل المقطم بالقاهرة بذويهم عبر الهواتف النقالة وفق افادات ادلى بها اقاربهم لـ «العربية.نت»، لكنهم يعجزون عن تحديد مواقعهم، وكان انهيار صخري لجبل المقطم المطل على منطقة الدويقة السبت الماضي ادى لمقتل 43 شخصا ودفن المئات تحت انقاض منازلهم، وقال محمد صابر من سكان المنطقة «فجأة سمعت رنين الهاتف فرفعت السماعة فاذا بشقيقي يستغيث بي ويقول بصوت مخنوق: الحقني يا خويا، الجبل فوق راسي والصخور هتقتلني انا والاولاد»، لكن محمد لم يستطع تحديد مكان شقيقه تحديدا تحت الانقاض، فتوجه الى المسعفين ورجال القوات المسلحة ليخبرهم ان هناك احياء تحت الصخور والمباني المهدمة يستغيثون، وروت فاطمة الزهراء لـ «العربية.نت» انها تلقت فجأة اتصالا هاتفيا من اختها وهي تحت الانقاض قالت فيه «الحقيني يا فاطمة، انا بموت، وصيتك بنتي»، وفجأة انقطع الاتصال وذهبت فاطمة تهرول نحو رجال الدفاع المدني لانقاذ اختها.
وتواصل فرق الانقاذ المصرية ومواطنون محاولات البحث عن احياء وانتشال الجثث وسط صدامات بين الاهالي ورجال الانقاذ، وقالت مصادر امنية ان مئات الاشخاص مدفونون تحت الانقاض، وان عمليات الانقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضخمة فوق البيوت المهدمة.
وقال خبير الاسكان المصري واستاذ الهندسة الانشائية د.ممدوح حمزة لـ «العربية.نت»: هناك دراسات منذ العام 1993 اجريت على جبل المقطم وتوقعت حدوث هذه الانهيارات وحذرنا منها اكثر من مرة.
واضاف ان التكوين الجيولوجي لجبل المقطم فيه طبقات من الطفلة التي تتأثر بالمياه، فاذا تخللت هذه الصخور فمن الطبيعي ان تسقط اذا ذابت هذه الطفلة بفعل المياه.
وكان اهالي الدويقة قد نظموا العديد من المظاهرات احتجاجا على رفض وزارة الاسكان تسليمهم الشقق المقررة لهم، تعويضا عن مساكنهم التي تم هدمها، لوقوعها في حيز مشروع تطوير المنطقة، لكن الوزارة لم تستجب لمطالبهم بحجة ان حالة منازلهم الحالية غير خطيرة.