القاهرة – علاء عبدالحميد
اجلت محكمة جنايات جنوب القاهرة امس النظر في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم والمتهم فيها رجل الاعمال هشام طلعت مصطفى وضابط أمن الدولة السابق محسن السكري الى 15 نوفمبر المقبل بعد جلسة امتدت 4 ساعات تم خلالها قراءة الاتهامات الموجهة للمتهمين واحصاء الادلة المحرزة ضدهما وبينها تسجيلات صوتية ورسائل نصية، وبدأت اولى جلسات محاكمة المتهمين في القضية وسط اجراءات أمنية مشددة استعان خلالها رجال الأمن المركزي بنحو 60 سيارة عسكرية مصفحة احاطت بمبنى المحكمة وضربوا سياجا أمنيا امتد حتى الشارع الرئيسي المقابل، وتم ادخال المتهمين من الساحة الخلفية للمحكمة ولم يشاهدهما احد من الاعلاميين والمصورين ومندوبي وكالات الانباء اثناء دخولهما.
وبدأت المحاكمة في التاسعة من صباح امس بتلاوة القاضي للاتهامات الموجهة للمتهمين واعقبها بسؤال عن رد المتهمين ليبدأ هشام طلعت الذي نفى ان يكون له اي صلة بمقتل سوزان تميم من قريب او من بعيد، وكذلك نفى محسن السكري الاتهام قطعيا، قائلا: «كل شيء قلته في التحقيقات لم اقتلها، ما حصلش ودمي بريء منها» فيما رد طلعت على الاتهامات قائلا: «لم يحدث وقدمت كل الدلائل التي تدل على براءتي وحسبي الله ونعم الوكيل».
واكتظت القاعة مع فتح باب قاعة المحكمة بعدد كبير من اقرباء المحامين واقرباء المتهمين وعدد محدود من الاعلاميين والصحافيين فيما تم منع البقية لضيق القاعة.
وبعدها بدأت هيئة المحكمة بعد الادلة المحرزة على ذمة القضية وتضمنت الاموال المضبوطة في منزل المتهم الاولى محسن السكري، والتي زعم من قبل انه حصل عليها من رجل الاعمال وانه كان يخدعه ويحتال عليه.
كما تضمنت الادلة المحرزة ملابس المتهم الاول محسن السكري، والتي عثرت عليها الشرطة الاماراتية في دبي في اعقاب اكتشاف الجريمة، وملابس ومواد ونتائج تحليل الـ d.n.a والتي اثبتت تطابقا بينها وبين المتهم الاول «محسن السكري» كما تضمنت الاحراز رسائل موبايلات، وتسجيلات صوتية بين المتهمين تثبت واقعة التحريض.
وشكك الدفاع عن هشام طلعت مصطفى ويترأسه المحامي المخضرم «فريد الديب» في سلامة هذه التسجيلات وطالب بإحالتها للجنة من خبراء الاذاعة والتلفزيون لفحصها، كما شكك محامي «السكري» انيس المناوي في شهادة د.هبة محمدي مدير الادارة بالمعامل المركزية للطب الشرعي بوزارة العدل حول تقرير عينة الـ d.n.a والتي تثبت تطابقا لعينة دم السكري مع العينة التي عثر عليها على ملابسه التي عثر عليها ببناية دبي، مطالبا بإعادتها مرة اخرى، وشهدت الجلسة في منتصفها مشادة كلامية بين فريد الديب «محامي هشام طلعت» وطلعت السادات «المدعي بالحق المدني عن عادل معتوق زوج القتيلة».
وحضر الجلسة محاميان من الامارات العربية المتحدة احدهما عن المنتج عادل معتوق الذي يقول انه كان زوج سوزان تميم الى ان قتلت ولم يطلقها والآخر نيابة عن الملاكم العراقي «حارسها الشخصي» كريم العزاوي الذي يقول انه تزوج سوزان بعد طلاقها، وقال كل من المحاميين ان لديه الاوراق التي تثبت صحة ما يدعيه موكله.
وفيما وصفت الصحف المصرية المحاكمة بأنها محاكمة تاريخية كشفت صحيفة «المصري اليوم» في عددها امس ان للقضية اطرافا عديدة ومتشعبة وقالت في تقرير خاص افردت له مساحة كبيرة على صفحتها الاولى ان اوراق المحاكمة تضم العديد من الاسماء من بينها مسؤولون خليجيون وعرب ومسؤولون اقتصاديون، الا ان الصحيفة لم تكشف علاقة اي ممن ذكرتهم بالقضية.
هذا، ويواجه كل من طلعت والسكري احكاما تتراوح بين المؤبد والاعدام في حال ثبوت ادانتهما كما اوضح محامون لـ «الأنباء».
وكانت قاعة المحكمة منذ الساعة التاسعة قد امتلأت برجال وموظفين من العاملين والحرس الشخصي الخاص لهشام طلعت مصطفى، حيث أحاطوا بقفص الاتهام، والتفوا حول زوجته هويدا ونجليه، وكان حضورهم مفاجأة للجميع، والذين رفضوا تماما الإدلاء بأي تصريحات حول القضية.
وشهدت الجلسة عدة احداث مثيرة كان اولها قيام المحامي سمير الششتاوي، الذي قام بتوزيع بيان صحافي على وسائل الإعلام اكد فيه انه موكل من عبدالستار تميم، والد الراحلة سوزان، وانه حاول الحضور للقاهرة لحضور محاكمة قتلة ابنته، الا ان السلطات اللبنانية منعته من الحضور للقاهرة بدعوى ان ذلك تم بناء على طلب من السلطات المصرية، خصوصا انه سبق ان أكد انه سيقوم بتفجير عدة مفاجآت في قاعة المحكمة، منها تفاصيل علاقته وابنته برجل الاعمال هشام طلعت، وطلاقها من زوجها السابق عادل معتوق، والتهديدات التي تلقتها ابنته بالقتل في وقت سابق.
على جانب آخر، فإن كثيرين توقعوا ان تصدر المحكمة احكاما مشددة ضد المتهمين، خصوصا ان رئيس الدائرة المستشار المحمدي قنصوة سبق ان أصدر عقوبات مشددة في عدة قضايا رأي عام مثل تفجيرات الأزهر ورجب السويركي صاحب محلات التوحيد والنور ورجل الأعمال مجدي يعقوب.