بيروت ـ بولين فاضل
قبل ان يقفل العام 2008 ليتسمر الكثيرون عشية افوله امام شاشة محطة الـ lbc لسماع ميشال حايك الذي يطلق توقعاته للعام الجديد، كعادته كل عام يميل البعض بدافع الفضول الى العودة الى ما توقعه حايك للعام المشرف على نهايته لاكتشاف ما صح منها وما خاب علما ان الـ lbc تأخذ على عاتقها كل سنة الاضاءة على الاحداث التي اصاب حايك في توقعها غافلة بطبيعة الحال ما تنبأه ولم يصدق.
توقعات الـ 05٪
وفي نظرة الى التوقعات التي وضعها ميشال حايك للعام 2008 من قبل يمكن القول ان نحو 50% من توقعاته للبنان قد صحت، فيما توقعاته العربية والدولية تحققت بنسبة 15% لا اكثر، وفي التفاصيل، فقد قال ميشال حايك قبل عام ما حرفيته «قريبا ينتهي التعثر ويعود للبنان رئيس»، وقد ترجم ذلك بانتخاب العماد ميشال سليمان في الخامس والعشرين من «مايو» رئيسا للجمهورية بعدما فرغت سدة الرئاسة ستة اشهر، اما الخطر ضد الدولة والقوى الامنية الذي يتحدث عنه حايك فقد تمثل في اغتيال الرائد في قوى الأمن وسام عيد الى جانب التفجيرات الثلاثة، على الجانب الآخر ترجمت الخضة التي توقع ان تحدث قبل ان تليها نهضة في بيروت بأحداث السابع من مايو بين الموالاة والمعارضة ودخول مناصرين للمعارضة الى احياء بيروت ومن ثم عودة الهدوء وازالة اعتصام المعارضة من وسط العاصمة ثم بروز نهضة عمرانية وسياحية، ومن الخضة في بيروت الى مطار بيروت وتوقع حايك ان يكون مسرحا لتجمع كبير وهو ما تجلى في اعتراض المعارضة على قرارات حكومية ونزول الآلاف من مناصريها الى بيروت ولاسيما طريق المطار الرئيسي وقطعه بالحجارة والاتربة.
مصافحات نصرالله والحريري
ومن يعود الى توقعات ميشال حايك يستوقفه حديثه عن مصافحات تاريخية تجسدت في لقاء جمع النائب سعد الحريري والسيد حسن نصرالله بعد الاحداث الدامية في شهر مايو الى مصافحات في الدوحة بين اقطاب السياسة اللبنانية، كذلك تحدث عن مظلة تجمع تحتها مختلف دروز لبنان وهو ما حصل بالفعل مع مصالحة الزعيمين الدرزيين وليد جنبلاط وطلال ارسلان بعد اغتيال احد المقربين من ارسلان صالح العريضي، اما كلامه عن خروج شخصيات من الصف الاول من مجموعاتها فترجم بانسحاب النائب ميشال المر نائب رئيس الحكومة السابق من تكتل التغيير والاصلاح برئاسة العماد ميشال عون، فيما يمكن الربط بين حديثة عن مواجهة العماد ميشال عون عملية شرسة ضده والانتقادات العنيفة التي وجهت الى عون بعد زيارته سورية ولقائه الرئيس بشار الاسد ثلاث مرات.
آل فرنجية و«المستقبل»
وكان حايك توقع انشغال الوزير السابق سليمان فرنجية بتبعات حادث له ارتباط بأحد آل فرنجية، وقد تمثل ذلك في وقوع اشتباك بين مناصرين لحزب القوات اللبنانية وآخرين من مناصري فرنجية في منطقة الكورة وسقوط قتيلين احدهما من آل فرنجية ومسارعة الوزير فرنجية الى العمل على تهدئة الامور منعا لازدياد التوتر.
كما ان قوله ان وسيلة اعلامية سترتدي ثوبا اسود ترجم اقفالا لمحطة تلفزيون المستقبل لعشرة ايام خلال احداث ايار في بيروت وبعض المناطق.
فتح الإسلام
ومن توقعات ميشال حايك للعام 2008 اعترافات عن الجزء الثاني من مخطط ارهابي لضرب الدولة وهو ما تجسد بالقبض على مجموعة من تنظيم فتح الاسلام كانت تخطط لتفجير المقر العام لقوى الامن الداخلي واعتراف اعضائها بعزمهم الاعداد لاعمال تفجير عدة.
اما حديثه عن رصيد جديد يضاف الى انجازات حزب الله على صعيد الاسرى، فتحقق بتبادل اسرى بين لبنان واسرائيل التي سلمها حزب الله جثتي جنديين فيما تسلم منها خمسة اسرى من بينهم سمير القنطار عميد الاسرى العرب الذي مضى على سجنه 29 عاما.
توقع ايضا اول كلام رسمي عن العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية وترسيم الحدود بينهم حصل فعليا مع الاعلان بعد لقاء الرئيسين بشار الاسد وميشال سليمان عن اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسورية على ان يتم تبادل السفراء وانشاء السفارات قبل نهاية العام 2008.
15 مليار دولار
وكان حايك لفت الى ازدهار ومشاريع انمائية قوية في لبنان والى ان المصارف ستكون قوية الامر الذي تحقق حين دخل الى المصارف اللبنانية اكثر من خمسة عشر مليار دولار رغم الازمة المالية العالمية في موازاة انطلاق المشاريع الانمائية واالعمرانية في بيروت بعد توقف نحو سنتين.
توقع ايضا اعلانا عن قيام نصب تذكاري مهم تجلى في اقامة تمثال للرئيس الراحل رفيق الحريري في المكان الذي اغتيل فيه في محلة الفنادق في بيروت وبالقرب من شعلة الحرية والوحدة الوطنية.
عواصف بحرية
فيما تمثل كلامه عن مشهد بحري غريب في ظهور عواصف بحرية شاهدها اللبنانيون من سكان مدينتي صيدا وصور الجنوبيتين.
مصالحة سورية وإسرائيل
ومن توقعات ميشال حايك العربية بداية كذلك مصالحة بين سورية واسرائيل وهو ما صدق مع الكشف عن مفاوضات حول عملية السلام بين سورية واسرائيل برعاية تركية في انقرة.
اما توقعه حصول احداث غريبة في سورية، فتجلى في مقتل العميد محمد سليمان احد المستشارين العسكريين للرئيس الاسد بإطلاق النار عليه من البحر من طرطوس.
حايك كان توقع عدم اكمال الرئيس الباكستاني برويز مشرف لولايته، وبالفعل فقد استقال مشرف وانتخب آصف زرداري زوج بنظير بوتو مكانه.
حايك تكلم ايضا على حالة غير مرضية يعرفها الرئيس الاميركي جورج بوش الامر الذي يمكن تفسيره بتعرض بوش للرشق بحذاء على يد صحافي عراقي خلال مؤتمر صحافي مع نوري المالكي في بغداد.