أمير زكي ـ محمد الجلاهمة
لم يكن الأمر مزحة ولم يكن يحتمل المزاح عندما وردت رسالة إلكترونية وصلت أمس الأول إلى بريد شركة خليجية تعمل في الكويت من مجهول يبلغها بأنها أدرجت ضمن القائمة السوداء كهدف رئيسي للقاعدة، وجاء في الرسالة أن «شركة (...) الخليجية وضعت على قائمة 11 سبتمبر كهدف رئيسي للقاعدة كونها تتعامل مع القوات الأميركية العاملة في الكويت والعراق» وإزاء هذه الرســـالة لم يكـــن أمام مسؤول الشركة الخليجية سوى التقدم ببلاغ رسمي إلى مخفر الشويخ الصناعي.
وبحسب مصدر أمني فان مدير التطوير في الشركة الخليجية وهو باكستاني الجنسية تقدم ببلاغ بهذا الشأن مساء أمس الأول السبت وأحضر معه مستخرجا عن الرسالة التي جاء فيها «أتمنى أن تكونوا قد سمعتم عن هجوم 11 سبتمبر 2001 وتفجير فندق ماريوت في اسلام آباد العام الماضي، وأود أن أبلغكم بأن اسم شركتكم قد ظهر في قائمتنا من بين الأبنـــية التي ستقوم القـــاعدة بتفجـــيرها هـــذا العام بسبب صفـــقاتكم غـــير القانــــونية السارية في الكويت مع شـــركات أمـــيركية وقوات أجنبية عامـــلة في الكويت والعراق».
وأوضح المصدر أن التــهديد كان واضحا وصريحا لا يقـــبل الشك حتى ولو كان الأمر مــجرد مزاح ثقيل أو محاولة ابتزاز، إلا أن الإجراءات القانونية اتخذت بشكل أمني كـــما يتوجـــب، بحيث أرسلــت القــضية إلى أمن الدولة من أجل التحقق من صدق وفحــوى الرسالة التي جاء فيها أيضا موجها الحديث إلى مسؤولي الشركة الخليجية «يمكنكم التـــفاوض معي لكي أزيل اسم شركتكم من القـــائمة، وهــو الطـــريق الوحيد لكم، وسأقوم بإزالة اسمــــكم إذا كنتم جادين وأنا الطريق الوحـــيد أمامــكم لحــفظ ممتلــكاتكم، وأعتــقد أنكم رأيتكم ماذا حصل بفــندق ماريــوت في اسلام آباد عندما قتل الكثــيرون في التـــفجير لأنهم رفضوا التفاوض معي وكانوا عنيدين» وخــتمها مرســلها بجملة «إذا كنتم حريصين على منفعة عملائكم ومنفعــتكم وممتــلكاتكم الأفضل لكم أن تحتفظوا بهذه الرسالة سرية».
وقال المصدر ان أغرب ما في الرسالة أن موقعها ويدعى عبدالله رحمن منح نفسه بحسب التوقيع لقب «رئيس تحرير قسم اس بي التابع لحركة القاعدة السنية».
وأشار المصدر الى أن المدير الباكستاني الذي تقدم بالبلاغ قال ان هذه المرة الأولى التي تصل فيها مثل هذه الرسالة إلى بريدهم الإلكتروني الخاص، وكشف المصدر أن هذه أول رسالة من نوعها تصل إلى هذه الدرجة من التهديد خاصة أن صاحب الرسالة قام بإرسال قائمة بأنشطة القــــاعدة عبر ربــــاط إلكتروني خـــاص تبين أنه يتــبع موقــــع ويكيبيديا الشهير ويسلط الضوء على أنشطة القاعدة في العراق وباكستان ولا يوجد به ما يشير إلى قوائم أبنية مستهدفة لا في الكويت أو في غيرها ما يطرح فرضية أن الرسالة مجرد تهديد من أجل الابتزاز وأنها لا تمت للقاعدة بصلة غير أن الاحتياطات الأمنية تفرض علينا التعامل مع مثل هذا النوع من البلاغات بشيء من الجدية والتعامل معه وكأنه أمر واقع، وعليه أرسلت القضية بأكملها إلى أمن الدولة لمتابعتها.
من جهته قال مصدر أمني ان البداية ستكون بمحاولة التوصل إلى هوية صاحب البريد الإلكتروني الذي ارسل الرسالة ومعرفة مصدر الرسالة هل من الكويت أم من خارجها موضحا وإن كنت أعتقد أن الأمر لا يعدو كونه محاولة ابتزاز أملا في أن تخضع الشركة وتدفع مبلغا ماليا، غير أن مسؤولي الشركة حسناً فعلوا بسرعة إبلاغ الجهات الأمنية المعنية.
واختتم حديثه قائلا: «لم نسمع يوما عن قائمة سوداء لأبنية وأنشطة تستهدفها القاعدة ولكننا سنبحث في الأمر».