قرر ثلاثة من الشباب الكويتيين السفر حول العالم على الدراجات النارية ليكونوا أول مجموعة كويتية تقوم بمثل هذه المغامرة التي أطلقوا عليها اسم «كوكبنا المشترك».
بدأ كل من مهند السلطان وحسين اشكناني وعلي البيرمي المغامرة في الـ 15 من شهر مايو الماضي إذ غادروا الكويت من منفذ النويصيب الحدودي الى السعودية ثم لدبي وبعدها إلى بومباي ومنها إلى آسيا الوسطى ليصلوا في نهاية المطاف الى الصين ومن هناك توجهوا الى أميركا الشمالية وجعلوا مدينة نيويورك محطتهم الأخيرة في القارة.
ومن المقرر ان ينتقل الرحالة الكويتيون من مدينة نيويورك إلى قارة أوروبا حيث سيعبرون من ايطاليا إلى شمال افريقيا التي سينتقلون منها إلى مصر حيث سيغادرونها إلى الأردن والى السعودية مجددا قبل الوصول الى الكويت.
ومن المتوقع ان يعود الرحالة الثلاثة إلى الوطن بحلول منتصف شهر سبتمبر المقبل ما يجعلها رحلة حول العالم في 120 يوما فقط.
وأجرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مقابلة مع المغامرين الكويتيين الثلاثة أثناء توقفهم في العاصمة الأميركية واشنطن حيث قال السلطان انهم يحملون رسائل محلية ودولية في هذه الرحلة.
وأوضح السلطان ان الرسالة المحلية الموجهة الى الكويت تفيد بأنه بالإمكان التعامل مع التحديات من خلال «الاستمرار والمثابرة».
وأضاف أما بالنسبة للرسالة الدولية فإنها تفيد بأنه «لا توجد دولة بمعزل عن بقية العالم ونحن جميعا نعتمد على بعضنا البعض لذلك فنحن بحاجة إلى فهم أفضل للبلدان التي نتفاعل معها خاصة اننا جميعا نتقاسم هذا الكوكب الواحد».
ووفقا لما ذكره السلطان فقد واجه الرحالة خلال رحلتهم صعوبات عدة بدءا من القوانين والأنظمة المختلفة في البلدان التي زاروها وانتهاء بكيفية التعامل معها.
وأشار إلى ان صعوبات أخرى اعترضت طريقهم وتشمل التعامل مع «المجهول» من الطرق والعديد من التحديات الجسدية «مثل قيادة الدراجات النارية طوال تسعة أيام على التوالي في ظل درجة حرارة عالية» التي وصفها بأنها «مرهقة جدا» أو تحمل القيادة في ارتفاعات عالية في جبال الهيمالايا».
ولفت إلى أن هناك صعوبة أخرى تتمثل في صيانة الدراجات النارية في مناطق نائية لا تتوافر فيها قطع الغيار ومواردها محدودة.
وردا على سؤال عن مختلف الثقافات التي مروا بها قال السلطان انه بإمكانهم الإحساس بأن بعض الثقافات مختلفة منذ اللحظة التي عبروا بها الحدود بينما كانت ثقافات أخرى مشابهة جدا لثقافتنا خاصة في الدول المجاورة.
أما بالنسبة للمدة الزمنية التي استغرق للتخطيط لهذه الرحلة أوضح السلطان أنه بدأ التخطيط لها في نوفمبر 2008 مع اثنين من الأصدقاء الذين قاموا بالكثير من الأبحاث حول البلدان التي سيزورونها والمعدات التي يحتاجون اليها وكذلك المراسلات الضرورية التي يتعين عليهم القيام بها مسبقا مع وكلاء في بلدان مختلفة.
وأشار إلى ان اشكناني سبق له ان سافر من المملكة المتحدة الى الكويت في عام 1977 وبعد ذلك بنحو 30 عاما انطلق اشكناني جنبا إلى جنب مع البيرمي من الكويت الى المملكة المتحدة في عام 2007.
وأضاف السلطان انه يقود الدراجة منذ كان في الثامنة من عمره وأنه سافر في عام 1992 مستخدما الدراجات النارية المستأجرة في الولايات المتحدة والى دول عدة كما قام بجولة أوروبية مع ثمانية من أصدقائه الآخرين في عام 2006 بدءا من الكويت ووصولا الى فرنسا.
وأعرب السلطان عن اعتقاده بأن هذا الحلم لم يكن ليتحقق لولا رعاية الهيئة العامة للشباب والرياضة في الكويت مضيفا ان «هذه هي المرة الأولى التي ترعى الهيئة مثل هذا الحدث».
وتقدم بالشكر إلى رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة المدير العام اللواء فيصل الجزاف لدوره الفاعل في منح الرعاية والدعم لهم ولثقته بقدرتنا على تحقيق هذه المهمة.
ونوه السلطان ايضا بدعم تجمع الكويت للدراجات الآلية وعلى رأسهم المسؤول التنفيذي للتجمع د.راشد الشطي وهو أيضا مدير الفريق وصلة الوصل مع الهيئة، مضيفا انهم تلقوا الدعم أيضا من الشركات التي يعملون بها لأنها تكرمت بمنحهم الوقت للقيام بهذه المغامرة.
وحول ما يريدون تحقيقه من هذه التجربة اكد السلطان ان أهم شيء هو إثبات أنه بإمكان الكويتيين القيام بأي شيء يرغبون به معربا عن أمله في «التفاعل مع ثقافات مختلفة في العالم وذلك ليس من حيث المفهوم السياحي فقط وإنما أيضا على أرض الواقع من حيث أسلوب حياة هؤلاء الناس وعملهم».
وأضاف «أتمنى أن تلهم هذه الرحلة الآخرين الذين يحلمون بالقيام بشيء غير عادي وهذا يعطي دفعة إضافية لهم للقيام بذلك» معبرا عن شكره لجميع الذين دعموا حلمهم والكويتيين الذين التقوا بهم في الطريق والذين شجعوهم على الاستمرار.