-
حكم عليه بالإعدام في الكويت عام 1984 وهرب خلال الغزو
-
منشق عن حزب الله: بدر الدين قُتل في معارك «خان تومان» بحلب
فيما شككت دوائر سياسية لبنانية في مقتل مصطفى بدر الدين القيادي في ميليشيات حزب الله، ألمح محاميان لبنانيان، إلى أن مقتله قد يكون فعلا مدبرا كون القتيل متهما بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، بهدف اغلاق المحكمة الدولية للقضية.
وقال المحاميان إنه يحق للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والادعاء العام فيها طلب تأكيدات حسية، على ما أعلنه «حزب الله»، امس، من مقتل مصطفى بدر الدين.
وبدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومقرها مدينة لاهاي في هولندا، وهي محكمة جنائية ذات طابع دولي أقرها مجلس الأمن عام 2007، عملها رسميا مطلع مارس 2009 لمحاكمة المتهمين بتنفيذ اعتداء 14 فبراير 2005 الذي أدى إلى مقتل الحريري و23 شخصا آخرين بينهم مرافقوه.
وكانت المحكمة أصدرت في العام 2011 قرار اتهام بحق أربعة أفراد ينتمون لحزب الله، لدورهم المزعوم في اغتيال الحريري، وهم سليم عياش ومصطفى بدر الدين، وحسين عنيسي، وأسد صبرا.
وفي سبتمبر الماضي، أصدرت قرار اتهام جديدا بحق عنصر خامس من حزب الله هو حسن حبيب مرعي لمشاركته في اغتيال الحريري.
ويرفض حزب الله تسليم المتهمين ويتعاطى مع المحكمة على انها «أميركية ـ إسرائيلية ذات أحكام باطلة».
المحامي اللبناني، خالد كريدية قال إن «الحكومة اللبنانية ملزمة بالتعاون الكامل مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وطلباتها»، مشيرا الى انه «في حال عدم التعاون يمكن للأمم المتحدة فرض عقوبات على لبنان».
ولفت كريدية الى ان «الحكومة اللبنانية عاجزة اليوم عن التعاون مع المحكمة بسبب الوضع في لبنان، وهذا ما يهدد بفرض عقوبات دولية، المحكمة الدولية تتبع الأصول القانونية من أجل إثبات حالة وفاة شخص ما»، مشيرا الى ان «مجرد إعلان مقتل بدر الدين لا يعني وفاته قانونيا، قبل إصدار وثيقة وفاة رسمية من وزارة الداخلية اللبنانية».
وأوضح انه «يمكن للمحكمة الدولية الاكتفاء بمثل هذه الوثيقة للتأكد من وفاة بدر الدين»، إلا أنه أشار الى انه «يحق للادعاء العام أن يطلب مزيدا من الإثباتات للوفاة في حال وجود شكوك لديه بصحة الخبر، وعليه هو أن يقدم أدلة على شكوكه بعدم وفاة بدر الدين».
واعتبر كريدية ان «توقيت إعلان وفاة بدر الدين مريب جدا في ظل استعداد المحكمة بدء محاكماتها، ومع وجود حزب الله كمتهم رئيسي في اغتيال الحريري».
وأشار الى ان «المستغرب أيضا أن معظم المتهمين بقضية اغتيال الحريري تمت تصفيتهم وإعلان وفاتهم كرئيس الاستخبارات العسكرية السورية اللواء الركن جامع جامع، رئيس إدارة الأمن السياسي السوري السابق رستم غزالة، القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية».
وتساءل كريدية: «انه في حال كان خبر مقتل بدر الدين صحيحا، فهل هذا الأمر حصل بفعل القدر أم بفعل فاعل؟».
من ناحيته، قال المحامي اللبناني والخبير بالقانون الدولي طارق شندب ان «الإعلان عن مقتل بدر الدين، يأتي من أجل إخفاء تفاصيل وحيثيات جريمة اغتيال الحريري في بيروت»، مرجحا أن «يكون مقتله حصل فعلا، خاصة أن شخصيات أكبر منه قتلت في سورية وهي تقاتل الى جانب النظام».
وأوضح شندب انه «يحق للمحكمة الدولية أن تطلب فحوصات الحمض النووي لجثة بدر الدين للتأكد من وفاته فعلا، دون أن تكتفي بمجرد وثيقة وفاة»، مشيرا الى أن هذا «بسبب عدم ثقة المحكمة بالدولة اللبنانية التي تختلق الذرائع والحجج من أجل عدم تسليم المتهمين باغتيال الحريري، وكلهم من حزب الله».
ولفت الى أنه «يحق للأمم المتحدة فرض عقوبات على لبنان في حال ثبت خداع الحكومة اللبنانية للمحكمة الدولية وعدم تعاونها مع مطالب القضاء الدولي».
وكان القائد العسكري لميليشيات حزب الله اللبناني مصطفى بدر الدين قد قتل في انفجار كبير استهدف أحد مراكز الحزب قرب مطار دمشق الدولي ولم يتضح ما اذا كان ناتجا عن قصف مدفعي او جوي.
وقال حزب الله في بيان إعلان وفاة بدر الدين انه «شارك في معظم عمليات الحزب منذ 1982»، وأوضح البيان انه قتل ليل الثلاثاء، وأن التحقيقات ما زالت جارية لمعرفة طبيعة الانفجار، وما إذا كان قد نجم عن قصف صاروخي أو مدفعي أو جوي».
وبمقتل بدر الدين يكون الهدف رقم 3 في ميليشيات حزب الله اللبنانية الذي سقط قتيلا في سورية.
في غضون ذلك، غرد منشق عن حزب الله على موقع تويتر، وهو من أوائل من أورد خبرا عن مقتل القيادي في حزب الله، قائلا: بدر الدين قتل في معارك «خان تومان» في حلب وليس بغارة جوية.
واتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله معزيا ببدر الدين.
مصطفى بدر الدين القيادي في الحزب، والذي يحاكم غيابيا في لاهاي بتهمة قتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
والمعروف بـ «ذو الفقار» للمقربين منه، وإلياس فؤاد صعب للسلطات الكويتية التي حكمت عليه بالإعدام في العام 1984، بعد اتهامه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأميركية والفرنسية والمطار.
ويعد بدر الدين البالغ من العمر حوالي 55 عاما، أرفع القادة العسكريين في الحزب، وهو شقيق زوجة القائد السابق عماد مغنية الذي اغتيل في 2008 بتفجير سيارة مفخخة في دمشق.
وقد حل محله، وكان مسؤولا عن العمليات في سورية التي تشهد نزاعا منذ 2011.
يشار إلى ان مصطفى بدر الدين أحد أبرز مؤسسي الجهاز السري لحزب الله، أو ما يدعى الأمن المضاد، جنده الحرس الثوري مع عماد مغنية عام 1982 قبل تأسيس حزب الله رسميا.
شارك عام 1983 مع عماد مغنية في استهداف السفارة الأميركية ومقري المارينز والجنود الفرنسيين في بيروت.
بدر الدين متهم بتفجيرات الكويت عام 1983، حيث قبض عليه وحكم بالإعدام في 1984 وفي عام 1990، هرب من سجن الكويت بعد الاحتلال العراقي إلى إيران ولبنان.
كما ان لبدر الدين علاقة بتفجير الخبر عبر ما يدعى حزب الله في السعودية عام 1996. أسس حزب الله العراق عام 2003.
وهو متهم باغتيال رفيق الحريري عام 2005 وعدد من الاغتيالات التي تلته في بيروت وصولا إلى وسام الحسن.
إلى ذلك، قال الصحافي والكاتب اللبناني فداء عيتاني في تصريح له مع «العربية» ان حزب الله قد تلقى ضربة قوية على الرأس وعلى العمود الفقري، بعد مقتل بدر الدين، لأن الأخير يعتبر منسق عمليات الحزب الأمنية في لبنان ومختلف الدول الأخرى، وأحد أهم قادة الحزب العسكريين.
وأضاف عيتاني أن ميليشيات الحزب تحتاج وقتا لتتعافى من الضربة.
كما أكد عيتاني أنه لا دلالة محددة وراء عملية الاغتيال، وأن توقيتها هامشي، فبدر الدين مطلوب أينما كان وكيفما كان.
وتابع عيتاني ان أنصار حزب الله كانوا بانتظار رد الحزب «والأخذ بثأر» عماد مغنية القيادي البارز، الذي قتلته إسرائيل منذ سنوات، ولم يحرك الحزب ساكنا منذ ذلك الحين.
من جهته، قال نائب في البرلمان اللبناني عن ميليشيات حزب الله إن إسرائيل هي المسؤولة عن مقتل مصطفى بدر الدين، مشيرا إلى ان حزب الله سيرد «في الوقت المناسب».
وأضاف نوار الساحلي لوسيلة إعلام تابعة لميليشيات الحزب: «هذه حرب مفتوحة، لا ينبغي أن نستبق التحقيق والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب». وتابع ان إسرائيل بالتأكيد هي التي تقف وراء مقتله.
وأعلن حزب الله صباح امس انه تقبل التعازي ببدر الدين امس الجمعة في مجمع في الضاحية الجنوبية لبيروت، وكان في عداد المعزين السفير السوري في بيروت علي عبدالكريم الذي قدم التعازي «بتكليف» من الرئيس بشار الأسد وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
وشيع الحزب بدر الدين عند الخامسة والنصف (14.30 ت غ) من عصر امس في محلة الغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، ووري الثرى في «روضة شهداء المقاومة الاسلامية بجانب عماد مغنية» وفق ما جاء في بيان للحزب.
ونقلت قناة المنار عن نائب الحزب نوار الساحلي «هذه حرب مفتوحة، لا ينبغي أن نستبق التحقيق والمقاومة ستقوم بواجبها في الوقت المناسب».
وأوردت قناة المنار التابعة للحزب على موقعها الالكتروني في مقال ان «وسيلة الاغتيال هي أسلوب الصهيوني والأميركي العاجز من المواجهة في الميدان»، مضيفة انه «ملاحق أمنيا منذ عقدين ونصف ومسطرة بحقه» الاتهامات القضائية الدولية والعقوبات الاميركية المالية.
حزب الله يعلن مقتل المتهم بقتل رفيق الحريري في سورية.. وتساؤلات: هل قتل في حلب أم بغارة إسرائيلية؟