واشنطن ـ احمد عبدالله
فيما انهالت التهاني من جميع انحاء العالم ومن ملوك البلاد ورؤسائها على اوباما تهنئه بفوزه بجائزة نوبل للسلام 2009 الا ان هذا الفوز اشعل مواجهة ساخنة في الولايات المتحدة بين فريقين يؤيد الاول منح الجائزة لاوباما فيما يرفض الثاني ذلك. ولم يكن مثيرا للاستغراب ان يكون خط الفصل بين المعسكرين هو ذاته ذلك الذي يفصل بين الديموقراطيين والجمهوريين او مؤيدي اوباما ومعارضيه.
فردا على القول بان اوباما لم يفعل شيئا ليحصل على الجائزة وانه نالها على اساس النوايا والكلمات فحسب قال الديموقراطيون ان اوباما استحق الجائزة بالافعال وليس فقط بالشعارات. وعدد اصحاب هذا الرأي في نقاشات تلفزيونية متواصلة عناصر قائمة الانجازات التي قام بها الرئيس الاميركي خلال فترة رئاسته القصيرة.
وتضمنت القائمة قرار سحب القوات من العراق والبدء العملي في تنفيذ ذلك القرار بما في ذلك الاتفاقية التي توصلت اليها واشنطن مع حكومة بغداد ثم قرار اغلاق معتقل غونتانامو والبدء في تصفية قضاياه ووضعها على اسس قانونية مقبولة ثم قرار وقف اجراءات الاستجواب الخشن او التعذيب وتحويل ما حدث بهذا الصدد الى التحقيق ثم الغاء نشر شبكة الدفاع الصاروخي في شرق اوروبا وما ادى اليه ذلك من تجنب موجة توتر عالمية جديدة ثم اتفاقه مع روسيا حول الحد من التسلح النووي وما يترتب عليها من خطوات نحو تقليص المخزون النووي للبلدين واعلانه ان الهدف النهائي هو عالم بلا اسلحة نووية.
وتضمنت القائمة ايضا الابتعاد عن تبني مواقف استفزازية مجال السياسة الخارجية وانتهاج سياسة تدعو الى الحوار والجهود الكبيرة التي بذلتها الادارة الحالية لبدء عملية السلام في الشرق الاوسط وسن قوانين وتشريعات جديدة في الولايات المتحدة للحد من تلوث البيئة وتقليص خطر الاحتباس الحراري والتصدي لاجراءات تعقب الاقليات في الولايات المتحدة وانهاء ما سمي الحرب ضد الارهاب.
وفي المقابل وجه منتقدو اوباما حملة عنيفة ضد قرار منح الرئيس الاميركي جائزة نوبل فقال المعلق المحافظ الاكثر شهرة في الولايات المتحدة راش ليمبو ان الجائزة فعلت شيئا خارقا للعادة. وفسر ذلك بقوله «لقد ادى القرار الى اننا وجدنا انفسنا نتفق مع طالبان وحماس وايران في امر ما هو ان الرئيس لا يستحق الجائزة. لم اكن اتصور اننا قد نتفق مع هؤلاء في اي شيء».
ويقول المعارضون ان اوباما لم يفعل شيئا كبيرا يضعه في مصاف الفائزين بالجائزة ويؤسسون رأيهم هذا على اساس ان الجائزة لا تمنح عادة لمن يتكلمون عن السلام ولكن لمن يفعلونه وان اوباما لم يفعل بعد شيئا جوهريا يجعله قادرا على المنافسة والفوز في هذا المجال.
من جهة اخرى قالت مصادر ان اوباما قرر منح الجزء المالي من الجائزة للجمعيات الخيرية. وفي كينيا مسقط رأس اوباما عمت الفرحة الجميع هناك بعد اعلان فـــوزه بنوبـــل للســلام.