«صناعة المستقبل»، هكذا يمكن وصف الحال في معرض ميونيخ الاول للسيارات التي تسير بالطاقة الكهربائية، انه المعرض الاول من نوعه في العالم المخصص للسيارات التي تسير بالطاقة الكهربائية ويرى الخبراء الالمان في هذا المجال ان سنة 2020، ستكون السنة الفعلية لانتاج السيارة الكهربائية على نطاق واسع في المانيا.
كما يقدر الخبراء ان عددها سيصل الى مليون سيارة، ويبدو ذلك جليا في التنافس الكبير بين ما تعرضه الشركات الكبرى لصناعة السيارات في المانيا كالمرسيدس وفولكس واجن والبي ام دبليو حيث تعمل ألمانيا جاهدة كأقدم دولة في صناعة السيارات لتتبوأ قمة هذه الصناعة المستقبلية وتليها اليابان كما يرى المراقبون.
جولة في أرجاء المعرض المختلفة تنقلك الى اجواء المستقبل ونوعية السيارات التي ستسير فيه، حيث ستتجول بين سيارات غاية في الاناقة من كل الانواع وكل الاحجام سواء أكانت رياضية او عائلية صغيرة او كبيرة تعرضها شركات السيارات الالمانية الشهيرة.
محطات تموين السيارات بالكهرباء هي الاخرى لها نماذج عديدة في المعرض، يستطيع المرء فحصها وفحص الكابلات التي تصل السيارة بالمحطة ومن ثم البطاريات العديدة التي ستعمل كشاحن يمد السيارة بالكهرباء. وعن ذلك تقول السيدة جاير من المعرض ان محطات التموين بالكهرباء في طريقها الان للتشييد لكنها في الوقت الحالي مازالت غير موجودة في المانيا او في البلدان الاخرى.
يتبادر الى الذهن سؤال محدد عن قدرة البطاريات على تسيير السيارة وتقول السيدة «جاير»: انها تختلف فيما بينها وتعتمد قدرة التخزين على نوع البطارية اذا كانت مصنعة على سبيل المثال من اللثيوم او من نوع الطاقة العادية، ويبدو ان البطارية الكهربائية وقدرتها على تسيير السيارة لمسافة طويلة مازالت مشكلة تواجه العلماء وتحتاج الى التطوير المستمر خاصة انها تحتاج الى اعادة الشحن بالكهرباء بعد 120 كيلومترا كما تقول جاير، لذلك يقدر الخبراء ان استثمارات هذه الصناعة ستصل الى مليارات اليورو في غضون السنوات القليلة المقبلة انتاج السيارات وتطوير عمليات الشحن بالكهرباء. هورست زي هوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا يتوقع انه بحلول عام 2030 ستكون هناك قاعدة كبيرة لصناعة السيارات الالمانية الكهربائية. وفي هذا السياق ايضا ستقوم الحكومة الالمانية بالتشجيع على شراء السيارات الكهربائية وذلك بخصم 3000 يورو من الضرائب لكل مشتر جديد.
ويشير وزير الصناعة الباڤاري في هذا الاطار الى ان الولاية ستمنح 5 ملايين يورو من ميزانيتها الى برامج تحفيز هذه الصناعة المستقبلية، هذا في الوقت الذي اعلنت فيه الحكومة الاتحادية انها ستخصص 500 مليون يورو لبرامج احلال السيارات الصديقة للبيئة في المانيا.
يبدي الكثير من الزوار اعجابهم بالسيارة الكهربائية للميزات العديدة التي تتمتع بها فمحركها اكثر فاعلية من المحركات التي تعتمد على النفط بأربعة اضعاف اذ يصل الى 8% من الطاقة المخزونة في البطارية الى عجلات السيارة مقارنة بـ 20% من الطاقة في السيارات العادية وهو ما يجعلها اكثر نظافة.
يبدي احمد مصطفى زائر عربي انطباعاته عن المعرض بقوله انه امر مبهر ان يتم تصنيع سيارة كهربائية بهذا الشكل الانيق ان ذلك من شأنه تقليل نسبة انبعاث غاز ثاني اكسيد الكربون في الجو كما انها ستكون مهمة في الدول النامية للحد من الضوضاء وتقليل نسبة التلوث.
ويبدو ان الامر لن يتوقف على ميزات هذه السيارة للمشترين فقط بل ايضا للشركات المنتجة والتي ستجني ارباحا ضخمة من هذه الصناعة.
جدير بالذكر انه جرت على هامش المعرض محاضرات قدم فيها خبراء من شركة سيمنز وشركات السيارات الكبرى اضافة الى ممثلين من شركات الكهرباء الالمانية تفسيرات وتوضيحات عن كل ما يتعلق بسيارة المستقبل وفي هذا الصدد يقولون، ان هدف هذه الصناعة هو التقليل من الاعتماد على النفط اضافة الى صناعة سيارة صديقة للبيئة خاصة ان اي انبعاث لغاز ثاني اكسيد الكربون لن ينتج منها.
باستطاعة زائر المعرض ان يقوم بتجربة اي من السيارات او الدراجات الكهربائية بنفسه فادارة المعرض قامت بتجهيز طريق دائري يبلغ 500 متر لتجربة السيارات اضافة الى طرق اخرى لتجربة الدراجات البخارية.
يشار الى انه في مدينة ميونيخ يتم الترويج الآن وبشكل كبير لهذه السيارات ويقولون انها لا تسبب ضوضاء وصديقة للبيئة بنسبة 100% وفي هذا الاطار تعرض المدينة بشكل مستمر 15 سيارة كهربائية في ساحة المتحف التقني الالماني الشهير اضافة الى محطتين لتغذية السيارات بالكهرباء لكي يتعرف الناس إلى هذا النوع من السيارات، وفي سياق متصل يتم الآن تشييد 13 محطة كهربائية في نواح مختلفة من ميونيخ لتغزية السيارات بالكهرباء اضافة الى قدرتها العالية على الشحن السريع.
من اللافت للنظر ايضا ان هناك تسابقا كبيرا بين الشركات على تقنية توليد الكهرباء من مصادر مختلفة لاسيما الطاقة الشمسية وهو الامر الذي سيخلق سوقا رائجا لهذه السيارات في المنطقة العربية التي تتميز بشمس لا تخبو. يذكر ان فرانكفورت شهدت في وقت سابق معرضا لهذا النوع من السيارات صرحت فيه وزيرة البيئة الالمانية بأنه بدءا من عام 2012 سيتم منح مكافأة قدرها 5000 يورو لكل مواطن يتخلى عن سيارته التقليدية ويشتري سيارة كهربائية.