سادت حالة من الفزع العالم العربي من اللقاح الجديد المضاد لڤيروس إنفلونزا الخنازير في مشهد بدا وكأنه حملة معادية ضد اللقاح اجتاحت المنطقة وتزامنت مع اقتراب موعد توزيعه في عدد من الدول وبدء حملة تطعيم الأطفال في المدارس.
وانتشرت رسائل عبر الهاتف الخلوي في السعودية تنصح الآباء بأن يرفضوا السماح لأبنائهم التلاميذ بأخذ اللقاح، لأنه خطر على الصحة ويخفض نسبة الخصوبة 80%.
ويتداول الناس «نظريات مؤامرة» لإثبات أن ڤيروس إنفلونزا الخنازير ليس سوى بدعة من صنع الإنسان.
وقال د.مساعد السلمان، عميد كلية الطب والمشرف على المستشفيات الجامعية في جامعة الملك سعود، في حديث لريما مكتبي في نشرة «الثامنة» بقناة «العربية» إن اللقاح «ليس جديدا وتاريخه يعود إلى سنوات طويلة وتم تجريبه على الكثير من الناس منذ سنوات».
وأوضح السلمان أن حملات التشكيك «تعودنا عليها مع ظهور أي دواء جديد»، وأكد أن اللقاح تم تجريبه ولا خطورة فيه.
وعبر عن أسفه للتركيز على بعض الأعراض الجانبية للقاح وإهمال فوائده الكثيرة.
ورفض السلمان التعليق على «نظريات المؤامرة» عن اللقاح، معتبرا أن هذه النظريات هي نتاج الخيال وليس لها علاقة بالعلم.
وقال إن «الولايات المتحدة بدأت حملة لتلقيح نحو 300 مليون أميركي، وبريطانيا بدأت حملتها منذ أسبوع، واليابان أطلقت حملة التلقيح».
ونفى السلمان أن يكون للقاح علاقة بخصوبة الرجال، وقال «كثير من الأصحاء أخذوا اللقاح ولم تظهر عوارض جانبية غير معروفة».
ويرجع أصل نظريات المؤامرة إلى الطبيب ليونارد هورويتز، الذي يزعم في مؤلفاته أن كل اللقاحات مصنعة من قبل شركات الأدوية ومافيات سياسية لديها غايات محددة.
وقد استطاع كتابه الأخير الذي يروج لنظرية المؤامرة بالنسبة للقاح ڤيروس h1n1، ويباع بـ 20 دولارا فقط، أن يثير فزعا وخوفا بين الناس.
ويزعم هورويتز أن الڤيروس واللقاح المضاد له كلاهما مؤامرة دبرها أشخاص مثل الناشر روبرت ميردوخ ورجل الأعمال جون روكفلر. ويضيف أن الهدف من وراء هذا اللقاح تخفيض نسبة السكان في العالم الثالث للتخلص منهم.
وهورويتز الذي يقدم نفسه على أنه طبيب مختص في الأمراض المعدية واللقاحات، بينما هو طبيب أسنان في الولايات المتحدة، حاول أن يدعم أقواله تلك بالإشارة إلى مضاعفات خطيرة يحدثها اللقاح عند الإنسان. غير أن مستشارين في الأمراض الوبائية يؤكدون أن اللقاح يحدث أعراضا خفيفة فقط مثل ألم في منطقة الحلق وارتفاع بسيط في درجة الحرارة، مستبعدين أي خطورة للقاح خصوصا بعدما فرضته الادارة الأميركية على جنودها في كل مكان.