واشنطن ـ أحمد عبدالله
فتح ضابط أميركي من أصل فلسطيني كان سيرسل الى العراق، النار الخميس الماضي في اكبر قاعدة عسكرية أميركية في العالم، ما أدى الى مقتل 13 جنديا وجرح 30 آخرين، قبل إطلاق النار عليه وإصابته بجروح خطيرة.
ويرقد الميجور نضال مالك حسن في العناية المركزة في قاعدة فورت هود بعد إطلاق النار عليه في الوقت الذي يسعى محققو الجيش لمعرفة الأسباب التي دفعته الى إطلاق النار على زملائه.
وقالت عائلة حسن انه تعرض لمضايقات في عمله لأنه مسلم، كما كان خائفا من احتمال إرساله للخدمة في العراق.
وتوقف العمل في قاعدة فورت هود، اكبر قاعدة عسكرية في العالم، ومن المقرر ان تجري في القاعدة اليوم مراسم حداد على القتلى.
وأطلق حسن (39 عاما) النار من مسدسين لم يحصل عليهما من الجيش، في مركز طبي لمعالجة الجنود الذين يتم إرسالهم من القاعدة الى العراق وأفغانستان، حسب مسؤولين.
وقال قائد القاعدة الجنرال بوب كون ان احد المسدسات كان شبه رشاش «وهو ما يفسر كثافة النار التي أطلقها». وأكد كون ان حسن نفذ الهجوم وحده.
وفتح الكومندان مالك حسن النار في المركز الطبي، وتوجه بعد ذلك الى قاعة تجري فيها مراسم توزيع شهادات يحضرها حوالي 600 شخص.
وكان أول من تصدى لحسن ضابطة أصيبت برصاصة، ولكنها بقيت على قيد الحياة وتمكنت من إصابته.
واضاف: ان حسن «لا يتحدث حاليا الى المحققين».
وقال «برغم هول ما حدث، إلا انه كان من الممكن ان يكون الوضع أسوأ»، مشيدا برد الفعل السريع على إطلاق النار.
ومعظم الضحايا من العسكريين ونقل العديد منهم الى مستشفى محلي أطلق بعد ذلك نداء عاجلا للتبرع بالدم مع تدفق الجرحى على غرفة الطوارئ.
وسادت مشاعر الصدمة القاعدة العسكرية عقب الحادث.
وقالت ماري كيلر الرئيسة والمديرة التنفيذية للمركز العسكري لتعليم الأطفال الذي يساعد الشبان على التأقلم مع الحياة في الجيش «لا أستطيع تصور ان أحدا توقع ما حدث».
وأغلقت القاعدة الواقعة وسط تكساس عدة ساعات في الوقت الذي سعى المحققون لمعرفة دوافع الهجوم.
وبعد مقابلة ما يزيد على 100 شخص في الموقع، يبدو ان السلطات استبعدت إمكانية وجود شخص ثان أطلق النار.
وحسن هو طبيب نفسي عسكري كان يهتم بالجنود العائدين من مهمات في افغانستان والعراق.
وقال ابن عمه نادر حسن انه «كان مرعوبا من فكرة إرساله» الى العراق، وانه كان يتعرض للمضايقة من قبل الجنود الآخرين خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001.
وصرح لصحيفة نيويورك تايمز ان حسن «أراد ان يفعل كل ما يمكنه بما تتيحه الأنظمة لضمان عدم إرساله» الى العراق.
وأشار الى انه «عين محاميا عسكريا لمحاولة إيجاد حل للمشكلة. وكان مستعدا لان يدفع تعويضا للدولة حتى يتمكن من الاستقالة من الجيش لكنه استنفد كل الإمكانيات وابلغ لتوه بأنه سيرسل الى ارض المعركة».
ونضال مالك حسن مولود في الولايات المتحدة لأبوين فلسطينيين جاءا من مدينة صغيرة قرب القدس، حسبما ذكر قريبه. وقد عاش في فرجينيا (شرق الولايات المتحدة) ودرس في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا التي شهدت في 2007 حادث إطلاق نار كان الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة وأسفر عن سقوط 32 قتيلا.
وعرضت شبكة سي ان الإخبارية ڤيديو مراقبة يظهر فيه حسن يرتدي «دشداشة» في متجر صغير في القاعدة ويشتري القهوة ورقائق البطاطس قبل ساعات من إطلاق النار.
ودانت منظمة مجلس العلاقات الاميركية الإسلامية (كير) بشدة حادث إطلاق النار. وقالت في بيان انه «هذا العنف المجاني والأعمى لا تبرره اي عقيدة سياسية او دينية».
من جانبه عبر إبراهيم هوبر أحد أعضاء المنظمة عن تخوفه من ان تنقلب المأساة ضد المسلمين. وتتحمل قاعدة فورت هود التي تضم آلاف الجنود والمدنيين، أعباء كبرى. وقد تسببت ضغوط نشر الجنود من هذه القاعدة مرات عديدة الى مناطق الحرب في افغانستان والعراق في اكبر عدد من حالات الانتحار في القواعد الاميركية حيث بلغ 75 حالة منذ عام 2003.
وينتشر نحو 15 ألفا من فرقة الفرسان الاولى التابعة لهذه القاعدة حاليا في العراق.
ومنيت هذه القاعدة بأكبر عدد من القتلى مقارنة مع القواعد العسكرية الاميركية الأخرى.
.. وقتيلان و6 جرحى في إطلاق نار في فلوريدا
اورلاندو ـ أ.ف.پ: لم تمض ساعات قليلة على اطلاق النار الذي اسفر عن 13 قتيلا و30 جريحا في تكساس، افادت عناصر اطفاء عن مقتل شخصين على الاقل واصابة ستة آخرين في اطلاق نار وقع امس في احد المكاتب في وسط مدينة اورلاندو في فلوريدا.
وقالت متحدثة باسم جهاز الاطفاء في اورلاندو لوكالة فرانس برس «هناك ثماني ضحايا بينهم قتيلان».
ووقع الحادث في مبنى «ليغيونز بالاس» في وسط المدينة قرب غرفة التجارة في اورلاندو وفندق راديسون، وفق ما افادت صحيفة «اورلاندو سانتينل».
وقال مساعد رئيس جهاز الاطفاء للصحيفة ان عناصر الاغاثة عثروا على جثث ومصابين في الطابقين الثامن والثاني عشر من المبنى، فيما افاد موظفون في المكتب بأن مطلق النار كان يعمل في المكان.